الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
"إطلالة على رواية زلاتيا عبر زاويتين نقديتين " - بقلم الدكتور مسلك ميمون والأستاذ محمد عطية محمود
الساعة 14:02 (الرأي برس - أدب وثقافة)

 

 

الزواية الأولى بقلم الدكتور مسلك ميمون

نظرة في رواية “زلاتيا” 
 

“زلاتيا” للروائي المصري شريف عابدين (دار النابغة).. رواية مختلفة عن كل ما قرأته لكاتبها.. ولعل التنوع، والتلقائية السردية، وتداخل الأبعاد.. من أسباب نجاحها وتميزها.
قام الكاتب بتوظيف “داعش” توظيفًا فنيًّا ودلاليًّا، مما جعل النص محايثًا ومعاصرًا؛ يُشعِر بوطأة الإرهاب وما أقدم عليه من جهة، ومخاتلا يسترجع أحداث الماضي، واستعادة رفات سليمان الحلبي على الجانب الآخر، إضافةً إلى دور الساردة في المحاكمة الافتراضية لزبيدة، واضطلاعها بالدفاع عنها. ثم مفاجأة اتهام الساردة بالفيلم الإباحي وتشجيع الرذيلة.
كل هذه الأحداث المتداخلة جعلت من الرواية، جسمًا من الحكي المتنوع، والماتع… حول المرأة كأساس وبنية ودلالة.. والمترابط فيما بينه من خلال: 
– توظيف التداعي.
– استنطاق الذاكرة .
– الفلاش باك Flash back
– تهويمات الحلم / التخييل فيما قبل والآن وما بعد، في شكل فانتازي.
– العلاقات المتداخلة والمتقاطعة.
– الاستعانة بالرمز والأسطورة Myth / بيجماليون و(زلاتيا).
زلاتيا
كل هذا أضفى على الرواية نسقًا غرائبيًّا، إبستيمولوجيًّا وأنطولوجيًّا وسوسيولوجيًّا قليل التوظيف في الرواية العربية.

 

أعتبر هذا العمل الأبداعي، رواية المثقف، فما ورد فيها من دلالة، وتقنيات متنوعة لا يمكن أن يتفاعل معها غير المثقف الواعي، بل هو نفسه قد تحدث له صدمة ثقافية Culture shock لما تعلن عنه الرواية  فنيًّا، وما تسكت عنه فيشكل حلقة مفرغة Viscious circle.
ولعل الجميل في هذه الرواية أنها نجحت في أن تجعل المألوف غريبًا Marking the familiar strange، فضلا عما تخلفه قراءتها من عصف ذهني Brain storming. 
الخلاصة أن الرواية جاءت مختلفة وهادفة وممتعة.

 

 

الزواية الثانية بقلم الأستاذ محمد عطية محمود


الإنصات لصوت المرأة في “زلاتيا” للروائي شريف عابدين 
 

تعكف دار “النابغة” للنشر والتوزيع حاليًّا على وضع لمساتها الأخيرة على رواية “زلاتيا” للروائي المصري الطبيب شريف عابدين التي ستُنشر ضمن سلسلة الإبداع العربي.
وعن الرواية يقول الناقد محمد عطية محمود: “في المغايرة والمواكبة مع إحداثيات الواقع وتجليات المتخيل والارتحال عبر الحقب الزمانية والبقع المكانية، عبر فضاء التخييل والإثارة السردية.. تقع آليات / تيارات الكتابة الروائية الجديدة في حلتها المغايرة، لتطيح بكل الأنساق الجاهزة والأفكار المعلبة؛ لتتخطى حدود كونها خطًا أو خطوطًا سردية متوازية أو شخصيات رئيسة وأخرى ثانوية، وخلافه.. إلى حيث هي متاهة تشتبك فيها المعلوماتية والخبرات الحياتية وطبقات التاريخ المختلفة المتعانقة مع الآني والمستحدث، مع التقنيات التي تمتاح من كافة الأشكال السردية والميتاسردية التي تقف خلف الكتابة بعنفوان وجودها”.

 

ويضيف محمود ملمحًا إلى تلك الجدلية الواقعية التاريخية التي تشتمل عليها الرواية، قائلا: “وتدافع أسئلتها الضاربة في عمق الحالة الإنسانية التي تلتحف الغيبي والميتافيزيقي، وتجدله مع الواقعي والتاريخي بأي صورة من صوره، لتصنع هذا التيار المختلف من الكتابة الممتعة والمجهدة ذهنيًّا، المحرضة كي تشحذ الطاقات الاستيعابية والمعرفية الموازية لدى حالات التلقي التي ينبغي أن تكون على مستوى الوعي الإدراكي الكافي لامتصاص أهمية تلك الكتابة”.
 

ربما كان ذلك ملمحًا / عدة ملامح متشابكة تميز هذا العمل الروائي بالغ التركيب “زلاتيا” للقاص والروائي د. شريف عابدين، بما يضع به الكاتب جل تقنياته المكتسبة والمتمرسة، لتلك الحالة السردية المعرفية بحس المتاهة، رهن التلقي الذي سيواجه هذه الحمولة الذهنية / المعرفية لتلك الأرواح التي تعانق ميتافيزيقية وجودها عبر الأزمان لتتداخل بفعل المتاهة السردية لتصنع هذا المزيج والتواشج والولوج والإدبار في الحالة النفسية التي تمثل عصب الحكاية، وذلك من خلال تقنية مهمة في متن السرد وهي أقرب إلى المحاكمة المسرحية الهزلية الساخرة سخرية مرة تواجه بها التاريخ بشقيه القريب والبعيد من ناحية، والتقابل بين الماضي وسمة العصر التكنولوجي من ناحية أخرى حيث يُختزل كل شيء في شريحة لا تتعدى حجم عقلة الإصبع والتي ربما ردت الحكاية إلى جذورها الخيالية / الأسطورية التي ربما كانت تستعيض بلآل المخطوطات التي ربما اندثرت أو انمحت بفعل الزمن أو بفعل العبث لتجعل من التاريخ حمال أوجه لتنتج هذه الصراعات القائمة بكل تلك الإحداثيات والخطوط المتشابكة للشخصيات النسائية الأربع التي تخرج من روح واحدة مهيمنة بفعل التناسخ والارتباط والتحول الروحاني كوشيجة ميتافيزيقية تصب في فيزيقية تلك الشخوص من خلال وجودها المادي المنسحب.
 

هي شبكة من شبكات الوعي القيمي المحرض على اجتراح الذات الإنسانية الخارجة من عتمة تاريخها إلى عتمة أخرى هي عتمة المصير والتلاشي نحو العدم، ونحو عبثية الوجود، في نص روائي متداخل ربما حوى عدة نصوص في متنه لكنها نهاية تصب في الوعي الإنساني بصورة عامة، بما تمثله العلاقة الأزلية بين عنصري الوجود الرجل / المرأة اللذين يتبادلان لعبة التهميش على خلفية عريضة للوجود.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً