الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
جهود التسعينيين في نقد جيلهم والاحتفاء بإبداعاته عبد الناصر مجلي نموذجاً(1-2) - علوان الجيلاني
الساعة 13:38 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


حفلت مدونة التسعينيين اليمنيين باجتهادات كتابية غير قليلة تصدى لها مبدعون تسعينيون، وقد كافحت تلك الاجتهادات من أجل الترويج للتسعينيين والتبشير بفجرهم القادم، والمساهمة في التناولات النقدية لإبداعاتهم من خلال متابعتها منشورة في الصحف أو مخطوطة في مدونات الأصدقاء، أو مطبوعة في مجموعات شعرية.
 

في هذا السياق تتميز مجموعة من الأسماء مثل: كمال البطاطي، عبد الناصر مجلي، أحمد السلامي، محمد المنصور، محمد الشيباني، هشام سعيد شمسان، علي ربيع، محيي الدين علي سعيد.. إضافة إلى أسماء أخرى ساهمت تناولاتهم بشكل محدود في تلك الاجتهادات، مثل: عبد السلام الكبسي، علي جاحز، سلطان عزعزي، جميل مفرح، عبد الوهاب الحراسي، المقالح عبد الكريم، كمال البرتاني، عبد المجيد التركي، وغيرهم.. 
 

الشيء المؤسف أن معظم الأسماء التي أوردناها لم تطّرد اجتراحاتها الكتابية، ولم تواظب على حفرياتها ومقارباتها المختلفة لهذا الجيل البالغ الثراء والتنوع.. فظل الانقطاع التام أو المعاودة المتباعدة هي السمة الغالبة على فعلها.. 
 

من جهة أخرى فإن معظم ما راكمته تلك الأسماء لم يتم نشره في كتب يستطيع القارئ أن يحصل عليها، ويستطيع الدارس أيضاً أن يجدها في المكتبات العامة أو منافذ البيع.. ناهيك عن كون النشر توثيقاً يسهّل الوصول إلى المادة بعد جمع شتاتها، ويسهل الحفاظ عليها للأجيال القادمة.. كما يحولها إلى إنجاز أدبي وثقافي يحسب لصاحبها بمقدار ما يحسب للجيل الذي تموضعته.
 

وباستثناء ثلاثة ممن ساهموا في تناول أبناء جيلهم نقدياً وهم: أحمد السلامي، الذي أصدر (الكتابة الجديدة) سنة 2002م، هشام شمسان، الذي أصدر (مكاشفة النص) سنة 2002م، محيي الدين علي سعيد، الذي أصدر (أوراق نقدية) سنة 2003م.. فإن بقية الأسماء التي ذكرناها سابقاً لم تبادر إلى محاولة نشر تناولاتها النقدية حتى اليوم.. بدءاً من كمال البطاطي، أبرز مبدعي الموجة الأولى من التسعينيين احتفاء نقدياً مبكراً بأعمال زملائه.. إذ غادر البطاطي صنعاء إلى حضرموت سنة 1992م وانقطع بعدها عن المساهمة النقدية، أو لنقل انقطعنا نحن عن إبداعاته وكتاباته مع أنه ظل يذكر في مثاقفاتنا بصفته علامة من علامات تدشين الجيل التسعيني - وهو كذلك فعلا-.. مروراً بالشيباني –على سبيل المثال-، وهو من أكثر التسعينيين اجتهاداً في تناول أعمال زملائه نقدياً، وما راكمه لا شك مهم جداً، إلا أنه لم يحاول حتى الآن جمع شتات ما أنجزه.
 

 

محمد المنصور، أيضاً واحد من أهم علامات الموجة التي دشنت الظهور التسعيني، شاعراً ومثققاً وكاتباً.. وهو يمتلك رؤية مميزة، واستراتيجية، تتأسس على معرفة عالية.. وقد راكم عبر سنوات طويلة قدراً كبيراً من التناولات النقدية للجيل التسعيني..أقنعته شخصياً مطلع سنة 2004م بتقديمها للطبع حين كنت نائباً لرئيس لجنة الكتب في صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004م.. فأعدها لي على مضض، ولكن يداً بطالة في اللجنة المشار إليها اختلستها وأخفتها حقداً وحسداً من عند نفسها، ولعل المنصور اعتبر ذلك حظاً جيداً لتلك التناولات فأحجم عن إعطائي نسخة بديلة عنها، مستغلاً حرجي لضياع النسخة الأولى، ومنسجماً في نفس الوقت مع ذاته التي لا ترغب في نشر تلك التناولات لأسباب لا يعرفها إلا هو.
 

سوء الحظ الذي لقيته تناولات المنصور –لا أذكر الآن ما كان اسمها- لقيته مجموعة من تناولات الشاعر والناقد المهجري عبد الناصر مجلي، أحد أبرز مبدعي الموجة الأولى من التسعينيين، أشير هنا إلى مجموعة من الاحتفاءات بالتسعينيين والتناولات النقدية لبعض نتاجاتهم التي كانت تندرج ضمن كتابه (الوحشية المضادة) وهو كتاب يتناول قضايا إبداعية يمنية وعربية مختلفة.. 
 

تناولات مجلي وإن شابهت تناولات المنصور في سوء الحظ الذي أقصاها عن فرصة الطباعة، إلا أنها لحسن الحظ لم تطلها يد الضياع.. فقد بقيت نسخة منها محفوظة في أجهزة مركز النهاري للطباعة، وهو المركز الذي كنا نتعامل معه ذلك العام..
 

ومن المؤكد أن التناولات الخاصة بالتسعينيين التي أدرجها عبد الناصر مجلي ضمن هذا الكتاب لا تمثل كل الجهد الذي ساهم به في اجتلاء آفاق هذا الجيل، ولكنها تعد نموذجاً أو نماذج معبرة عن جهده واشتغالاته في هذا المضمار..
 

ولعل هذه الوقفة معها تكون فرصة لعرض شيء من هذه النماذج التي ساهم بها مجلي في تناول التسعينيين والاحتفاء بإبداعاتهم، حيث تأتي أهميتها من كون كاتبها مبدعاً وناقداً مميزاً، ثم من كونه من أوائل من دشنوا تبازغات هذا الجيل، وكان مركزياً في تبلوره، ثم لما يميز تناولاته من إصرار على التواصل مع المشهد التسعيني في اليمن، فقد كتبها جميعاً قبل نهاية التسعينيات أثناء إقامته في أمريكا، في وقت كانت قسمة تواصله مع المشهد في اليمن، وقسمة تواصل المشهد معه غير عادلة تماماً، حيث كان يثابر على قراءة التسعينيين المقيمين في الداخل.. متقصياً أخبارهم وإبداعاتهم، مبشراً بهم، حاثاً لتجاربهم، في حين كانوا هم يكتفون بالترحيب بما يفعل، ويتذكرونه بالخير في المقايل بعيداً عن تناول إبداعاته أو الاحتفاء بتناولاته النقدية لهم كتابة ونشراً.. 
****

 

في كتاب (الوحشية المضادة) الذي لا يزال –كما أسلفنا- مخطوطاً حتى اليوم، يحظى المشهد التسعيني اليمني من عبد الناصر مجلي بسبع تناولات، تناولتان عن المشهد التسعيني عامة، فيهما تركيز على التبشير بمستقبل هذا الجيل، واعتداد واسع به،الأولى: تحت عنوان: (مقاربة في المسألة الثقافية اليمنية، هل يتسّيد الإبداع اليمني فضاء الأدب العربي في القرن الواحد والعشرين)، والثانية بعنوان: (الأدب التسعيني في اليمن (( الحداثة تخرج من رحم القبيلة).

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً