الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
قصة بذَّار الأرض.. - سليم المسجد
الساعة 13:59 (الرأي برس - أدب وثقافة)

 


أرْبكَ الأرجاء دويٌ رعْدي، جرَّ بأذْيلة سريانه ناعبات الشِّر المستطير وصائت الجحيم المَطَري، هطولاً على ارتجافة أرضٍ هشَّة، داختْ بين زوامل الموت وشهوة العناكب، وبين خرافة الوهم وأوهام الخرافة، فغاصتْ بين نثَّار الدموع الغائر في الأحمر اللزج وبين ثنايا الجياع المتهالكة أنَّاتهم تحت أنقاض المدينة المفقودة، والنائحة على مئذنة الحِداد..بصوتٍ مبحوح يرتد صداه في أرْوِقة الوجع الناتئ بالمرارة بين الفينة والأخرى:
"من...، من للجائعين!؟".
تلفتُ يمْنةً ويسْره فلم أرْ إلّا خرائباً ترثي نفسها، ورعْدية شرِّيْرة تُسَّبحُ بحمد الضريح.. تفقدتُ بقية المخزون، محصولي الذي أنهكتهُ ركامات السنين، فما وجدتهُ يطعمُ هِرّة في ليلةٍ شتوية أمسى الفأر فيها مَلِكاً.. بحثتُ عن طريقةٍ أخرى تنقذُ ماتبقى من وطنٍ يتردى من قامته حسرات، فعصف الذهن بالبذَّار..نعم البذَّار..أخرجتُ قراطيسي والمحراث الذي يشبه القلم تماماً أو أنه قلمي ذاته، فأحْتوش ورّاث الامتلاك حولي صراعاً عن أيهما يكون، يدِّعى الشِّعر بأنهُ الوصي الأكبر، يقاطعهُ النثر بتهمة أنه قوت الأغنياء ومن للمساكين والبسطاء..حاولتُ المصالحة والمواءمة بينهما ولكن دون جدوى، تركتُ الاثنين في دوامة العراك وهاتفتُ أبناء هذه الأرض الواحدة  بهذ الصوت المفتوح، فرأيتهم يجرون صوب هذا الصوت سيلاً جارفاً بإتجاهٍ نوعي واحد، يطيرون سِرباً بلونٍ نوعي واحد، يأتون أفواجاً لاتخللها عاتيات الريح، بجاذبيةٍ نوعية واحدة هي الأولى في تاريخ البذّار النوعي..نبتدأُ من آخر السطر فاتحة سطرٍ جديد.. نغنِّي ونغنِّي..نحرثُ ونحرثُ..نسردُ ونسردُ..نبذرُ الأرض قصةً جديدة.
2016/10/30

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً