الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قصيدة -إبراهيم طلحة
الساعة 12:30 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

تدرينَ أنّي بِتَأْويلِ الهَوَى أدْرَى
أسْرَى بِيَ اللهُ.. "سُبْحَانَ الَّذِي أسْرَى"

 

أسْرَى بِرُوحِي ووجدانِي إلَيْكِ، فَما
أجَلَّهُ اللهُ رَبُّ الشِّعرِ والشِّعرَى!!

 

ومُنذُ عشرينَ يَوْمًا أنْتِ غائبَةٌ
فَلا حُضُورَ إذَا لَمْ تَرفَعِي الحَظْرَا!!

 

قَالَتْ: حَظَرتُكَ يا مَجنُونُ؟!! كيفَ؟!! مَتَى؟!!
يا قَلْبِيَ اصْبِرْ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ خُبْرَا

 

لا، ما حَظَرتُكَ لكنّي انْشَغَلْتُ ولَمْ
أدخُلْ إلى "النّت"، لَمْ أدخُلْ نَعَمْ شَهْرا

 

واليَوْمَ عُدتُ ولا تزعَلْ؛ فنَحنُ هُنَا...
إنْ عَلَّقَ "النّت" حاوِلْ مَرَّةً أُخرَى

 

أدرِي بِأَنَّكَ تَهْوَانِي وتَعشَقُنِي
يا شَاعِرًا عَبْقَرِيًّا ينفثُ السِّحْرا

 

لكنّني قَطرَةٌ في لُجِّ بَحرِكَ هَلْ
لِقَطْرَةِ المَاءِ أنْ تَسْتَوعِبَ البَحرا؟!!

 

وأنتَ تَعرِفُ طَبْعِي، إنَّما... حَسَنًا
إلَيْكَ تَأْويلُ مَا لمْ تَسْتَطِعْ صَبْرَا


أمَّا غِيَابِي فَلا أسبابَ أذْكُرُهَا
ما دُمْتَ تَعْرِفُنِي، فَلْتَلْتَمِسْ عُذْرَا

 

طبعًا، وأمَّا انْشِغَالاتِي فَأَوَّلُهَا
أنّي تَأَثَّرْتُ مُنذُ "الصَّالَةِ الكُبرَى"

 

فَماتَ فِي دَاخِلي معنَى الحَياةِ إلى
أنْ صَارَ مَعنًى عَجِيبًا باهِتًا نُكْرَا

 

هذا وأمَّا اتِّخَاذِي الحُزْنَ مُلْتَجَأً
فالحُزْنُ خَيْرُ جَلِيسٍ يَشْغَلُ الفِكْرَا

 

وفَوْقَ هذَا وذَا، أمَّا مَواسِمُنَا
فَلا تَزَالُ تُدِرُّ المَوتَ والفَقْرَا

 

فَقُلْتُ: يَكْفِي، وبِالمفتُوحِ: لا وَطَنٌ
إلاَّ وّذَلَّ، بماذا ننتشي فَخْرا؟!!

 

لَوْ أنَّنَا نَحنُ نَعنِينَا بِأَنْفُسِنَا
لا قَيْصَرُ الرُّومِ يَغْزُونَا ولا كِسْرَى

 

لكِنْ هَزِيمَتُنا مِنَّا.. بِدَاخِلِنا
فَكَيْفَ نَرجُو عَلَى أعدَائنَا نَصْرَا؟!!

 

ما دَامَ أنَّا عَلَى هَذَا؛ فَخَشْيَتُنَا
أن يأخذوا الشَّامَ أو أنْ يَدخُلُوا مِصْرَا

 

قَالَتْ: صَحِيحٌ.. صَحِيحٌ، أتْبَعَتْ سَبَبًا
حتى إذا بَلَغَتْ مِنْ أَمْرِهَا عُسْرَا

 

قالَتْ: لقد بَلَغَتْ أعمَارُنَا أجَلاً
وقَد "هَرِمْنَا" ولَمْ نَسْتَدرِكِ العُمْرَا

 

حَقًّا لقَدْ بَلَغَ الطُّوفَانُ ذروَتَهُ
حتى إذَا "بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى" اسْتَشْرَى

 

وَأتبَعَتْ سَبَبًا، قالَتْ: تَعِبْتُ ولا
أَزَالُ تُحرِقُ خَدّي دَمْعَتِي الحَرَّى

 

فَقُلْتُ: دَمْعُكِ غَالٍ.. أنْتِ غَالِيَةٌ
ورُبَّ دَمْعَةِ عَيْنٍ زَفّتِ البُشْرَى

 

اسقي بِدَمْعِكِ وَرْدًا، وارتَوي خَجَلاً
حتى أراهُ على الخَدَّيْنِ مُحْمَرَّا

 

الوَرْدُ يَنْبتُ مِنْ شَوْكٍ ونَقْطفُهُ
ولَوْنُهُ الحُلْوُ يُنْسِي طَعمَهُ المُرَّا

 

وكُلُّ مَا فِيكِ بِالتَّأْكِيدِ يُعْجِبُنِي
لَولاكِ مَا كُنْتُ مِمَّنْ يَكْتُبُ الشِّعرا

 

كَلاَّ، ولَولاكِ،،، لَولا أنْ نَظَلَّ مَعًا
لَمْ أدْعُ لِلْحُبِّ لا سِرًّا ولا جَهْرَا

 

وأتْبَعَتْ سَبَبًا، قالَتْ: وَكَيْفَ إذا
لَمْ تَسْتَمِعْ لِلْهَوَى نَهْيًا وَلا أَمْرَا؟!!

 

فَقُلْتُ: لَمْ أنتَظِرْ إلاَّكِ واحِدَةً
ولَوْ عَرَفْتُ سِوَاكِ الخَمْسَ والعَشْرَا

 

وأتبَعَتْ سَبَبًا، قالَتْ: مُلاحَظَةٌ
مِنْ ظُهْرِ أمْسِ إِلَى أنْ أذَنَ العَصْرَا

 

وأذَنَ المَغْرِبَ، السَّاعات أحْسبُها..
بعدَ العِشَاءِ إِلَى أنْ أَذَّنَ الفَجْرَا

 

وكُنْتُ أُرْسِلُ طُولَ الوَقْتِ أسئلةً
أرسَلْتُ أسئلةً... أرسَلْتُها تَترَا

 

وكُنْتُ أكتُبُ: يا (برهُومُ) رُدَّ، وَكَمْ
نَادَيْتُ: (هيمو) ويا (هِيما) ويا (إبرا)!!

 

قُلْ لِي: لِمَاذَا تجاهلتَ الرَّسَائلَ لَمْ
تُجِبْ عَلَيْنَا ولَمْ تُرسِلْ لَنَا سَطْرا؟!!

 

فَقُلْتُ: واللهِ لا أدْرِي، وأنْتِ إذَا
نَسِيتُهَا ذَكِّرِينِي.. تَنْفَعُ الذِّكْرَى!!

 

وأتبَعَتْ سَبَبًا، قالَتْ: تَعَالَ غَدًا
ولن نَعُودَ إلَى أحلامِنا صِفرا

 

قَابَلْتُهَا.. قَبَّلَتْنِي، بَعدَها انَصَرَفَتْ
عَجْلى، وقد ترَكَتْ آثارها عِطْرَا!!

 

كانَتْ تقُولُ: أتدري أنّ حالَتَنَا
كالشّمْسِ والبَدْر؟!!ِ،، شَمْسٌ تنتقي البَدرَا

 

فقُلْتُ: شُكْرًا، فَقَالَتْ: أنْتَ تَشْكُرنِي؟!!
واللهِ إنَّكَ مَنْ يَسْتَاهِلُ الشُّكْرَا !!!!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص