الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
تعويذةُ الرملِ - ياسين البكالي
الساعة 13:20 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


كالتّيهِ هذا الفتى في حُزنِهِ أمسى
كم مَرَّ بي غَدُهُ كي يُرجعَ الأمسا

 

يَجتاحُ أورِدتي والآهُ في يدِهِ
بحرٌ ظللتُ على شُطآنِهِ مَرسى

 

ما زلتُ أسحَبُهُ مِن رجلِهِ وأنا
أأسَى على قلبِهِ الذاوي ولا يَأسَى

 

وشعبُهُ غارقٌ في الموتِ يبحثُ عن
ديمومةٍ أشبَعَت أبنائَهُ رفسا

 

لم يبقَ في جوفِهِ معنىً يلوذُ به
إذا تَشَظّى أمامَ الجُملةِ الخرسا

 

يقولُ لي : أنت تنسى والطريقُ إلى
موسوعةِ الفَقدِ ذكرى للذي ينسى

 

هذي القلوبُ بلا مأوى ، رأيتَ معي
كيفَ اشتكينا بها قاسٍ إلى الأقسى ؟

 

وكيفَ ساوَمنا الأعرابُ قبلَ دمٍ
بخيبةٍ أصبحت في أرضِنا فُرسا ؟

 

وهذهِ الأرضُ كي يدري الزمانُ بها
لا بُدَّ أن يشربُوني أهلُها كأسا

 

يقولُ أيضاً .. يقولُ النارُ واقِفةٌ
على الجميعِ ، وكم أحنو لها رأسا

 

إلا أنا كانَ رأسَي نزفَ أُمنيةٍ
على صداها لمستُ المُبتغى لمسا

 

وهكذا طافَ ليلٌ بالبلادِ وما
زالت تُخَبّئُ في أنفاسِها شمسا

 

تعويذةُ الرملِ في صدرِ الفتى وأنا
مُشَرّدَانِ التَقَينا مأتماً .. عُرسا

 

كالتّيهِ هذا الفتى تعدو الجهاتُ على
جنبَيهِ مُنذُ استوى لِتُطارِدَ اليأسا

 

يا ريحُ فاهذِي كما شِئتِ ، الغيومُ معي
في قبضةِ الطين حتَّى نُكمِلَ الدّرسا
.....
...
14/11/2016

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص