الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
إلى أمِّي - طارق السكري
الساعة 15:24 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


إلى أمِّي ونارُ الثلجِ تلفحها .. وتلفحني 
أموتُ أنا !
فتصرخ من وراء الغيب : يااا ولدي أموتُ أنا !

***
 

أنا في سجنيَ المعروفِ يا أمِّي 
وأطفالي 
كأحلامي 
مطوَّقةٌ وخائفةٌ .. 
كتاباتي 
تقرِّبني إلى حتفي ..
وحتفي مُورِقٌ أبداً 
ولكني جبُنتُ جبُنتْ!

***


أنا في هذه ( الدَّمامِ ) يا أمي 
محافظةٌ يمرُّ البحرُ جانبَها .. 
يمرُّ الشوقُ والأطفالُ جانبَها 
يمرُّ الفجرُ والتاريخُ والأشجارُ 
والكلماتُ والغاباتُ جانبها
يمرُّ الناسُ جانبها
ولكني غريبُ الوجهْ 
غريبُ اللونِ 
غريبُ الطَّبعْ
غرييبُ الطبعِ يا أمِّي
أحاولُ أن أجرِّدَ عن دمي 
عشقي 
وأطواري الغريبةْ 
فلا أدنو من الشبَّاكِ أنصتُ للرياحِ 
تهبُّ من جهة الشمالْ
تسير نحو اللهِ 
دافئةً حبيبةْ 
: إلهي ! فلذةُ الكبِدِ 
إلهي غاب عن نظري
بتابوتٍ مضى ولدي 
وخوفي فتَّ في عضُدي
وأنت اللهُ تكلؤهُ 
بما ترضى من المددِ 
وكم جاهدتُ دمعَ العينِ
لكن .. ما الذي بيدي ؟!

***
 

هنا في هذهِ ( الدمامِ) ياأمي .. 
يمرُّ العامُ مثلُ العامِ ساريةً بلا أملِ 
وهذا العامُ ذا يمضي بلا صحبٍ ولا عملِ
وصوتي فارغٌ كالموت . 
وأمي مثل سنبلةٍ تكافح نارَ هذا البردِ .. 
تنزف وحدها في صمت !

***
 

إلى أمي .. 
وطفلٍ كان منطلقاً .. 
بلا كسلٍ ولا وجلِ
وطفلٍ كان كالضَّوْضاءِ 
منْشعباً ومنتشراً على الطرقاتِ والسُّبُلِ 
وطفلٍ كان مخلوقاً من الإعصارِ والمَللِ
وطفلٍ كان منطلقاً فلا يهْدا 
وطفلٍ كان جنيَّاً ومجنوناً ومرتدَّا 
وكان وكان منطلقاً .. 
أنا مازلتُ ياأمي , ولكني كَـبرتُ كَـبرتْ !
أموت أنا !
فتصرخُ من وراء الغيب : ياولدي أموت أنا !

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص