الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
قراءة في قصة تورتة للكاتب فؤاد نصرالدين - عبدالله أحمد حسين
الساعة 10:30 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



أولاً النص :

(تورتة)

لم يستطع الاحتفال بعيد ميلاد ابنته؛ فأرسل لها تورتة افتراضية عبر النت .. كان يحلم بإشعال الشموع معها، والغناء مع المدعوين ثم تقطيع التورتة ..
لكن في لحظة الحلم سقطت دموعه على الشموع فأطفأتها .....

ثانياً القراءة :


قصة "تورتة" نص قصصي قصير جاء بصورة تلقائية بسيطة, وبلغة واضحة وسهلة, تتناسب مع الموضوع المطروق, وهذا مما يحسب للنص, فهو نص تلقائي, ورغم هذه التلقائية فإنه نص هادف ومتقن, يُلخص ما وصلتْ إليه حياتُنا اليوم, من تباعدٍ بين الأقارب, وتشتُتِ شملهم بسبب متطلبات وهموم الحياة ومسئولياتها؛ فالأب بعيدٌ عن أسرته لسبب ما, إلا أنه معهم بمشاعره وأحاسيسه, " يحلم بإشعال الشموع معها، والغناء مع المدعوين ثم تقطيع التورتة ..".
 

ويرصد النص مدى التطور الذي وصلت إليه الحياة اليوم؛ فحين تحول الظروف دون تحقيق بعض الأحلام تتكفل وسائل التواصل الاجتماعي بتحقيق ذلك ولو بصورة افتراضية, فيتم تحقيق شيء من التقارب, حقا لقد قرَّبتْ البعيد وسهَّلتْ التواصل فيما بين الناس, ولكنها في الآن ذاته قد ساهمت في حرمانهم من لذة التقارب الحقيقية حيث حلت المظاهر المزيفة أو بالأحرى الوهمية الافتراضية محل مثيلاتها الحقيقية, وأصبح التواصل الافتراضي يحتل مكان التواصل الفعلي الحقيقي بحميميته وحرارته, ومع ذلك يبقى صدق المشاعر هو الفيصل في ذلك كله فحين تنسكب دموع الأب نجدها تطفئ الشموع .
 

لقد استطاع كاتب النص أن يلخص في هذا المشهد السردي القصير حياتنا اليوم وما يعتورها من مشاكل وهذا إنْ دل على شيء فإنما يدل على مقدرة وتمكن صاحبـ/ـة النص, ويلخص نظرته للحياة اليومية, ومقدرته على اقتناص المشهد المعبر عن ذلك كله ونقله بصورة بسيطة وتلقائية موجزة ومكثفة مكتملة فنياً وموضوعياً.

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً