الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
دور الأدب في صناعة الاستقلال - فايز محيي الدين
الساعة 14:51 (الرأي برس - أدب وثقافة)

 

لِكُلِّ مرحلةٍ مِنْ مراحلِ التحرُّرِ الثوري الوطني شِعرُها وشعراؤها وفنانوها الذين يُعبِّرون عن هذا التحرُّكِ ويُجسِّدون أبعادَهُ وطبيعةَ أهدافِهِ. وليس هناك مِن شك في أنَّ الشِعرَ ،لاسيما في مراحل الحراك الاجتماعي، هو أحدُ أشكالِ الوعي الثوري الذي يُمهِّدُ للثورة ويُهيء الأرضية لعملية التغيير التي تتحقق لاحقاً، والثوراتُ خيرُ شاهدٍ على ذلك؛ والشِعرُ في اليمن وكافة الآداب والفنون ترافقتْ وتفاعلتْ مع كُلِّ الأحداث التي مَرَّتْ بها اليمنُ، وبالأخص الثورة اليمنية(سبتمبر وأكتوبر) التي قامتْ ونهضتْ ضد الاستغلال والاستعمار والاستبداد والهيمنة والجور.
وقد مَثَّلَ الأدبُ لدى جيلِ الأحرارِ والمناضلين الوقودَ الذي لاغِنى عنهُ والحافِزَ الذي دَفَعَ بِهم إلى مواجهةِ العدوانِ ومُقارعةِ الطغيانِ بِكُلِّ شجاعةٍ وبسالة؛ حين كانتِ القصائدُ الشعريةُ والأغاني الثوريةُ تُلهِبُ الحماسَ وتزيدُ مِن رباطةِ الجأشِ، وهو ماتبدَّى في الأُغنيةِ الثوريةِ الأشدِّ وقعاً والأكثرِ انتشاراً التي غنَّاها الفنانُ القديرُ المرحومُ محمد مرشد ناجي:
أنا الشعبُ زلزلةٌ عاتية
أنا الشعب 
أنا الشعب
ستُخمِدُ نيرانَهم عضبتي
أنا الشعب "1"

 

وتبدَّتْ أكثر في ما كان يُرددهُ الأحرارُ الذين بذلوا أرواحَهم رخيصةً لأجلِ نيلِ الاستقلالِ الكاملِ وطردِ كافةِ المستعمرين مِن الأراضي اليمنية، وانعكسَ بجلاءٍ في ما كان يرددهُ الشعبُ بأسرِهِ خلفَ الفنان المناضل محمد محسن عطروش مخاطباً الاستعمار:
بَرَّعْ ..بَرَّعْ يا استعمار
بَرَّعْ مِن أرضِ الأحرار "2"
عجوز الكاهنة 

 

* وفي هذا السياقِ وفي المعنى نفسِهِ اندفعَ الشعراءُ الشعبيون يكتبون وينظمون القصائدَ التي تُندِّدُ بالوجودِ الأجنبي وتطلبُ مِنهُ الرحيلَ كما في قولِ شاعرِ أبين الكبير أحمد عمر مكرش:
بَرَّعْ مِن اقطار الجنوب المحمية
برع بلاد الغرب يانُجَّاسها
لابُد من دق العجوز الكاهنة 
دق التلف حتى توطي رأسها "3"
ومِن الجديرِ ذكرُهُ أنّهُ لولا الإرادةُ القويةُ التي تمتعَ بها الأحرارُ الذين ناضلوا باستبسال لأجلِ نَيْلِ الاستقلالِ الكاملِ لما تحققتْ تلك الانتصاراتُ التي أدَّتْ في الأخيرِ إلى طردِ آخر جندي بريطاني من اليمنِ في الثلاثين من نوفمبر 1967م وبتصميم وإرادة شعبية كبيرة وقوية، والشعوب حين تصحو وتثور لا يقفُ في طريقِها شيءٌ أبدا:
إذا الشعبُ يوماً أرادَ الحياة
فلابُدَّ أنْ يستجيبَ القدَرْ
ولابُدَّ للظُلمِ أنْ ينجلي 
ولابُدَّ للقيدِ أنْ ينكسِر "4"
بذل وتضحية

 

* والمناضلون الذين وقفوا تلك الوقفاتِ الجادَّة في وجوهِ المستعمرين والمستبدين لم يَكُنْ لهم مِن حاجةٍ سوى تحريرِ أوطانِهم مِن ذلك الجورِ والظلم والاستبداد، ولذلك فقد خَلَتْ أنفسُهم مِن الأطماعِ الشخصية، وهذا هو ما دفعَهُم إلى بذلِ نفوسِهم رخيصةً زهيدة، لأنَّ هدفَهم كان أسمى؛ وطموحَهم أعلى مِن أنْ يعملوا لمصالح ضيقة زائلة.. وهذا ماجسَّدَهُ المرحومُ الشاعرُ الكبيرُ إبراهيم الحضراني على لسانِ كُلِّ مناضلٍ يمني بقوله:
كَمْ تعذبتُ في سبيلِ بلادي 
وتعرَّضتُ للمَنونِ مِرارا
وأنا اليومَ في سبيلِ بلادي 
أبذلُ الروحَ راضياً مُختارا "5"
زامل شعبي

 

* وبرغم الإمكانيات القليلة التي كانتْ لدى اليمنيينِ أمامَ القوةِ الضاربةِ التي تملكُها بريطانيا فلمْ يستسلِمْ اليمنيون لذلك الوضعِ المُخزي المُهينِ الذي يعيشونَهُ تحتَ سيطرةِ المُستعمِر، ولهذا فقد اندفعوا يواجهونَهُ بقوَّةٍ تدعمُها إرادةٌ صلْبَةٌ؛ وبذلوا كُلَّ ما في وسعِهم وعبرَ كُلِّ الشرائحِ لإيصالِ أصواتِهم للمُحتَلِّ؛ ومِن ذلك ما فَعَلَهُ أهلُ الضالع حين قام المعتمِد البريطاني بزيارةٍ للأمير شعفل بن علي؛ فاستقبلوهُ بالزامل الشعبي التالي:
يا المعتمد لا تقول المحمية باتعطيك
ياعدو طول الزمان
حتى لو جبت طيارة على كل عينة 
ما بتحصِّل أمان "6"
ويُعتَبَرُ الشعراء هم أوَّل مَنْ نادى إلى طردِ المُستعمِر والوقوفِ صفاً واحداً في وجهه، يقول الشاعر حسين بن محمد البار مُحفِّزَاً بني شعبه:
إلى اللهِ والتاريخِ ما فَعَلَ الغرْبُ 
فَهَلْ مِنْ مُجيبٍ يا بني يَعْرُبٍ هُبُّوا
أضاليلُ مِن مَسِّ السياسةِ طوَّحَتْ
بِكُمْ يا رِجالَ الغربِ حسبُكُمُ حَسْبُ "7"
الثأر للكرامة
* ومِن جهة أخرى يهب الشاعر عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف مُحرِّضاً لكل اليمنيين ومستثيراً لحميتهم من أجل الاستنفار الشامل لطرد المستعمرين؛ مُذكِّرَاً لهم بخزي التقاعس عن الثأر للكرامة؛ والذل والهوان الذي سيطالهم أكثر وأكثر إذا ظلوا تحت ربقة المستعمر.. يقول السقاف:
أينَ الحَمِيَّةُ والآمالُ والهِمَمُ
أينَ العزيمةُ أينَ المجدُ والشمَمُ
أينَ الشعورُ الذي تحيا الشعوبُ بِهِ 
أينَ الحياةُ التي يدري بها الألَمُ
مَنْ لا يغارُ لغزوٍ تافهٍ وَهِنٍ
فلَنْ يغارَ إذا ما نِيْلَتِ الحُرُمُ
هذا الوجودُ الذي لا فضلَ فيهِ لنا 
على بهائِمِنَا سيَّانَ والعَدَمُ "8"
صورة ناصعة

 

* ومَن يمعن النظر في طبيعة النضال اليمني ضد المستعمر البريطاني يرى ويجد أنَّ كل فئات الشعب قد قامت ووقفت له بالمرصاد وقفةَ رَجُلٍ واحدٍ مِن شتى المناطق اليمنية، فحين كان الشِعرُ الغنائي يجلجل صادحاً كان الشِعرُ الشعبي إلى جانبِهِ يُلهبُ الحماسَ ويُطوِّقُ القلوبَ بتصميمٍ من العزيمة الصلبة للمُضيِّ قُدُمَاً في وجهِ المستعمِر، وفي ذلك يقول الشاعر أحمد مكرش في قصيدةٍ طويلة يؤكِّد فيها تضافر الجهود اليمنية بين الشمال والجنوب؛ بل وحتى جهود الأشقاء العرب الذين وقفوا بجد مع الثوَّار اليمنيين في ثورتهم الشرعية ضد انهاء التواجد البريطاني في اليمن:

وقفوا بجد مع الثوَّار اليمنيين في ثورتهم الشرعية ضد انهاء التواجد البريطاني في اليمن:
سرى واها جسي لو كنت فاكِرْ 
وخرِّجْ كل مافيها لارادهْ
معي ناصر وقوات ابن عامرْ 
تدق العدوْ ماهمّتْ جهادَهْ 
معه لبطال كمّنْ هجْ فاطر 
على استعداد لاحتجنا سعادةْ

وسلَّال اليمن بالدعم حاضر 
يشل الجور من قوة فؤاده 
وكم أبطال راحوا في المقابر
من المخلوع ذي كثر عناده 
عجوز النحس من أرضي مسافر
مسافر أرضها أرض القراده
ربطنا عفشها في حبل دامر 
مع الصدات ما فيها رداده "9"
عقدة المناطقية

 

* ولعلّي هنا لا أبالغ إنْ قلتُ أنَّ هذه المقطوعة الشعرية لهذا الشاعر الشعبي قد جسدت التلاحم الوطني في أبهى صوره؛ حين ذكر ما يمكن أن يعملَهُ المشير عبدالله السلَال والجيش اليمني مع إخوانهم في الجنوب آنذاك، بل وهو يذكرهم بفخر وأعتزاز لامثيل له..لماذا؟ لأنَّهُ كان يخلو من عُقدَةِ المناطقية التي بدأتْ تطفح بها بعضُ الأقلام المرتزقة ذات الروائح الكريهة، والأصلُ أنَّ اليمنَ كانَ ولا يزال وسيظل شعباً واحداً، ولامجالَ فيه لدعاة التشرذم والانفصال حتى وإنْ حنّوا لعهدهم الشمولي المستبِد، فهم حفنة وشرذمة قليلون وفترة الحكم الشمولي كانت أيضاً فترة قصيرة لا تكاد تُذكَر بجانب التاريخ والماضي اليمني الموحَد. ولعَلَّ هذه المقطوعة خيرُ رَدٍّ نذكرُهُ هنا ليُفحِم دُعاةَ المناطقية والانفصال.
البردوني والجنوب
* ونعود لنقول: قضية المحميات الجنوبية لم تكن قضية محدودة بل قضية عامة تهم كل اليمنيين في الشمال والجنوب دون استثناء، ونؤكد على أنه لم تكن توجد أصداء لنغمات المناطقية المقيتة التي يرددها اليوم الغوغاء والأمراض من أصحاب الأطماع الشخصية الضيقة، بدليل أنَّ الشعراءَ الشماليين كانوا أوَّل مَن ندَّدَ بالتواجُدِ البريطاني في الجنوب ومِن أوَّل مَن دعا إلى مقارعة بريطانيا وإخراجها من اليمن.

 

فهذا الشاعر الكبير الأستاذ عبد الله البردوني وهو يُلقي قصيدة في ذكرى المولد النبوي الشريف للرسول صلى الله عليه وسلم لا ينسى وهو في غمرة هذه المناسبة الدينية أنَّ هناك جزءاً عزيزاً وغالياً من وطنِهِ يرزحُ تحتَ نَيْرِ المستعمِر وسطوته واستبداده؛ فيتطرق لذلك مُذكِّرَاً كل اليمنيين ومتأسِّفَاً على حال الجنوب تحت الاحتلال مِن خلال قصيدته ذائعة الصيت "بشرى النبوة" فيقول:
يا قاتِلَ الظُلمِ صالتْ ها هُنا وهنا 
فظائعٌ أينَ مِنها زندُكَ الواري
أرضُ الجنوبِ دياري وهي مهدُ أبي 
تئِنُّ ما بينَ سفَّاحٍ وسِمسارِ
يشدُّها قيدُ سجَّانٍ وينهشُها 
سوطٌ ويحدو خُطاها صوتُ خمَّارِ
فكيفَ لانَتْ لجلَّادِ الحِمى "عَدَنٌ"
وكيفَ ساسَ حِماها غدرُ فُجَّارِ 
وقادَها زُعماءٌ لايُبرِّرُهُم
فِعلٌ وأقوالُهم أقوالُ أبرارِ
أشباهُ ناسٍ وخيراتُ البلادِ لهم 
يا للرِجالِ وشعبٍ جائعٍ عارِ 
أشباهُ ناسٍ دنانيرُ البلادِ لهم 
ووزنُهم لا يساوي رُبْعَ دينارِ 
ولا يصونون عندَ الغدرِ أنفسَهُم 
فهل يصونون عهدَ الصَحْبِ والجارِ؟؟! "10"
الزبيري ضد الاستعمار

 

* ومثل ما ذهبَ إليهِ البردوني نجدُ أبا الأحرار الشاعر الكبير محمد محمود الزبيري يكتب مُندِّدَاً بالوجودِ البريطاني كما في قولِهِ وهو يستعجلُ طردَ المستعمِر:
متى يرى الإنكليزيون ذِمَّتَنا 
كَذِمَّةٍ حقُّها تُرعى وتُحتَرَمُ
فيا بريطانيا عُوْدِي بمخْمَصَةٍ
إنَّ العُروبةَ لا شاءٌ ولا نِعَمُ
إنَّ العُروبةَ جِسْمٌ إنْ يَئِن بِهِ
عضوٌ تداعتْ لَهُ الأعضاءُ تنتقِمُ
إنْ يُضطَهَدْ بعضُهُ فالكُلُّ مُضطَهَدٌ 
أوْ يُهتَضَمْ جُزؤهُ فالكُلُّ مُهتَضَمُ "11"

 

والزبيري هنا يُجسِّدُ التلاحمَ الوطني في أبهى صوره ويستمد من النص النبوي الشريف معانيه حين يرتكز على قول المصطفى (صلى الله عليه وسلم): 
"مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم كمثلِ الجسدِ الواحدِ إذا اشتكى مِنه عضوٌ تداعى له سائِرُ الجسدِ بالسهرِ والحُمَّى".
تهديد ووعيد
* وكم هو جميلٌ ذلك الخطاب الصارم الذي وجهه الدكتور محمد عبده غانم للجندي البريطاني في قصيدته التي يقول فيها:
إرفعْ يديكَ على السواءِ ** إرفعْهُما حتى السماءِ 
إيَّـاكَ أنْ تـهـوي ذراعَــكَ مِـن فُـتـورٍ أو عـيـاءِ 
فلأمـنـحـنَّـكَ ركـلةً ** في أُمِّ رأسِـكَ بالـحِـذاءِ 
أو لَكْـمَةً في البطنِ تـطويها وتعـصفُ بالـغـشاءِ "12"

 

ومن الأوصافِ الدقيقة التي وصفَ بها الشِعرُ حالة الجنوب اليمني قُبيل الاستقلال ما كتبه الشاعر المناضل محمد سعيد جرادة في قصيدته التي وصف فيها بدقة المشهد حينما تحوَّلتْ أرضُ الجنوب إلى لَغَمٍ مؤقَّت؛ إذْ يقول:
وحينما ضاقَ صدرُ الشعبِ واكتشفتْ 
عيناهُ في فجرِهِ أُولى التباشيرِ 
قادَ الطلائعَ مِن أبنائِهِ زُمَرَا
كهائجٍ مِن عُبابِ اليَمِّ مسحورِ
شبيبةً وكهولاً كلهم أسَدٌ
يُكشِّرُ النابَ في عزمٍ وتشميرِ
مِنْ كُلِّ مُحتضِنِ الرشاشِ تحسبُهُ 
مِن جسمِهِ أصلَ عضوٍ غيرِ مبتورِ 
هُمْ حوَّلوا كُلَّ شِبْرٍ مُقفَلاً أشبا
يُصدِّرُ الموتَ مِنهُ أيَّ تصديرِ
أرضُ الجنوبِ جميعاً أصبحتْ لَغَمَاً
لمْ يجدِ سمعَ العِدا إنذارُ تحذيرِ "13"
عند الاستقلال

 

* وبعد أنْ توالتْ دعواتُ الشعراءِ والأُدباءِ لإنهاء التواجد البريطاني في الجنوب اليمني المحتل بدأتْ طلائعُ الثورة تبدو جلية مِن خلال النضال المسلح الذي شارك فيه معظم الشعراء والفنانين، الذين كانوا فعلاً هم وقود الثورة بكلماتهم التي حفزت الشعب اليمني بأسره ودفعته إلى الخروج من قمقمه والتوجه لمقارعة الاستعمار بقوة السلاح بعد أنْ وصلوا إلى طريق مسدود معه خلال المفاوضات التي تبيَّنَ أنَّ بريطانيا تستغلها لتُطيل من أمد التواجد في اليمن.. وهنا ينبري شاعرُ لحج الخضيرة مبروك سرور ليؤكد فعلاً أنَّ بقاءَ المستعمِر قد طال وأنّهُ قد آنَ أنْ يتمَّ ترحيله. ولم ينس خلال ذلك النص الشعري الشعبي أنْ يُحفِّزَ إخوانه اليمنيين الذين جنحوا إلى مُهادنة المستعمِر والدخول معه في مفاوضات لا جدوى منها.. لم ينسَ أنْ يقولَ لهم أنَّ ما أُخِذَ بالقوَّة لَنْ يُسْتَرَدَّ إلَّا بالقوة:
طالَ يا راجِل سكونك عندنا 
قرن والثاني انتصف وانته هنا 
ذي بلادي وأنا فيها أصيل
ما أنا مثلك نقيلةْ أو نزيل
ذي معك يكفيك من مالي الجزيل
روح لك بس لا تكدر عيشنا 
مَن دخل بالغصب يخرج بالمصيل
با يخلي أرضنا صاغر ذليل
با يقع يوم الجلاء ما له مثيل
أعظم الأعياد في أوطاننا "14"

 

وفعلاً هَبَّ الشعبُ اليمني جميعُهُ من سباته وقاتلَ ببسالة ضد المستعمر البريطاني حتى يوم جلاء آخر جندي بريطاني في الثلاثين من نوفمبر 1967م بعد رحلة طويلة من الكفاح المسلح الذي قادَهُ المناضلون والشرفاءُ من أبناء هذا الوطن الغالي، والذين كان الأدباء والشعراء والفنانون في مقدمتهم، وعند ذلك فقط خرج الشاعر الكبير عبدالله هادي سبيت ليهتف بغنائيته التي ردَّدَها الشعبُ بأسرِهِ خلفَ الفنانين وهو يقول:
يا شاكي السلاح
شوف الفجر لاح
حط يدك على المدفع
زمن الذل راح
زمن الذل راح "15"

--------------------------------------------------------
 

 

** المراجع:
1- من تاريخ الأُغنية في لحج وعدن وأبين، محمد بن ناصر العولقي، مركز عبادي صنعاء 2005م.
2- نفسه.
3- ديوان صوت من الريف، أحمد عمر مكرش، جمع عبدالله الهيثمي، مركز عبادي صنعاء 2004م .
4- أبو القاسم الشابي، الأعمال الكاملة، دار العودة بيروت 2004م.
5- إبراهيم الحضراني، الأعمال الكاملة، جمع وإعداد علوان الجيلاني، وزارة الثقافة صنعاء 2004م.
6- حسين سالم باصديق، في التراث الشعبي اليمني، مركز الدراسات والبحوث اليمني 1993م.
7- حسين محمد البار، الأعمال الكاملة، اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، صنعاء 2004م.
8- ديوان عبد الرحمن السقاف، مطبعة البيان العربي، القاهرة 1959م.
9- صوت الريف مرجع سابق "ص14".
10- عبدالله البردوني، الأعمال الشعرية الكاملة، وزارة الثقافة صنعاء 2004م.
11- محمد محمود الزبيري، ثورة الشعر، دار الكلمة صنعاء 1985م.
12- د. محمد عبده غانم، الأعمال الشعرية الكاملة، وزارة الثقافة صنعاء 2004م.
13- محمد سعيد جرادة، الأعمال الشعرية الكاملة، دار الهمداني عدن 1982م.
14- شعراء أحببتهم، عياش الشاطري، مركز عبادي صنعاء 2004م.
15- عبدالله هادي سبيت، الدموع الضاحكة، دار الجنوب للطباعة والنشر، عدن 1953م.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً