الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
نشوة حمى - ثابت المرامي
الساعة 11:56 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


الحمى تستقي من روحي ذكراها , على فراشي أستل من حديثها رقة وغناء , يلمسان ذاتي التي أضنتها سكرات الإنتظار , بين جداول الهذيان نشوة خمر تسريني ، بين كاسات الوجع بعض شفاة وصلاة , يلمسان الغيب فتندثر هي على اكتاف مناجاتي , على مشارف رمشها شفاء وزرقة سماء , أرتشف حديثها وسكرتي تعبث بي , اسمع في رأسي غناء يدور .
 

أداري كلماتي كي تحتضن روحها , كي تقبل يدها التي أمسكت الوقت كعصفور يتمنى أن يطير , تحييه وتميته كيف ما تشاء ، أسبح بضحكتها التي شملت حنايا كل مساء , أمسكت حروفها وصنعت منها عقد من ضحكات , نثرت بسمتها على علاج هذه الحمى فتحول الى شراب البراندي المُقطر . وشمبانيا الكروم المعتقه ,, أرتشفت خمرة الحياة ونثرتها كرماً لروحها التي تسكنني , أستل قلمي وأرسم به خيط من حروف وقدر يربطهما روحي , أعقدهما مسبحة بين يديها , فترسم بين عيني سحراً وبقاء , تناثرت الحروف والكلمات بين يدي , فأطلقهتا للريح ثم جمعتها وأنثرها كذلك مرات , كنت العب بها كساحر العاب الخفة من أجلها . كنت أضم روحي وكلماتي معي , وبلحظة كيد منها قدمتها قرابين لمحراب عينيها , وبلحظة مكر أنثى منها نحرت ما تبقى من روحي كي تلقي بحصاة من صدق , فقرأتني ثم غابت .. على أنفاس صوتها أتسلق رائحة أشجارالليل وهي تداعب أجفاني ,, الأرض بما رحبت رقصت لحديثها , تعثرت الكلمات على عتبة مستقرها , تلاعبنا بالصمت كي نعكس مجرى الأقدار , فحسرت الفضاء في يدها حتى أصبح أفقاً محدود , أقف بشدة على أمواج ريح ذلك المساء القريب , اقسم به وأصليه لها , أستحضره وأحتضن كلمات رسمتها اناملها , أهمس بصمت قوي تحت ستر الظلام , ها هي تكسر قصائد همس هذا الليل غير عابئة بي , أمسياتها حرة توزع وقتها حيث تشاء , ومسائي أسير في يدها يغسل وجهه العتيق في كل لحظة حتى تنزل رحمتها عليه .. وبين رحمتها ، وهذا الليل الأسير ،، وهذه الحمى 
تقف على رمشي ماسكة جفناي كي لا يتسلل إليهما النوم ........!!

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص