الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
الموسيقى التي يكتبها المطر - عبدالحكيم المعلمي
الساعة 12:05 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

الإهداء : إلى فخامة الضوء خالد الرويشان. 
................................................................

 

الموسيقى..
التي تنساب رويداً
في أروقة الربيع
وتهطل من أقاصي الحلم.




الموسيقى..
التي تأتي مع صوت فيروز
في الصباحات الدافئة.




الموسيقى..
التي تتمشّى في أزقة صنعاء
بناءً على كأس التاريخ
المتخم بالروائع.




الموسيقى..
التي تتنزّل مسرعةً
من جبل سمارة
لتسكبَ اسرارها في البحر
وتمنحُ البحار
سحنة الصبر والألق.




الموسيقى..
التي يعزفها البحر
على بعد شاطئٍ رصين
وأحلام كونية.




الموسيقى..
التي تنام بين المرايا
قاب عشقين أو أكثر.




الموسيقى..
التي تخرج بكامل فتنتها
من دواوين المتنبي:
مع ماء ورد الشعر تأتي النسائمُ
وتسري على مدّ الخيال العوالمُ
وتـــًورق أزهار القصــائد والرؤى
وتهطــل من دنيا المرايا مواسمُ
وينداح موالٌ علىشاطئ الصدى
يعانق روح المــــاء والشوق عارمُ
فتكبر نفسٌ بالقناعة والرضا
ويزداد نقصان إذا المرء ظالمُ




الموسيقى. .
التي تجعل خالد الرويشان
يغترف رحيق الحرف المصفّى
يستقرئُ لغة الوردة
ويشكّل كلماته في منطق الطير.




الموسيقى..
التي تشيّعنا ذات حزن
وتجعلنا نذرف دموع القلب
على شواطئ النجوى.




الموسيقى..
التي تزّف أرواحنا ذات فرح
وتجعلنا نسكبُ طيف أشواقنا
دفقةً واحدة.




الموسيقى..
التي تفتح ذراعيها
وتعانق الشعراء
والرسامين
والفلاسفة
وتأخذهم إلى مدائنها البعيدة.




الموسيقى..
التي تجلس إلى جوارك
في الخطوط الطويلة
وتنصحك بتخفيف السرعة.




الموسيقى..
التي تستيقظ معك
ترافقك إلى الوظيفة
وتصافح ُأصدقائك
واحداً..
واحدا..




الموسيقى..
التي تشرب معك الشاي في المقهى
وتبادلك الحديث حول بعض القضايا




الموسيقى..
التي لها ابتسامة الجوكندا
ورصانة فيلسوف معمر بالإيمان :
وملء دمي تسابيحٌ وحمدٌ
وأشواقي يطير لها الفضاءُ
تراتيلي تذيبُ جدار همي
وفي عيني من العبرات ماءُ




الموسيقى..
التي تمارس جنونها الجميل
تكتب على لوحة الأفق
لي أن أضيع وألا أضيع
وفي آخر الليل
تنام على رصيفٍ خافت
مشحون بالذكرى.




الموسيقى..
التي تعود بك إليك
وتجعلك تطير كفراشة
وتتمايل كغصن.




الموسيقى..
التي يصرفها الطبيب
بديلاً عن المهدءات
وكبسولات النوم.




الموسيقى..
التي تترك الباب موارباً
تمشي على أصابع نشوتها
وتكتب بالضوء عناقيد اللون.




الموسيقى..
التي تطير هكذا
وترسم العالم.
.......................................
2012

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص