الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
حوار مع الكاتب العراقي علي السباعي - حاوره / محسن الخفاجي
الساعة 13:47 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

علي السباعي صوت قصصي متميز بدأ خطواته القصصية قبل ما يقرب من عقدين ولان قصصه استلهمت الواقع ولم تتخل عن الفن القصصي وما سجلته السنوات الأخيرة من تشابك في الأساليب ونزوع تجريبي فقد فرض صوته كصوت قصصي ناضج يشكل امتداداً للأصوات القصصية التي سبقته. ومن قصة إلى أخرى يصل القارئ في رحلة ممتعة إلى لون قصصي معاصر يستثمر فنون السرد العربي ويتمازج مع ما حققته القصة في العالم من قفزات على صعيد البناء الفني في عصر الصورة والإنترنت والتطور الهائل في عالم الاتصالات . 
وفي لقاء مع القاص المبدع علي السباعي ، القاص الشاب الدءوب في مدينته الناصرية ( جنوبي العراق ) حيث يعيش كان هذا الحوار :- 

 

 

• هل لك أن تطلعنا على بدايتك وكيف حسمت الأمر بالانحياز إلى عالم كتابة القصة ؟
• أعتقد أن البدايات شيء جذري أسمه ( حب الأدب ) ربما ترفع صوتك في نشيد المدرسة وربما تسبق زملاءك بحفظ " المحفوظات " وتتبختر حين تقرأها وأنت تشعر أن ظمأ في داخلك يزول وأنت لا تعلم سبب هذا الظمأ أما كيف حسمت الأمر للقصة ، لاشك أن الشعر أول من يطرق الأبواب ، يقول ماركيز ( للشعراء السيئين فضل بجعلنا نحب الأدب ) وبعد معرفة وظيفة الأدب وبالتناسق مع ميلي كانت القصة سلاحي التي أضيء بها مواقع العتمة في عقول وقلوب الناس فوجدت نفسي في القصة القصيرة إذ وجدتها مرآة تعكس صورة المجتمع الذي أعيش وسطه . . . ومديات واسعة تتصارع فيها أرادات البشر وتتضاد في مدارجها الحريات والكراكات والقيم . 
 

 

• القصة العراقية ذات موروث عميق كيف تنظر إلى من سبقوك من أجيال وأين هي أبرز محطات القصة العراقية ؟ 
• لا شك أن القصة العراقية موروثاً عميقاً ولها امتداد طويل في تاريخ الأدب العراقي الحديث . . . ياليتنا كنا أوفياء ونقف في لحظتنا هذه لنقول نحن نتاج تاريخ شاق ولسنا آخره ، ولم نحصل على شرف الريادة أذن نحن استلمنا المسؤولية من جيل سابق وسنسلمه إلى جيل لاحق ، وليتنا نقول كما قال دستوفيسكي : - " كلنا خرجنا من معطف غوغول " . ولكن ما نراه هو الجحود فكل منا يقول : - ( حطمت من سبقني ) . وهذا بحد ذاته هدم ورياء كاذب ، أما محطات القصة العراقية فكثيرة إذ مع بدايتها على يد محمود أحمد السيد ولحد الآن هي عبارة عن محطات للانطلاق إلى الأمام ولا أرى تراجعاً بل هناك أسباب للتخبط . 
 

 

• ما هو الأسلوب القصصي الذي يجذبك ولماذا ؟ 
• الأسلوب القصصي الذي يجذبني هو الأسلوب الذي يجمع بين الأسطورة والواقع وذلك لأن ثمة رابطة قوية بين الأسطورة وما تحتويه من أحداث وما تفرزه من معان وبين الواقع ، فثمة تبادلات عميقة بين الجانبين والأسطورة تلقح الواقع فتلد نصاً ثرياً بمعانيه وجزلاً بأسلوبه . 
 

 

• هل استطاعت القصة العراقية أن تجد لها مكاناً في القصة العربية ؟ 
• أني أرى أن القصة العراقية في مقدمة القصة العربية ، فقد استطاعت القصة العراقية أن تجد لها مكاناً متميزاً في القصة العربية . . . وذلك لنزوعها للتجديد أولاً ثم عكسها الواقع العراقي بشكل عميق ثانياً . ودليلي هو بالإطلاع على أي مجلة أدبية عربية ولا أتصور أنك ستجد أي مجلة تخلو من أسم أديب عراقي . لكن المجاميع القصصية وسوقها فلله نشكو الخناق المفروض على الكاتب العراقي.
 

 

• القصاصون الشبان يعتمدون أشكالاً قصصية غريبة وأحياناً منفرة للقارئ . . . بماذا تعلل ذلك ؟ 
• لو سبق السؤال بكلمة " بعض " لكان أجدى ، والسبب كما قلت آنفاً أن كلاً منا يصرخ : ( حطمت فلاناً ) لذا فكثير من الكتابات القصصية بل والشعرية لا تخضع لمقاييس حقيقية ، فالنقد مجاملات وفاقد لأيديولوجيته ، القارئ ليس مقياساً لأنه لم يعد هناك من يسأل عما لاقاه كتابه من رواج بل هو يتأبط كتابه ويبحث عن قراء ، وتلك محاولة منهم في أيجاد تمايز بينهم وبين الأجيال السابقة . . . أنهم أحرار في أيجاد الشكل القصصي والمضمون الذي يحتويه ذلك الشكل . ولكن الشيء الهام في الكتابة القصصية هي اعتمادها على العنصر الإنساني وإلقاء الضوء على معاناة الإنسان وعذاباته وحبه وحقده وإخفاقاته . 
 

 

• هناك جماعات قصصية في كل مرحلة أصدرت لها بيانات قصصية وتطبيقات . . كيف ترى هذه الجماعات ؟ 
• تظهر في كل مرحلة جماعات قصصية أصدرت لها بيانات وتطبيقات في القصة مثل جماعة تضاد ، أني أراه مظهراً من مظاهر العافية في كتابة القصة عند انبثاق جماعات قصصية . . أؤيد الجماعات الناضجة . . وألمس في كتاباتها وحدة في المضامين ونهجاً إنسانياً متميزاً وموحداً مهما اختلفت أشكال قصص كتاب المجموعة كما حدث مع جماعة تضاد التي استندت إلى الموروث الحكائي العربي . . أما الصراخ الفارغ الذي يتحدث عن بيان يصوغه كاتب لا يعرف من الفلسفة والتاريخ والسياسة والاقتصاد والدين شيئاً فهذا مجرد صراخ طبل فارغ يعجبك دويه ويحزنك إيقاعه .
 

 

• أي الأساليب تحبذها في الكتابة : باستخدام المتكلم الراوي العليم بكل الأمور . . . أم باستخدام ضمير الغائب . . . أم ضمير المروي له ؟ 
• أن صيغة السرد يفرضها موضوع القصة ، لا شك أن الأسلوب مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالثيمة إذ أن الثيمة ومهما أشترك فيها الخيال هي انبعاث من أحداث محفوظة في العقل الباطن بعضها قد روية لي وبعضها شاهدتها وبعضها تشكل من أحداث متفرقة ولا أعتقد أن كاتباً يكتب مهما كانت أدوات التغريب التي يستعملها ولا تمثل أمامه حادثه عرفها أو رآها . لكن الفن يتطلب التدخل بتلك الحادثة . فإذا كانت القصة ذات أحداث قليلة محدودة وتجري في مكان واحد أو أماكن قليلة يستطيع الراوي أن يحل فيهن فأني أحبذ استخدام المتكلم الراوي العليم بكل الأمور . . . أما إذا كانت أحداث القصة متشابكة وغزيرة وتجري في أماكن كثيرة يصعب على المتكلم الراوي أن يحيط بكل تلك الأحداث ولا أن يتواجد في تلك الأماكن فأني أحبذ استخدام ضمير الغائب كما نرى ذلك في الرواية العالمية فقد كتب البير كامو روايته ( الغريب ) بصيغة المتكلم الراوي العليم بكل الأمور وكتب رواية ( الطاعون ) باستخدام ضمير الغائب وذلك لكثرة أحداث الرواية الأخيرة وغزارة أماكنها . 
 

 

• بين القصة والرواية خيط رفيع كيف تنظر إلى إسهامات الأدباء العراقيين المعاصرين روائياً ؟
• ثمة خيط رفيع بين القصة والرواية وذلك لأن كل منهما يعتمد على الحدث والشخصية والزمان والمكان أما إسهامات الأدباء العراقيين المعاصرين روائياً فأنها جيدة وتبعث على التفاؤل . . وأعتبرها إضافة كبيرة للرواية العربية . . فهذه الروايات مرايا واسعة عكست الواقع العراقي وسجلت أهم الأحداث التي مرت بالشعب العراقي في كل المراحل . رغم كثرة الروايات التي صدرت لكنها لم تدفع بالأدب الروائي العراقي إلى الأمام وبقيت الرواية العراقية السابقة في العتمة ولم يقترب من تلك العتمة غير طه حامد الشبيب ، فقد أضاف أجواء جديدة أما الأخريات فلم يخرجن من فلك الرواية المعرفية .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً