الأحد 17 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الجمعة 15 نوفمبر 2024
زيارة الآمال الكبيرة... "خيبة" أخرى بالانتظار؟
الساعة 18:26 (الرأي برس - عربي )

تبدو الساحة اليمنية أمام منعطفات عدة في مسار العملية السياسية ومسرح الأحداث العسكرية، بعد وصول الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى مدينة عدن قادماً من مقر إقامته في الرياض، التي غادرها بالتزامن مع وصول المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس السبت، في توقيت حساس تعيشه البلاد، وظروف شائكة تمر بها في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، فالزيارة من حيث نوعيتها تعد الثالثة للرئيس هادي منذ مغادرته عدن وانطلاق العمليات العسكرية لـ"التحالف العربي" في الـ 26 مارس 2015.


تُمثل عودة الرئيس هادي إلى اليمن رسالة واضحة على ما يبدو لرفض الحكومة خطة كيري ومشروع اتفاق مسقط، بالاضافة إلى تجنب أي ضغوط قد تنجم عن عدم استقباله لولد الشيخ للمرة الثانية، وذلك من ناحية، من ناحية أخرى هناك من يرى بأن العودة في إطار محاولة هادي اللقاء بالمبعوث الأممي في عدن، وذلك من أجل تجنيب المملكة العربية السعودية الضغط الذي بات يمارس عليها من قبل الإدارة الأمريكية وإظهارها كطرف ثالث في الأزمة اليمنية. 


إلى جانب ما تقدم، ثمة ملفات أخرى تنتظر هادي، من بينها ضرورة حلحلة الكثير من الإشكالات العالقة في العاصمة المؤقتة عدن، وكذا التغيير من طبيعة الأحداث وسير المواجهات على الأرض، خصوصاً العمليات العسكرية في محافظة تعز، وما يمكن أن يقدمه لها من دعم، وتأمين الموانئ البحرية وطريق الملاحة الدولية كما تفيد المعطيات.


سبقت هذه الزيارة، تغييرات في قيادة الجيش في المنطقة العسكرية الرابعة، التي تقع مدينة تعز في إطارها العسكري، ‎تضمنت إصدار قرار بتعيين العميد الركن فضل حسن قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة، المشرفة على محافظات عدن، وأبين، ولحج، والضالع، وتعز، والعميد الركن ثابت مثنى جواس قائداً لمحور العند، الذي تتواجد فيها قوات عسكرية ضخمة تابعة لـ"التحالف العربي"، تلتها ترتيبات أمنية في عدن خلال الأيام الماضية، تمهيداً لزيارة هادي، والتي تزامنت مع عودة المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى الرياض، لمتابعة مساعيه الرامية إلى إحياء الحوار، وسط أنباء عن انسداد الأفق السياسي، وقد جاءت عودة هادي المرتقبة في ظل فشل كل المساعي الأممية والدولية للحل السلمي في اليمن وفشل هدنة وقف إطلاق النار الأخيرة، في جبهات القتال كافة. الحكيمي: ""لا يمكن أن تضيف زيارة هادي أي شيء"


لا يستبعد أن تكون هذه العودة خطوة استباقية في ظل بدء ولد الشيخ عرض مبادرة لتسوية ملزمة لمختلف الفرقاء، مجهضة للشرعية، وهي ما عكسته مبادرة كيري التي تضمنت نقل صلاحيات الرئيس إلى نائب توافقي يجري تعيينه، وذلك في سياق ضغط دولي يتمسك بحل الأزمات الإقليمية سريعاً قبل انتهاء الأمريكان من ترتيب بيتهم الجديد.


يذهب البعض إلى القول إن زيارة هادي، طالت أو قصرت، فإن المتاعب بانتظاره في الجنوب، مع دعاة الانفصال، وبعض القيادات الحراكية، خصوصاً لارتباط اسم الرجل على الدوام بأحداث 1986 الدامية التي شهدها جنوب اليمن، 


إضافة إلى فشله في تأمين عدن منذ يوليو العام المنصرم من الجماعات الارهابية، لا سيما التابعة للقيادات في السلطة المحلية والأمنية، والتي لم تمكن الحكومة من الاستقرار فيها نتيجة الاضطرابات الأمنية ونقص الخدمات.


"لا يمكن أن تكون عودة هادي المؤقتة إلى عدن تحمل أبعاداً تهدف إلى قيادة تحول على الأرض، بقدر ما هي مناورة سياسية مع الأمم المتحدة، خصوصاً وأنها تزامنت مع وصول ولد الشيخ للرياض، لإعادة تحريك العملية السياسية الراكدة"، هذا ما يراه الصحفي زكريا الكمالي، في حديثه إلى "العربي"، مؤكداً أنه "لو كان هدفها عسكري كان يمكن أن تتم في اليوم التالي لانهيار الهدنة، ومع ذلك من الجيد أن تكون الحكومة قد استشعرت أهمية تواجدها في الداخل اليمني عسكرياً و سياسياً".


أما المحلل السياسي باسم الحكيمي، فيقول : "لا يمكن أن تضيف زيارة هادي أي شيء، كون مدتها لا تتجاوز الأسبوع، ومن المستحيل إنجاز مهام سياسية وعسكرية بأيام فقط، وهي تعتبر زيارة ترفيهية أكثر منها زيارة عملية ميدانية أو سياسية للأسف الشديد".


وفقاً لمجريات الأحداث والتحولات لا يمكن أن تكون زيارة هادي إلى عدن خارج الإطار المتسارع والمرتبك في صف الحكومة، أو بالأحرى زيارة الفرصة الأخيرة فيما يخص "الحل العسكري"، الذي شهد تطورات في الآونة الأخيرة، ووصول قوات كانت تتدرب في أرتيريا مع معدات عسكرية ضخمة، ما يعني أنها زيارة عسكرية بامتياز، تهدف إلى "تحرير" ما تبقى من المحافظات خارج سيطرة هادي، وفي مقدمتها تعز، كما جاء في تصريح وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، عبر صفحته في "تويتر". الحسم العسكري المنشود من قبل فريق هادي، يرى فيه مراقبون حاجة ضرورية لتحقيق حسم سياسي، فهو ما سيحسن من شروط التفاوض في أي مفاوضات قادمة لصالح فريق الشرعية، بعد تعثر المسار السياسي كما يقولون، وهذا ما لن يقبل به الطرف الآخر المتمثل بجماعة "أنصار الله" وحليفها علي عبد الله صالح، وسيصطدم مع مبادرة كيري التي تصب في صالحه، وهكذا سيفتح طريقاً آخر للأزمة.


الباحث السياسي، عبد الباقي شمسان، في حديثه، تمنى "أن لا تكون عودة هادي هدفها تكتيكي أو تحقيق انتصار جزئي في تعز، لتحقيق تحسن في الموقف التفاوضي للسلطة الشرعية، إن كان كذلك فإن السلطة سوف ترتكب كارثة، حيث الجماهير في الجغرافية المستعادة، وكذا تلك التي تحت سلطة الانقلابيين والتواقة لاستعادة الدولة، رفعت من منسوب تطلعاتها هذه المرة متوقعة حسماً وتحولاً كبيراً في الميدان وفي إدارة شؤونها وحياتها اليومية، وفي حال عدم حدوث ذلك فإن الجماهير لن تراهن في المستقبل على السلطة الشرعية، ومن المحتمل أن تستسلم لسلطة الأمر الواقع، أو تشكل بعض المكونات الوطنية الرافضة لما تخطط له تنظيمات سياسية وعسكرية لا تخضع لسيطرة ونفوذ السلطة الشرعية".


ويتابع "أعتقد أن المخاطر جسيمة، خاصة وأن المبادرة المقترحة تحمل مشروع صوملة اليمن، حيث أن عديد المكونات لن تقبل تلك المبادرة وسوف تتجه نحو استعادة الجمهورية بقناعتها".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص