الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
محاولةٌ لاقتفاءِ أثرِ السحابة - رمزي الواحدي
الساعة 15:08 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


السحابةُ كانت فتاةً 
تحنُّ إلى جارِها ويحنُّ 

 

وغادرَها جارُها
حاملاً في يديهِ شهاداتهِ

 

وعلى ظهرِهِ مرضٌ مزمنٌ لأبيهِ 
ودارٌ كبيرٌ من الجائعين 

 

وما عادَ من حينها
السحابةُ كانت طريقَ الغزالةَ نحو الحقولِ

 

فأقبلَ منها الغزاةُ
وغادرَ منها الأباةُ

 

وماتت بها الأمنياتُ
ولم تأوِ تلك الغزالةَ من حينها

 

السحابةُ كانت غصوناً
تظلِّلُ طفلاً يكفكفُ ألآمهُ بأماني غدٍ 

 

عندما أخذتهُ القذيفةُ في إبطها 
أبدعُ الحزنُ في الغصنِ ناياً ينوحُ ومن حينها

 

السحابةُ كانت رحيقاً 
رأى الأمَّ تربطُ حبَّ بنِيها على جوعِها 

 

وهي تطعمهم فاستحى من تحجِّرِ يمناهُ عن عونِها
فتبنّى الفراشةَ من حينها

 

السحابةُ كانت مَعيناً 
إلى أن قضى طائرٌ نحبَهُ ظامئاً بحصى بائعِ الماءِ تنهيدةُ البحرِ ملحٌ

 

ونتهيدةُ النبعِ بئرٌ 
وتنهيدةُ التربةِ الرملُ من حينها

 

السحابةُ كانت بلاداً 
تقاسمَها المترفون غلالاً 

 

تقاسمَها الأغبياءُ قتالاً 
تقاسمَها الجائعون خيالاً 

 

تقاسمِها الميتون قبوراً 
وقالت لهم بالحقيقةِ من حينها

 

السحابةُ كانت...
وكانت...
وكانت...
وكم يسألُ الريحُ ماذا غدى الغيمُ من حينها
..................

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً