- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
الشمسُ تصبغ بغدادَ بضوئها الناري ، نخيل ألوزيرية ناحــلٌ طويـلٌ مغبرٌ ، وجسرُ الصرافية يمتدٌ طويلاً إلـــى الضفة الأخرى مــن دجلة ، أعمدةُ الكهرباء ناحلةً كالحةً كابيةً صدئةً ... وبيــوتُ شارعِ المغرب بجدرانها الطابوقية المغبرةِ الألوان ...
* * * *
كنا نحنُ طلابُ كليـة الفنونِ الجميلة في المرحلةِ الأخيرةِ من قسم المسرح نخرجُ من قاعاتِها بعد أن أدينا آخــرَ امتحانٍ مقرر علينا ... نطوى بجو بغدادَ الحار جدا ... تلك الحرارةُ التــي بدأت تزحفُ فوق ألوزيرية بجسرِها ونخيلِهـا ... لَكَمْ كنــا نتجمهرُ على شكل مجاميعَ تؤدي طقوســاً علَّ الشمـسَ تغلُق أبوابَها أمام خريف الوداع ... وجدتني فجأة أحدثُ زملائي الطــلاب من شدة الحرِ عن الحرِ ، وأنا أتطلعُ بيــأس إلى فضاآت بغداد الشاســعة بشمــس ساطعة :
زملائي كنت اسمع جدتي تردد دائما عن الحر :
(( تموزُ ينشفُ الماءَ من الكوز ، أما آب فالعشــرة الأول من أيامــه تحرق المسمار بالباب وفي العشرة الثانية تقلل الأعناب وتكثر الأرطاب والعشرة الثالثة بالنهار لهاب وبالليل جلاب وتفتح مـــن الشتاء باب . أمـا أيلول فتقول جدتي رحمها الله امشوا ولا تكَيلون ))
وأنا منهمكٌ بحديثي وزملائي مصغين لما أقول بانتباه ، فإذا بإحدى زميلاتنا تطل علينا من قسم التشكيل ، فتح زملائي عيونهم عليها ، وبدوري فتحت عينيَ الجنوبيتين ... وأنا أحدقُ في حضورها البهي ... وفــي عينيهــا البغداديتين دهشة تأخذُ بزمـام الوجد إلى وديانها ، فصار وجهُها الأنيسُ إلى قلبي أكثرَ وسامةً وجلالا ، ومــــن ورائها تتكسر أشعةُ شمسِ الضحى على بياض وجهها الثلجي كما تتكسر على رؤوس موجات دجلة أشعة شمسنا القاسية ، ارتخت ملامحُ وجهها وأصبحتْ أكثر احمرارا كأنها جلنار الشمال فاتسعت عيناها مثل صبية ترتجف مــن البرد ، كانت زرقة عينيها تحمل عمـق الســـؤال الــذي يطرز بلون البحر ، توقفتْ دقـــاتُ قلبي لحظةً .
لحظة ليـس فيها زمن ، لأني كــنت اعشقها بصدق ، قالت بصـــوتٍ واثقٍ وهي توزع نظراتها ... كأنها تقـــلد حركات بطلة أغنيه كاظم الساهر ( زيديني عشقا ) ، عندما كانت تفرك يديها وتنفخ فيهما دفئها الجنوني مــن شدة البرد :-
أشاه .
بعد أن رمقها الجميعُ بنظرةٍ مستغربةٍ وابتسامةٍ مجاملة متحيرة ، قلتُ لها في دهشةٍ وانا انظرُ اليها بتمعن :-
ما بالك ترتجفين ونحن في شهر حزيران ؟ !!!
قالت لي بنبرةٍ بريئةٍ من وجههِا البغدادي الجميل :-
- ألوان قميصك باردة ..!
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر