الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
قراءة في نص مفقود للأستاذة صفية يوسف - علي أحمد عبده قاسم
الساعة 13:48 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

أولاً النص:

مفقود

لم يعرفوا الحب؛ تفننوا في الكراهية.

ثانيا القراءة:

(مفقود):
 العنوان يحيل للضياع والخسران وليس هذا  فحسب بل هو  ضياع مايفيد ومايجدي وماهو مؤثر  والمفقود اسم مفعول يحيل لشئ خاص بالذات ويستحق البحث والتقصي من الملاحظ أن المفقود من الفعل المبني للجمهول (يفتقد) ونائب الفاعل الضمير المستتر هو فلم يبرزه العنوان للتخصيص وإبراز الألم  وأيضا إبراز قضية عصرية هي الافتقار للحب فكان العنوان موجعا ليس فحسب   بل المفقود يحتاج للبحث ومعرفة االأسباب التي أدت لضياعه

 

 فالنص استخدم الاسم المشتق مفقود  ولم يقل مختطف فالمختطف بفعل فاعل قسريا  أما المفقود مغيب عنوة من النفوس ومن المجتمع ومن السلوك الإنساني  فالمفقود تائه من ذاته مستنكرا المرحلة والزمن والعصر  لم يستطع أن يحصل على مكان فثمة تجاهل إجتماعي وعلى كل المستويات لذلك المفقودفي العنوان يحيل لمشكلة نفسية وعصرية وقيمية فكان العنوان مؤلما مختزلا لدلالات النص.
واذا تأملنا في متن النص

 

(لم يعرفوا الحب) النفي لجماعة العصر عن معرفة الحب فهم جهلة بأعظم غزيزة انسانية منحها الخالق كفطرة للانسان فلم جهلة بالفطرة لاسيما والحب هو خضوع روحي للقيم الإنسانية والدينية فهذا النفي نفي للمعرفة بالدين وأخلاقه. جاء النفي بصيغة الجمع ليعكس قضية عصرية تعتبر أزمة عصر وزمن وتعم المعمورة ونفي معرفة الحب نفي للتربية الخالية من الحب في المجتمع  ونفي للتربية على الحب في الذات  وگأن الحب استثناء والأصل الكراهية وهذا تناقض نعيشه في الحياة والمجتمع
ويأتي الطرف الثاتي من النص( تفننوا في الكراهية) فالتفنن يحيل لإبتداع طرق شتى لتحل الكراهية مكان الحب والتفنن احتراف ومتاجرة أنانية والحرف (في) دال على العمق والإيغال الذي يتناسب مع التفنن فالنص موجع ساخر يرسم واقعا إنسانيا بشعا ولا أخلاقيا. 
استطاع النص أن يخلق مفارقة بين الجهل والتفنن ليحدث حالة من التصادم الموجع فثمة تمزق خلقي جارف وكثيف في العصر المادي اللاأخلاقي وضياع للقيم فعمت الكراهية وانزوى الحب تائها حتى يتمكن من التربع في مكانه في القلوب ويكون هو الفن والممارسة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً