تـكـلّـمَ كـــلُّ صــخـرٍ فــي تـعـزٍّ
وقـال : أنـا أنـا صـوتُ القضاءِ

أنـا صـوتُ الـرِّياحِ أنـا سـحابٌ
تــحــطُّ بــكــلِّ أنــــواعِ الــبــلاءِ

إذا داعٍ دعـــــا لــلـشـرِّ يــومــاً
وقــفـتُ كـأنـنـي إعــصـارُ مـــاءِ

وهـبتُ صـلابتي وعـظيمَ بـأسي
عـلـى الـجـبهاتِ أبـطـالَ الـفداءِ

إذا قـــام الـطـغاةُ بـشـنِّ حــربٍ
فـــأولُ مــن سـتـعْرِكُهم رَحَـائـي

إذا كــــفُّ الــعـزيـزِ تـنـاولـتـني
تـنفَّسَتِ الـصواعقُ فـي السماءِ

وكــنـتُ لـكـلِّ مـعـدومٍ رصـاصـاً
يـحـفِّـرُ فـــي رؤوسِ الأشـقـيـاءِ

أدكُّ - الـخـائنين - بـأمـرِ ربِّـي
وأهـــوي مــثـل صـاعـقةِ الـفـناءِ

ويـسـألـني لـمـاذا كــلُّ هــذا ؟!
وهــل نـصـرٌ يـقوم بـلا دمـاءِ ؟!

***

تـكلَّمَ كـلُّ صـخرٍ . قلتُ : أهلاً
هـنـا تـعِـزٌ ، هـنـا فـخْـرُ الـلـواءِ

فـقال : تـشرَّبتْ روحـي أريـجاً
مــن الـمـاضي الـتـليد الـكـبرياءِ

أضِـيقُ إذا مـشى فـوقي عـميلٌ
أكــاد أمــوتُ مــن ذلِّ انـحنائي

نـفـى عـنّي الإلـهُ الـخبثَ طـبعاً
كـأنـي قــد خـلقتُ مـن الـضياءِ

***

تنادى الفجرُ : هيَّا في طريقي
إلــى الأحـرارِ فـي عـيدِ الـجلاءِ

إلـــــى يــــومٍ يُــعــزُّ اللهُ قــومــاً
بــهِ ســادوا عـلـى أهــلِ الـبـغاءِ

بــهِ اضـطرمتْ أنـوفٌ واسـتقرَّتْ
ســيـوفٌ وانـجـلى لـيـلُ الـعـماءِ

إذا صـمـتتْ عـواصـمُ كـلُّ قـطرٍ
بــأرضــي واسـتـمـرَّتْ بـالـغـباءِ

فــفـي تـعـزٍ قـيـامةُ كــلُّ حــرفٍ
كـــأرمـــاحٍ عــصــيَّـاتٍ ظِـــمــاءِ