الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
محمد عجيم لم أكتب ما أريد حتى الأن
الساعة 12:59 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

أما رواتي اليمن..فقصتها  قصة..في لقاء القصة العربية الذي أقيم في اليمن قبل سنوات..لم أعد أذكر سنة كم..ومن اول يوم وأنا خارج الزمن بالنسبة لليمن ، ذلك أني كنت مصرا على أني ذاهب لعدن عاصمة اليمن ..وضحك موظف مكتب الحجز الذي قلت له لم تحجز لي إلى صنعاء وهذه رحلة دولية من المفترض أن تكون من جدة لعدن ..قال ولم عدن يا بن العم ..قلت لأنها العاصمة ..قال هذا وأنت جامعي وقاص ومؤلف ومفكر وعربي بل ومن أقرب العرب لنا رحما ..السعودية..قلت له إن أمي أصدق منكم..أمي كانت تغني لنا أغنية يا طائرة طيري فوق بندر عدن وبندر فيما أعرف ميناء أو مرسى..إذا عدن العاصمة ..قال لي وأنت طالع الطائرة شوف لك حلا معهم.
 

وفي الطائرة جادلت المضيفة..لم  تآخذوني لصنعا وأنا أريد العاصمة..وبعد أن أيقنت الأوزة أني خارج التاريخ قالت ما معناه هذا وأنت لم تخزن القات بعد.
وبصعوبة لما نزلت صنعاء استوعبت أني في العاصمة .
ثم وفي يوم من أيام هذا المؤتمر جالست بعض الإخوة العرب في مقهى على شارع عام بل قل في الشارع نفسه فالشارع ضيق والمقهى مزدحم ولم نجد لنا إلا طاولة على حافة الرصيف كأنا في الشارع جلسنا حول الطاولة وكأنا مشرين نريد أن نجتمع وكأنا مضطهدين نريد أن نتوحد وكلامنا بدأ مهموسا ثم أرتفع قليلا..ولا أعتقد أنا تجرأنا بالحديث عن  كل القضايا العربية التي تهم المواطن العربي..والحق أن كل من حولي كان أعمق مني فكرا وأبرع مني نقاشا في تلك الأمور التي خاضوها..وفي ذلك اليوم لم يتبادر إلى ذهني الموقف الحزبي ..ولم أدقق في كلامهم وفيما يدل من أحزاب أو دول أو قوميات..فكلامنا كان عاما..ولكني طوال الوقت كنت أتساءل بيني وبين نفسي..ترى من معي ومن ضدي..ذلك أن العرب  قد مزقهم هذا الإتحاد..أي أنه إما يكون مع أو ضد..أما الوسطية فهي الشر المستطير..فالوسطية والتوسط والإعتدال كلها أقنعة مزيفة للموقف الرمادي ، كلها أغطية بالية لهروبك من المواقف القومي..أن تكون حياديا فأنت مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار..لذلك شغلني هذا السؤال..ترى من معي ومن ضدي ممن ضم مجلسنا فلم أستطع أن أدخل معهم في سجالهم إلا بقدر ما سمحت لي فرجة فأقول منها  نكتة لأبرد جو النقاش الساخن..وويلك من العرب إن دخلوا في نقاش أخوي ساخن..مؤكد نهايته الدم..وممن كان على هذه الطاولة أتذكر استاذنا عبد الدائم من تونس..الذي امتدت صداقتي به حتى الآن.

 

ثم جمعتني بوزير الثقافة المقالح طاولة الغداء..ولم يكن يهمني الغداء بقدر ما همني أهل الغداء فأنا لم آت لليمن لأختبر كرمهم وقد قلت هذا لأكثر من أخ يمني مثل أخينا منير طلال الذي رافقنا كمرشد ثقافي..وأعرف أني أغضبت أختي العزيزة حفصة لما قلت لها إني أعرف عن اليمن أكثر مما تعرفين ..وكانت يوم ذاك تقوم بدورها كصحفية ذلك أن كثيرا من الإعلامين كانوا يسألونا أسئلة توحي بأنا لا نعرف عن اليمن شئيا ..والحق أنهم هم من لا يعرف عنا الكثير..ليس كلهم..وأنا بقرب الوزير ملت عليه وهمست في إذنه..قلت له..يا دكتور..لم لا تنضم اليمن إلى مجلس دول الخليج ..وفيما أتذكر أنه نظر إلي من تحت نظارته وقال لي..
ولم أكمل الغداء.

 

وفي المساء أصريت أن أغادر..أن أقطع مشاركتي في المؤتمر..وألحيت على أخينا منير أن يبدر لي رحلة فأنا عندي ظروف عائلية ملحة وصعبة وفي نص الليل غادرت العاصمة عدن..أي صنعاء..وإلى جدة ومن جدة فورا إلى الأردن ومنها إلى دمشق ومنها إلى بيروت ثم طرت إلى مصر..وجمعت في هذه الجولة الماكوكية كل ما استطعت أن أشتري من مراجع عن اليمن ..وعدت إلى جدة وعكفت على تاريخ اليمن..أبحث عن جواب مفحم لما همس به وزير الثقافة ..ثم قلت لأرد عليه بمقالة..ثم قلت بل لتكن قصة..وإذا بها رواية من ألف ومزيد من الصفحات..وأتذكر أني كنت أكتبها في حلي وترحالي ..الليل بطلوه أكتب وفي النهار أعيد ما كتبت على الورق على الكمبيوتر..وفجأة وبعد كتابة قرابة سبعمائة صفحة تعطل الهارد دسك بما فيه ومن فيه..هذا وانا بين بيروت ودمشق..ونسيت أني قد أهملت الأوراق التي كنت انسخ منها...وعدت إلى جدة..وعدت أكتب تلك الصفحات مرة أخرى...ثم كانت الرواية ..والتي رفضتها كثير من دور النشر ولا حتى بالمشاركة في تكلفة طباعتها ..ووالله لقد عرضتها على أكثر من مقتدر أن يطبعها وينشرها حلال زلال عليه ..فقط ليبقى أسمي..فلم أكن أريد منها إلا أن  تصل إلى العرب واليمن على حد سواء لنضع الأمور في نصابها وأخيرا تفضلت علي دار أروقة عن طريق ابن العم  هاني الصلوي الأخ الصبور ومن وراءه اخوه عبد العظيم الصلوي بالمشاركة في تكلفة الطباعة .
 

وفي هذه الرواية والحمد لله قلت وسطرت ثلاث أرباع ما كنت أريد أن أقول في هذه الدنيا ..من تاريخ وجغرافيا وفلسفة وفن ودين..ولا أعتقد أني أقدر بعد على كتابة مثلها ..فلقد كانت إبحارا طويلا جدا..نسيت فيه الأهل والوظيفة والزمان والمكان..ولما سئلت لم كل هذا السفر العظيم..كنت أقول..هي شهادة للتارخ..ومعذرة إلى ربكم...والحمد لله . 

سؤال: حدثنا عنها..بإيجاز؟
 

مع أني لا أحب الشروحات على الروايات او القصص وأراها منقصة في حق العمل الأدبي..ذلك أن العمل الأدبي متى أستوفى مقوماته  ووقع عليه متلق عنده أدوات التلقي السليم فما بعده من شروات لغوا.
ولكن لا بأس أن ألخص لك هذا السفر العظيم  الذي سماه الإعلام سمفونية اليمن ..مع أن القارئ العزيز سيجد ومن اول صفحة في هذه الرواية أن أسمها الأصل مشانق اليمن السعيد ..وكذا سيفهم الرواية.

 

 

فلماذا اليمن ..وماذا في اليمن ..وإلى متى يا يمن؟
 

الرواية في الأصل عن ازمتي أو قل أزمتنا النفسية والعقلية التي أصابتنا كشباب جامعة جراء حرب الخليج ..وهي لو كانت حربا للعنا القاتل وترحمنا على القتيل.
ولكني ولما تابعت تداعيات تلك الأحداث وكيف أنقسم العرب إلى عربان وتقسم المسلمون إلى شرذمة هنا وهناك شرذمة آخرون ..ونحن بعد شباب في سن التلقي لا التحيل والاستنتاج..أصبنا بانفصام في الشخصية ..العربية والإسلامية ..وتساءلنا..من مع من ؟ ..ومن ضد من؟ ..طيب والحق مع من ؟ ..بل نصدق مين وكذب مين؟! فكان أصدق توصيف لهذه الحالة  الانفصامية عنوان وأول بيت لقصيدة نشرها غازي القصيبي في حق صدام حسين ..اذ قال: عجبا كيف اتخذناك صديقا ""..وعنوان القصيدة مرثية فارس سابق..فقط يكفيك تمزقا أن تقرأ العنوان والبيت الأول..وبالمناسبة لقد لحنت أنا هذه القصيدة أيام تلك الحرب وذهبت إلى الموسيقار غازي علي وطلبت منه أن يغنيها..ههه..أكبر نكتة.

 

ولما تلفت مثلي مثل معظم السعوديون  بل كمعظم أهل الخليج..ورأينا اليمن ..اليمن الذي آوينا وواسينا وساعدناه..نحن نقول ذلك ..أهل اليمن يقولون العكس تماما..لما نظرنا حولنا ووجدنا نصف اليمن مع صدام ونصفه مدري مع مين..ولما كان اليماني متغلغل فينا وهو سيد السوق وهو والمتحكم في أكلنا وشربنا ثم كيف أنقسم على نفسه وعلينا ..ولا أقول أنقلب..ساعتئذ أحسسنا أنا بين السماء والأرض أقلها..اقتصاديا.
 

ثم بردت الأزمة ..ولا أقول انتهت..وهي لم تنته حتى هذه اللحظة ولما استودت على الجودي وقيل بعدا للظالمين..من هم..كلنا يقول هم الضالمون..وراح لك إلى غايته وإذ بالفجر كالحريق..ولما جئت لأكتب الرواية وقد جمعت المراجع وقرأت الأسفار الطوال عن اليمن اللغز تساءلت..ما مشكلة اليمن وما مشكلتنا مع اليمن ..ولما أمعنت النظر وجدت أن لا جديد..فكل الحروب والتقتيل بين  بين المسلمين أنفسهم ليس لها إلاسببا وحدا مع أنك تقدر ان تختار ألف سبب وسبب..الشعوبية والقبيلية  والمطامع السياسية ..من مقتل عثمان حتى يومنا...عشرين الف سبب..ولكن كل تلك الأسباب أقنعة..ليست صحيحة ..السبب الوحيد والحق هو الدين.أو قل المذهب..من هنا راح تلقى أن الرواية تبحر في المذهب الزيدي والذي بسببه تمزق اليمن وتشرذم على نفسه..وعلى جيرانه.
 

وأخيرا تساءلت..إلى متى وأبويمن على هذه الحال..فوجدت أن أبويمن لو لم يجد من يحاربه لحارب نفسه وإلا ما داعيها الجنبية مركوزة في خاصرته ليل نهار...وهذا طبع اليماني..ولما جئت أكتب عن هذه الأفكار في هذه الرواية وجدتها فرصة العمر أن أسطر عن أول حب واعظم حب لبنت ولم يزل في أعماقي ، حبي لبنت الجيران اليمانية وقد كان.

 

سؤال أخير: ..ما جديدك المنتظر؟
أنا لا أسيمه جديدا أسميه رفيقا ..أي ما الذي يرافقني هذا الأيام أو قل ما الذي يؤرقني بقية هذ العمر؟
على مكتبي رواية أحاور فيها قضية القضاء والقدر وهي رواية فلسفية صعبة الهضم بعض الشي لأني أبحر فيها إلى الله ومتسائلا الأسئلة الفلسفية الكبرى...من أين وإلى أين ومتى..أما لماذا فليس لنا أن نسأل.. وقد كتبت منها بخط اليد على الورق قرابة الأربع مائة صفحة ولا أدري متى أعود لتتمتها ومن ثم أعد كتابتها على الحاسبوب .

 

ومن ثم لدي رواية أخرى ولكنها أقرب للمناجاة منها للرواية وهي عن السيدة العذراء وفيها أجيب أو قل أحاول أن أجيب عن سؤال سألني إياه أخي وليد ياسين قبل ثلاثين سنة..قال لي ..لم هم على خطأ ونحن على صواب..يقصد اليهود والنصارى ومن يوم ذلك وهذا السؤال يؤرقني.. وبسببه قرأت التواره والانجيل والمزامير وكثيرا كثيرا من كتب اليهود والنصارى.
أفي شك أنت يا بن الخطاب ؟

 

..لا لست في شك من أمري ولكنه سؤال مشروع..ومشروع أيضا أن أجيب عنه ولو برواية عسى الله أن يمد في العمر وأن أتمه ومن بعده رواية أخرى أكشف فيها عن كل أسراري منذ وعيت حتى هذه اللحظة ثم إن مد الله في العمر لدي مشروع قد بدأت فيه من سنوات وهو أبعد ما يكون عن الرواية والقصة مشروع أخط فيه ما تيسر لي  من تفسير من القرآن الكريم؟
تفسير القرآن ..القرآن ؟!!
إن لم تفهم منها غير القرآن الذي نعرف..فنعم ..من أبسط حقوي كمسلم عاقل بالغ راشد.. ولقد أبحرت في هذا الفضاء  منذ ما يقارب من العشر سنوات..مش مصدق أسأل صديقي فهد الحازمي وإلا رفيق دربي محمد حمود وحق لي أن سطر ما تبين لي من معان للقرآن لم يتطرق إليها من قبلي أحد...و بس ..وبس يارب قليلا من الصحة وكثيرا من الوقت...وسلامتك.

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً