الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
الهوى المجنون - فيصل البريهي
الساعة 13:23 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


كالطيف لا غاب عن فكري ولا مكَثَا
في خاطري...كقتيلٍ يبتني جَدَثا

 

ما زلتُ أقرؤهُ سرّاً ويقرؤُني 
جهراًً...فكم صاغني درساًً وكم بحَثا

 

أعرْتُهُ ذاتَ يومٍ بعضَ أجنحتي
فطار بي في فضاء الزيغ...ما لبثا

 

أحالني كَغُبارِ الريحِ إنْ عصفتْ
بهِ استثارَ, وإنْ لم تستثرهُ جثا

 

إن عشتُ في عالمِ الموتى استماتَ وإن
دفنتُهُ في ضلوعي عاشَ وانبعثا

 

يُزيِّنُ الموتَ لي حتَّى يخَيَّلَ لي
أنِّي أرى كلَّ ما فوقَ الثَّرى جُثَثا

 

يبثُّني كوميض البرق ذبذبةً
حمراءَ في وجهِها الشيطانُ قد نفثا

 

ما زال يحرثُهُ دهري ويحرثُني
شوكاً...فَتبّاً لدهري, بئسَ ما حرثا

 

أضحى يسفُّ الرمادَ الحارَ فوق يدٍ
سفَّ الترابَ على رأسي بها وحَثا

 

أورثتهُ كيتيم السُّوءِ عاطفتي
حيّاً, فساءَ وريثاً , ساءَ ما وَرِثا

 

قاسمتُهُ نصفَهُ شرعاً فقاسَمَني
كلِّي , فلم يُبقِ لي ربعاً ولا ثلثا

** ** **
 

ما أتعسَ الحظَّ في رزقي وأتعسني
في غايةٍ مَن أتاها حالِفاً حنثا

 

قاطعتُ قلبي بها عهداً وقاطعني
عهداً, ولكنَّهُ سُرعانَ ما نكثا

 

ألفيتُهُ مثلَ كلبٍ ظلَّ يلهثُ إنْ
أحمِلْ عليهِ وإن خلَّيتُهُ لهثا

 

قد كان أحوَطَ من رِمشِ العيون إذا
ثارَ الغبارُ على الأحداقِ أو طمثا

 

لكنَّهُ صارَ من جنسِ الرياحِ ولم
يَعُدْ بما يحملُ الإعصارُ مُكترِثا

 

لما ارتدى حُلَّة الإحرامِ حجَّ على
دِينِ المسوخِ...أباحَ الفُسقَ والرفثا

 

أمسى يلوكُ الهوى المجنونُ مهجتَهُ
مُستعذِباً كلَّ ذوقٍ طابَ أو خَبُثا

 

كم بثَّ بين شراييني وأوردتي
من نشوةٍ ثمَّ صارت كالسرابِ غُثا

 

قد كنتُ أمدحُهُ حيناً ويمدحُني
واليومَ لو جاءَ نحوي مادحاً لَرثى

 

ماذا تُحِدِّث عنهُ النفسَ؟ حادثةً
مجنونةً؟!.. لا تسلها ما الذي حدثا

 

تساؤلاتٌ لها استخلصتُ أجوبةً
أنِّي أعيشُ حياتي كلَّها عبثا

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً