الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
في طريقِ العزاءِ - رمزي الواحدي
الساعة 12:12 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


يفيقُ الضميرُ ليجلدَنا بفواتِ الآوانِ 
تضيءُ القناديلُ حتى نشاهدَ سوءاتنا 
ونرى غولَ أخطائنا ينهشُ الذكرياتِ
بحارٌ من اللومِ
لا جزرَ في الحزنِ

 

لا شيءَ أبلغَ من عدمِ الصفحِ إلاّ رحيلُ الذي يسمعُ الإعتذار
في طريقِ العزاء 
نرى كم يدومُ ارتفاعُ الغبار 
نحسُّ فقاعاتِ احلامنا يرتطمن بصخرِ المساواتِ في الموتِ 

 

هل يملكُ النهرُ قطرةَ ماءٍ إذا شُرِبت لا تعودُ سراباً ؟
وهل يملكُ الدهرُ يوماً يصونُ مشاعرَ ساعاتهِ بعد وقتِ الغروبِ ؟
جميعُ الغصونِ سواءٌ إذا ما استحالت رماداً
ولا لونَ إلا السوادُ -بجنحِ الظلام-
ترى تستمرُ الأمورُ كذلك بعد انسدالِ الستارِ ؟ 

 

في طريقِ العزاءِ 
نَحِنُّ لضمِّ الورودِ التي لا تزالُ تفوحُ
وتمسكُ كلُّ يدٍ أختها 
ذلك الدفءُ بعضُ الحياةِ 
نريدُ حديثاً طويلاً مع الأقربين
ولو دون معنى
ولو دون جدوى
ولو حجراً لتهزَّ ركودَ الحوار 
نريدُ المسيرَ معاً لا يهمُّ المسار
خواءٌ مريرٌ كريحٍ تدورُ بلا سببٍ يوشكُ الوَجدُ أن يرتمي في ضلوعِ جدار 

 

في طريق العزاء
نفتّشُ في صحفِ الدمعِ عن جملةٍ باتساعِ الجراحِ
وعن نهدةٍ بصدى الإنهيار
وعن غيمةٍ من سُلُوٍّ تغطي النهار 

 

في طريقِ العزاءِ 
عريسان من قبلِ يومين يختصمان بأسماءِ أبنائهم وبأعدادهم
يضحكان على حدةِ الإختلافِ 
يمران بالذكرياتِ كنحلٍ يزورُ الزهورَ 
على الباصِ طفلان يقتسمان لجوالِ أمِّهما لعبةً لعبةً 
وشيخٌ يقصُّ على ابن ابنه كيف مرت سنينُ المجاعةِ فيما الفتى يتناولُ ((بيتزا)) يدندن ((بالراب)) 
نادت فتاةٌ بجانبها دفتران وفي شالها قلمٌ أزرقٌ : أيها السائقُ اسرع قليلاً أحاولُ أن أصلَ الاختبار 

 

في طريقِ العزاءِ
يكادُ -من الصبرِ- أن يَغرقَ الغيمُ في مزنهِ 
أين ثمةَ صحراءُ ؛ يخرجُ أشجانهُ ؟
كيف يغدوا عصاً يتوكؤها المثكلون وقد صَهرَ الشوقُ إيمانهُ؟
بعد طمرِ مشاعره زمناً هاهو الموتُ يبعثُ إنسانهُ 
أي بابٍ سيفتحُ في العمرِ نسيانهُ ؟ 
يا لخوفٍ يراودهُ أنه إن تناسى مفارقهُ خانهُ
ها هو الموتُ يقتلُ -في الخمرِ- حسَّ الدُّوَار 

 

في طريقِ العزاءِ 
نهابُ التقاءَ العيونِ 
نهابُ تصدّع أرجلنا حين نحتضنُ الأهلَ والأصدقاءَ 
نهابُ الحنانَ الذي سوف يكشفُ -عمّا نقاسي- الخمار 
اتركوا يا أحباءنا كلما تحت هذا الدمارِ يلاقي الدمار 

 

في طريقِ العزاءِ 
نراجعُ كم من عزيزٍ فقدنا 
وكم لوعةً قد نزفنا 
وبعدُ سنمرحُ
بعدُ سيصدأُ بوحُ الحنينِ 
أريدُ ضريحاً تخطون فيه لأولى النكاتِ التي تضحكون بها بعد موتي .
....

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص