الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
تجربة التسعينيين بين المعايرة والمعاينة أفق الاختلاف من العناوين.. إلى النصوص(4-6) - علوان الجيلاني
الساعة 15:13 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


تعاطي جميل مفرح مع الوقت -كما لمحته المعاينة السابقة- يغرينا باستعراض بعض تجلياته كفكرة أو ثيمة في الشعر التسعيني.. فهذه الثيمة بالذات ستؤشر أكثر على تعدد التسعينيين إزاء تفكيرهم في الأشياء..
 

ستوقفنا هذه المعاينة البسيطة على خارطة واسعة من المدلولات التي ليس لها من مرجعيات عامة توحدها؛ لأنها غالباً لا تتمرجع خارج ذوات شعرائها وحساسياتهم الخاصة.. الوقت عند علي جاحز يعني اللون الأسود للسلطة في كل زمان ومكان:
قديم هذا الليل المكتوب على خارطة السياسة بالبنط العريض
من يسطيع أن يمد يداً في أنابيب الوقت.
لذلك هو غبي وثقيل الظل، ليس على النحو الذي يبدو به عند جميل مفرح؛ لأن وقت جميل مفرح وقت وجودي، وهو عكس الوقت السياسي السلطوي عند جاحز.. الذي يؤكد على سلطوية الوقت السيئة بهذا التساؤل:
هل يعرف العالمُ
إلى أين يذهبُ
حين يجرُّه حمارُ الوقتْ.
أو يعترف بحقيقة ما آل إليه موضعه فيه:
تجاهلت موتي على هامش الوقت
عند أحمد الزراعي سيبدو التفكير في الوقت مؤثثاً بروائح كونية:
الوقت يدلق عتمته ،
هذا اللابد بجهات حجرية

 

وعند محمد اللوزي كناية عن صعوبات الواقع التي يسخر منها الشاعر ويفكر فيها تفكيراً عبثياً:
أنت بلا مواعيد
حتى و لو تسلقت جبال الوقت.
وعند محمد العابد، تأمل هادئ يبحث عن المفارقة في خيبات الحياة المتكررة:
لكي
أدرك الوقتَ
حاولتُ إطلالةً ..
فلمْ أجدْ النافذةْ
وهي لعبة أو فكرة يحلو للشاعر أن يقلبها على وجوه مختلفة:
ما أن تمر
الثانية
أبحث عن الأولى
فتخطو .... ثانية
أبحث و ما أدركت نفسي في ...
الثوان
...
...
ليست لنا أوقات
أيتها الثواني.

 

عند محمد الشيباني الوقت جزء من فكرة الانشقاق على التعريفات القديمة للأشياء، من خلال هدم النموذج المألوف الشبيه بالمقدس:
الوقت لا يُقتل بالكناية
الوقت عقرب ندهن جلده السميك
بمرهم الثلاثين
العارفة تماماً بمسالك الكتف.
وعند عبد الناصر مجلي الوقت يجسد ما وصلت إليه الحضارة من انتهاك للوجود الإنساني:
حينما أيقظته الساعة
كان الوقت حزمة خضراء
وشخص وحيد
يصنع انتحاره اليومي
بحرفة القاتل.

 

وعند طه الجند الوقت مادة للمفارقة الناتجة عن التناقض الحاد، بين تفكيرين متعارضين أو وضعين نقيضين:
الوقت ينبح في الخارج
وحيداً كمياه الينابيع.
أما عند فتحي أبو النصر فإن الوقت ليس دلالة على فاعلية تعمل ضدنا فحسب، ولكنه أيضاً جزء من اللعبة اللغوية لاجتراحات أكثر إقناعاً من الناحية الشعرية:
توقف الوقت اللاهث في الساعة..
حدث ذلك ولم أنتبه.
بمقدار ما تخبأ الزمن في علبة سجائري,
تحول إلى مسدس.
أبعد من كل ذلك هذه اللعبة المتعددة الدلالات عند نبيلة الزبير:
لكنها تدور 
الساعة المعلقة إلى عقاربها 
تتصنَّت من خلف إيقاعاتها 
وتدور..
هل الساعة 
معصوبة 
العينين 
وتسير 
على حدوات أربع إلى إيقاع آخر..
تحت أي الحدوات اندفن الجيولوجيون وهم ينقبون عن الوقت..

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً