- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- تقرير بحثي يحصر الأضرار الاقتصادية للسيول في اليمن
- المبعوث الأممي يتهم الحوثي بتهديد الملاحة وإعاقة جهود السلام
- مقتل طالبتين وإصابة 14 أخريات في انفجار قاعدة عسكرية حوثية في تعز
- فساد الحوثي.. تغريم مواطن مبلغ باهض والسبب!
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
- سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع مسئولي شركة ميتسوبيشي سبل تعزيز الشراكة التجارية
- مبادرة استعادة ترحب بقرارات محكمة الأموال العامة بإدانة عدد من البنوك اليمنية
- مبادرة استعادة تكشف عن عدد من شركات الصرافة الحوثية ضمن الشبكة المالية الإيرانية
هل يكون في تشبيه الكتابة بأنها فنّ الاستعراء نوعاً من المبالغة أو الإيهام أو الاتّهام؟ وهل من الممكن أساساً الجمع بين الكتابة والتعرّي في سياق التشبيه والمقابلة؟ هل من تشابه بين الأدوات والغايات في الحالتين؟ هل يكفي توصيف كلّ منهما بالفنّ ليحضرا في ميدان الإبداع الإنسانيّ؟ هل يتعرّى الكاتب وهو يدوّن أجزاء من سيرته أو حين يسرّبها في أعماله؟ هل من جامع بين الكتابة والعري؟
يكون الحديث عن العري في بعض الأحيان إشارة إلى الفضيحة المرافقة، تلك التي يشتمل عليها بشكل مضمر أو معلَن، كما قد يوصف أثناء النيل من الآخر بأنّه مصدر عار متفاقم، طالما أنّه أظهر المخبوء وكشف السرّيّ والدفين، وكأنّ التعتيم هو المقابل الذي يستوفي شروط الإكساء والإخفاء والتقنيع.
قد يحضر سؤال ما إذا كان العري قناعاً لكشف ما وراءه، أو ما إذا كان هنالك من شيء يخفى بعد التعرّي، وهو سؤال يستبطن تأويلات للأقنعة الفنية والكتابية، وإشارات إلى الأسباب والدوافع التي قد تساهم في بلورة رداء من الكلمات لتزيين العري، أو تأثيث فضائه الفنّيّ بتقنيات الكتابة والفنّ.
في توصيفه للعلاقة بين العري والكتابة أشار البيروفيّ ماريو بارغاس يوسا، الحائز جائزة نوبل 2010، إلى أنّ الكتابة طقس يشبه فنّ التعرّي. ويسترسل في وصفه بأنّ الطقس يشابه، من زاوية ما، حالة الفتاة التي تحت أضواء كاشفة، تنزع ملابسها واحداً تلو الواحد، لتكشف مفاتنها المخبوءة، ويعتقد أنّ الكاتب كذلك يعرّي حميميته علناً، عن طريق نتاجه الأدبيّ.
ويستدرك يوسا بأنّ هناك اختلافات بين التعرّيين، ذلك أنّ ما يظهر الكاتب منه ليس مفاتنه المخبوءة، كتلك الفتاة المنطلقة، وإنّما ما يصفه بالشياطين التي تعذبه وتصيبه بالهوس، الجزء الأبشع منه: أشواقه، ذنوبه، ضغائنه. ويعتقد أنّ الفرق الآخر هو أنه، في فنّ التعرّي تكون الفتاة لابسة ثيابها في البداية، فتصير عارية في النهاية. بينما الأمر معكوس في حالة الرواية: في البداية يكون الروائي عارياً، ثم يصبح كاسياً.
وتراه يؤكّد أنّ التجارب الشخصية التي كانت الحافز الأوّل لكتابة القصّة، تبقى مقنّعة بشكل خبيث أثناء العملية الإبداعية، بحيث لا أحد، ولا حتى الكاتب نفسه أحياناً كثيرة، بوسعه، عندما ينتهي من عمله الأدبيّ أن يسمع بسهولة ذلك القلب السيرذاتيّ الذي ينبض حتماً في ذلك الخيال كلّه. يطلق يوسف توصيفه “إنّ الكتابة هي فنّ التعرّي بشكل معكوس. إنّ الكتّاب جميعاً يمارسون الاستعراء على نحو سرّي”.
هل يكون التعرّي وسيلة من وسائل الفنّ والكتابة للتحرّي عمّا وراء العري ذاته؟ هل يكون العري أحد أقنعة الكاتب في لعبة الإيحاء والتوليف..؟ لا يخفى أنّ العري والكتابة ثنائية تكمّل تأثيث فضاء الفنّ بما يبقي جذوته متّقدة وباعثة على النبش والتأويل.
كاتب من سوريا
منقول من صحيفة العرب...
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر