الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
ابنة الشمس.. - عبدالمجيد التركي
الساعة 12:54 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


كلُّ عامٍ وأنتِ تجيئينَ أغنيةً 
لا تعيها الكمنجاتُ
أغنيةً لا يترجمُ نبضتَها وترٌ حالمٌ بالترانيمِ..
هل لي أقولُ إذا جاءَ عيدكِ سيدتي:
كلُّ عامٍ وأنتِ بخيرٍ..
كأني أقولُ لشمسِ السماءِ: يدومُ لكِ الضوءُ،
أنتِ ابنةُ الشمسِ
أنتِ القصيدةُ 
أنتِ الحروفُ التي لا مثيلَ لها في جميع اللُّغاتْ..

****
 

أتذكَّرُ 
يومَ صعدنا بمعراجنا ذاتَ ليلٍ
إلى جنةٍ عرضُها مثلَ شوقي إليكِ
وكنا نطيرُ
كأنَّا ملاكانِ يستكشفانِ فجاجَ السماءِ،
وحين هبطنا إلى الأرضِ
كانت بـجـيـبيَ تفاحةٌ سرَقتْها يدي دون علمي
وكان العشاءُ مناصفةً،
هل هبطنا بتهمةِ تفاحةٍ مثلَ آدمَ
أم أننا ما استسغنا البقاءَ بأجنحةٍ كالملائكِ
ثمَّ هبطنا على عجَلٍ 
قبل أن يحبلَ الليلُ 
بالمعجزاتِ التي لا يُصدّقها منطقٌ،
كنتُ أطمحُ - سيدتي- أن أطيرَ وطرْتُ،
وأطمحُ أن أبصرَ الجنّة المشتهاةَ فأبصرتـُها،
وتقمَّصتُ آدمَ 
تفاحةً 
وحنيناً
وشوقاً،
ولكنني حين عدتُ 
تيقّنتُ أن الندى لم يعد يـتـبخترُ 
حين يحطُّ على ظمأ الوردِ 
- منذُ رآكِ- 
وأنَّ القصيدةَ تفقدُ كلَّ خصائصها
حين تأتينَ والأبجديةُ بين يديكِ كقنـّينةٍ 
يشربُ الشِّعرُ منها تصاويره
وقوافيه
والأخيلَةْ..

****
 

 

اقبليني إذا جئتُ في عيدكِ اليومَ أُزجي حروفي،
بكِ العيدُ - يا ربـَّةَ العيدِ - يبدو سعيداً
فأنتِ التي يتفيَّأ في ظلِّها العيدُ
من زمهرير اعتياداته 
ورتابة ساعاته، 
فاغفري لي
إذا قصَّر الخطوَ طولُ المسافةِ 
أو أرَّق الليلَ شوقٌ بعيدٌ قريبْ.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص