- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية
- الحوثيون يحولون البيئة اليمنية إلى ضحية بالألغام والاستنزاف المائي
- الجبايات الحوثية تدفع 20 فندقاً للإغلاق في مدينة الحديدة اليمنية
- «حكومة الوحدة» الليبية تعلن إطلاق هانيبال القذافي
- مجلس حقوق الإنسان يعتزم عقد جلسة طارئة بشأن السودان
- الجيش الأميركي يعتزم تأسيس وجود عسكري في قاعدة جوية بدمشق
- عون: الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان «جريمة مكتملة الأركان»
- صمت غامض من كريم عبدالعزيز ودينا الشربيني حول شائعات عودة علاقتهما
- الحوثيون يهاجمون «الصحة العالمية» و«اليونيسف» بعد تعليق أنشطتهما في اليمن
- الإعلامية الكويتية فجر السعيد تخضع لعملية جراحية عاجلة في ألمانيا
هل يكون في تشبيه الكتابة بأنها فنّ الاستعراء نوعاً من المبالغة أو الإيهام أو الاتّهام؟ وهل من الممكن أساساً الجمع بين الكتابة والتعرّي في سياق التشبيه والمقابلة؟ هل من تشابه بين الأدوات والغايات في الحالتين؟ هل يكفي توصيف كلّ منهما بالفنّ ليحضرا في ميدان الإبداع الإنسانيّ؟ هل يتعرّى الكاتب وهو يدوّن أجزاء من سيرته أو حين يسرّبها في أعماله؟ هل من جامع بين الكتابة والعري؟
يكون الحديث عن العري في بعض الأحيان إشارة إلى الفضيحة المرافقة، تلك التي يشتمل عليها بشكل مضمر أو معلَن، كما قد يوصف أثناء النيل من الآخر بأنّه مصدر عار متفاقم، طالما أنّه أظهر المخبوء وكشف السرّيّ والدفين، وكأنّ التعتيم هو المقابل الذي يستوفي شروط الإكساء والإخفاء والتقنيع.
قد يحضر سؤال ما إذا كان العري قناعاً لكشف ما وراءه، أو ما إذا كان هنالك من شيء يخفى بعد التعرّي، وهو سؤال يستبطن تأويلات للأقنعة الفنية والكتابية، وإشارات إلى الأسباب والدوافع التي قد تساهم في بلورة رداء من الكلمات لتزيين العري، أو تأثيث فضائه الفنّيّ بتقنيات الكتابة والفنّ.
في توصيفه للعلاقة بين العري والكتابة أشار البيروفيّ ماريو بارغاس يوسا، الحائز جائزة نوبل 2010، إلى أنّ الكتابة طقس يشبه فنّ التعرّي. ويسترسل في وصفه بأنّ الطقس يشابه، من زاوية ما، حالة الفتاة التي تحت أضواء كاشفة، تنزع ملابسها واحداً تلو الواحد، لتكشف مفاتنها المخبوءة، ويعتقد أنّ الكاتب كذلك يعرّي حميميته علناً، عن طريق نتاجه الأدبيّ.
ويستدرك يوسا بأنّ هناك اختلافات بين التعرّيين، ذلك أنّ ما يظهر الكاتب منه ليس مفاتنه المخبوءة، كتلك الفتاة المنطلقة، وإنّما ما يصفه بالشياطين التي تعذبه وتصيبه بالهوس، الجزء الأبشع منه: أشواقه، ذنوبه، ضغائنه. ويعتقد أنّ الفرق الآخر هو أنه، في فنّ التعرّي تكون الفتاة لابسة ثيابها في البداية، فتصير عارية في النهاية. بينما الأمر معكوس في حالة الرواية: في البداية يكون الروائي عارياً، ثم يصبح كاسياً.
وتراه يؤكّد أنّ التجارب الشخصية التي كانت الحافز الأوّل لكتابة القصّة، تبقى مقنّعة بشكل خبيث أثناء العملية الإبداعية، بحيث لا أحد، ولا حتى الكاتب نفسه أحياناً كثيرة، بوسعه، عندما ينتهي من عمله الأدبيّ أن يسمع بسهولة ذلك القلب السيرذاتيّ الذي ينبض حتماً في ذلك الخيال كلّه. يطلق يوسف توصيفه “إنّ الكتابة هي فنّ التعرّي بشكل معكوس. إنّ الكتّاب جميعاً يمارسون الاستعراء على نحو سرّي”.
هل يكون التعرّي وسيلة من وسائل الفنّ والكتابة للتحرّي عمّا وراء العري ذاته؟ هل يكون العري أحد أقنعة الكاتب في لعبة الإيحاء والتوليف..؟ لا يخفى أنّ العري والكتابة ثنائية تكمّل تأثيث فضاء الفنّ بما يبقي جذوته متّقدة وباعثة على النبش والتأويل.
كاتب من سوريا
منقول من صحيفة العرب...
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر


