الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
موال الغياب - عبدالرحمن دغار
الساعة 15:06 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



النهايات التي تحتفي بالوجع وهي تبتسم ستبقى نهايات خالدة ومحفوظة للأبد ولن تتلاشى من ملامح الذاكرة وأرشيف الذكريات.النوافذ التي أشرفت منها على سهول القلب وصباح الروح وضوء القلب وإمتداد المشاعر لن تبقى مفتوحة للأبد فثمة ريح قد تأتي على حين غفلة وتمارس طقوسها في العبث وفي الأخير قد تترك النافذة مغلقة بدون قصد.على شرفات الروح كانت بداياتك وأول العزف لخطواتك على وتر القلب يومها كانت الموسيقى التي أنجبتها محاولاتك كافية لأن توقظ في ملامحي عيون النجوم وتملأني بزخات من الضوء.فراقك ليس كمجيئك الأول كنت أنا لا أزال سطحي الإحساس والعاطفة تغريني رموش الزهر ورائحة الحب وتستدرجني ظلال الأخيلة المتكئة على وهم التملق.في الثاني أصبحت ممتلئا بالوجع غارقا في وحل الجراحات أنزف دون توقف وفي قلبي تتساقط الأيام المفخخة بالخيبات والعناد وتنهار اللحظات المضرجة بالأنانية واللامسؤولية لذلك لم يصرخ الأنين ولم يبتسم الفرح .غادرت بصمت وفي عيني تتلعثم الدموع متوشحة نياشين الشموخ والكرامة .غادرتك وأنا بنصف قلب لكنه أكبر من قلب مكتمل المشاعر وفاقد الإنتماء للحقيقة والواقع والإنسانية.غادرتك بنصف فرح لكنه أكبر من فرح لا تدرك مصدره ولا زمانه ومكانه وقيمته وحقيقته.وبنصف قصيدة لكنها أروع ما كتبته مشاعر شاعر وأجمل من هراء مزخرف لا تدرك كنهه ومعناه.يوما ما ستخضع للحقيقة حين تجدني في عطرك أركض كشذى وردة أطارد روحك لتستنشق عبقي فتتسع فيك التفاصيل المورقة بالفرح ويتسع قلبك كصحراء لكل العالم.ستدرك كم كنت أهلا للسعادة حين تلمحني في إبتسامات كل العابرين وفي عين القمر وأنا أحمل في ملامحي شيئا من ذكراك.ستدرك كم كنت قاسيا بحقي حين تجدني في ظلال الأشجار أنظر إليك بحب وحين تسمع إيقاع حبي في قلب الموسيقى وحين تغفو فتمتلئ عيناك بي.يوما ما ستؤمن بأنك سراب وأنك عدم لأني الحقيقة التي فرطت بها والواقع الذي كان يجب أن تعيشه لتكبر بلا حدود وتصبح تاريخا تقرأه الأجيال وتحتفي به الحضارات.ستؤمن بأن وجعي الذي أغرقتني به صار ضوءا ينير لي العتمة وأن المتاهات التي كنت تحترف إبتكارها لتعذبني بها صارت جسرا أشرق منه على أحلامي .ستؤمن أنك كنت سراب وتمثال وعاهة وأن الزمن لن يعود لتتجاوزه وتحطم صوره التي أغراك بها حتى صرت كومة وجع يتحاشاها الجميع ومقلب حزن يتلقى نفايات المنكوبين بالخيانات.إستعد لتذهب بعيدا عن الغرور والنرجسية وحب السيطرة والإستمتاع بأوجاع البسطاء والتلذذ بأنين المعذبين .إستعد لتغيب طويلا وربما للأبد في غياهب الوحدة وتأنيب الضمير والموت ألف مرة كل يوم بالحسرة والوجع والندم.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص