الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
زياد القحم.. الشَّاعر السّهل الممتنع في الزّمنِ الصّعب والتّوقيت الحَرِج - إبراهيم طلحة
الساعة 11:13 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


في زمنٍ مزحومٍ بالنَّماذج الثقافية المغشوشة، وفي مواقيت غير موثوق بها ولا بمن اتَّخذَها ملاذًا لتمرير نفسه، تُصادِفُ - إذا شاءت لك أقدارُ اللهِ الجميلة - رَقمًا شِعْرِيًّا صَعبًا، وشاعِرًا يمنيًّا فَذًّا، وسَهلاً مُمْتَنِعًا.. إنَّه شاعرٌ باذِخ الخَيَالِ، سريع البديهة، حُرّ التَّوَجُه.. لا يؤطِّره تنظيم ولا يعجزه بحر.. واسع الرؤية، واثق الخطوة، دمث الأخلاق، حلو الحضور.. هادئ، متّزِن، صاخب في عوالم الشِّعر.
 

الشاعر البحر زياد القحم، أحد أقيال الشِّعر في اليمن، وأحد أهمّ وجوه الفِعْل الثقافيّ في المشهد اليمني.. مذهل لدرجة تفوق الوصف، ومتمكّن من الشِّعر هجزِه ورجزِه، أغراضهِ وأوزانِهِ، منظومِه ومنثورِه، فصيحِه وشعبيِّه، قديمهِ وجديدِه..
 

يكتب ليتحوّل الحرف بين يديه إلى دمعٍ أو نبض، والشِّعر إلى سِحرٍ مُبِينٍ، والكائن المسمى قارئًا إلى كتلةٍ من الذهول والاندهاش والإعجاب والحب.
إنَّه لم يكن ليكتب خارج ملَكُوتِ مَلَكَته الشِّعرِيَّةِ على الإطلاق، ولا ليتصنَّع فيقع في ما يقعُ فيه شعراء آخرون من عثرات وغلطات تكون الواحدة منها في بعض الأحيان أكبر من كل حسناتهم الشِّعرية حتى لتكاد تمحوها!!

 

عمومًا، لنختر نَصًّا للرائع زياد القحم نستشهد به على ما يشبهه من عظيم نصوصه، ونتبيَّن خيوط إبداعه الشِّعريّ من خلاله، وهي كلها خيوطٌ بيضاء ناصعة في الواقع، ونطلُّ على شاهق إبداعه من صفحته، ونستمتع معًا بمنادمته نصَّه الجديد في التوقيت نسبيًّا، والمتجدِّد بكل تأكيد، الذي يحمل عنوانًا لافتًا هو: (الجديدون) والذي يقول فيه:
 

 

الجَدِيدُون
***
خَرَجُوا مِنْ مَشَاتِلِهم.. تتفتحُ أحلامُهُم؛ فيفوح الطموحْ
كُلَّما جاءَ من زحمةِ الغيبِ روتينُ قَهْرٍ ليكسرهم؛ يكسرونَ مَلامِحَهُ . . فيروحْ
كلما ضربَ الأولونَ على الأفقِ سَدَّاً، ولم يجدوا مَنْفَذَاً.. حَفَروا بعزيمتهم منفذاً في الصعوبةِ سهلاً، وبابْ. .
الشبابُ.. الشبابْ
***
هي أيامُهم .. لن يزولوا، ولن يتركوا حَقَّهُمْ في الصعودْ
يخرجونَ إلى الضوءِ. . معناهُ يَحْدُو رواحلَهم ويقودْ
لن يعودوا إلى راحة في قواعدهم..
-لن يعيش على عزمه من يعودْ-
هم رفاقُ السحابْ
هم أريجُ الوجودْ 
هم أهالي الورودْ 
هم فصولُ الجمالِ الحقيقي. . فصلُ الخطابْ.. 
الشبابُ.. الشبابْ 
***
هل نظرتم إلى الطاعنِ الآنَ في زورِهِ حينما لم يجد ما يقولْ
والشباب بأرض حقيقتهم يبدعون الحلولْ 
وهو يقذفهم بالضلالِ.. يصولُ على قهرِهم ويجولْ
وَهُمُ كالسيولْ 
يجرفون ضلالته وحصى زوره في مداربهم..
يتدفق إنجازهم في الحياةِ..
يفوزون في مهرجان الوصولْ
يَقْصُرُ الزورُ بالطاعنِ الآنَ في زورِهِ أو يطولْ
سوف يروون كل المعاني التي غُرِسَتْ في ضميرِ الترابْ 
كلما نزل الشابْ 
ماءً عليها ارتوت. . أثمرت. .
فاقرأوا في الكتاب: ستحيا الشعابْ 
ويأتي الجوابْ 
الشبابُ.. الشبابْ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً