- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
الساعة هي الثانية والنصف قبل العصر من يوم الجمعة ، والحاج فاضل مستعد بديوانه لاستقبال زملاء العشرة ، وبجواره الصامت جداً الحاج ناصر والماء المُبخر ، وفي الترمس الأحمر هناك ابنه الأصغر مهدي يضع الثلج بين الشعير المُعد بعناية بالغة وبإشراف خاص من أم بكيل التي كانت تدرك تماماً أهمية هذه الجلسة عند زوجها الحاج فاضل وأصدقاءه ، فكانت تكثر الهيل وتقلل السُكر وتضيف قليلاً من القرنفل ، ولا تنسى كذلك المبخرة وبخور العودة في باب المجلس ، وصوت من الدرج يقول : " الله الله .. الله الله يا لطيف .. يا حاج طريق ، الله الله ..."
يلتفت الحاج فاضل إلى الباب وإذا به الحاج مبخوت .
- شرقت اليوم قوي ، كل يوم ذي الساعة وقدك مخزن ، ما هو العلم عندك ؟
- الحاج مبخوت : قد بين أقل شكلي آخر واحد ومش داري إني الأول ، أما ناصر محد يسبقه ، هو منضبط أكثر واحد بيننا وولعته حالية .. أما أنا البنت الكبيرة وعيالها جوا عندي يتغدوا اليوم قد لي منهم من عيد رمضان ، زوجها سافر قلنا لها تعيد ذا العيد عندنا .. وكودنا تخارجت من الهدار حق النسوان وحَملة لااااا عندك يا مولانا - ضاحكاً - هيا قوموا صلوا عصر أو قد صليتوا ؟
- الحاج ناصر : يلاحظ ساعته ، عاده بدري باقي عشرين دقيقة للأذان يا مبخوت .
- الحاج فاضل : من ايحين مبخوت بيصلي على صوت المؤذن ؟
- الحاج مبخوت : أنتم انتظروا للمؤذن ما انا معي شمس أرحم الراحمين ما تكذبش ، هو ذا ظل الباكورة حقي ابسره وين قدوه .. الله أكبر .
يرن جرس الهاتف في هذه الأثناء ، فيخرج الحاج مبخوت الموبايل من جيبه الأيسر ويزحلقه على الأرض باتجاه الجالسين بينما هو لازال في التشهد الأوسط .
- " الله الله طريق يا أهل البيت " هكذا قال الحاج محمد ( العزي ) ، السلام عليكم يا رجال وركض من باب الديوان ليلحق الركعة مع الإمام قبل أن يصافحهم أو يجلس .
- الحاج ناصر : ألو ، السلام عليكم .. علينا وعليكم إن شاء الله ، هيا وينكم يا جمالي لا ذلحين ، مش عوايدك تتأخر ....... يعني عتتأخر ، طيب البريد جمعة ما بيداوموش ! أهااااا الرواتب ، الله يخارجكم ، واقطب منتظرين .
- " السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله " هيا لو صليتم معانا ما كان وقع بكم يا بشوات ههههههه - ضحكة مازحة - الدين هو يُسر مش هو لحم بقري .
العزي يصلي في ركعته الثالة ويبتسم من كلام مبخوت .
- الحاج فاضل : خلي الرجال يصلي يا شيبة ، كم داخلك من زبج حامض ، أمانة من يقوم يذرعك ثنتين بالباكورة حقك هذي اللي بتحسب لك وقت الصلاة مع الشمس ، من يوم أعرفك وأنت بتقدم صلاة العصر .
- مقاطعاً لصوت الحاج فاضل ومنتهياً من الصلاة ، وبسرعة ألقى سلام التشهد قائلاً عاد مبخوت لو بيعجل بالصلاة من زمان رضينا ، أما أنت جلست ثلاثين سنة ما تصليش ههههههههه .. ملتفتاً للحاج مبخوت وبصوت خافت " اركز لي " .
- الحاج ناصر يقوم يعلق الكوت بالمعلاق الخشبي الذي خلف الباب ، وهو يقول الجمالي يقللكم عيتأخر ، هو بالبريد يمكن يسلموهم الرواتب اليوم.
وارتفع صوت المؤذن معلناً صلاة العصر ، وكالعادة الأطفال وحدهم من يسكنون الأحياء والأزقة في هذه الأثناء ممسكين بين أيديهم الصغيرة أحلامهم البسيطة التي لا تزيد عن شوكلاتة أو بطاطس ، وروائح الطنفاش تتدلى من بين أحجار المنازل التي تستقبل مجالس أخرى على الظل من مجالس الرجال تسمى التفرطة ، بينما القليل من كبار السن هم من تحملهم عزاءمهم للذهاب للجامع شبه الخالي والذي كان في صلاة الجمعة من هذا اليوم مكتضاً برواده .
- الحاج فاضل : من يوم أعرف نفسي ما قد تبهذل الموظفين مثل هذي الشهور .. لي أسبوع سيرة ورجعة وأرجع عَطَلْ ، حتى بحصار السبعين ما وقعش هكذا ، عاد الناس كان بينهم ضمير ومسؤولية .. مسترش أوفر رواتب للناس أرحلي من بقعتي ، مش ما بلا حقي وحق أبي .
- العزي : قد قصقصوا كل شي وما عد باقي من الراتب إلا ٣٨ ألف والله ما تجي قيمة الطلي هذي السنة .. وياليت استلمناها .
- الحاج مبخوت : والله انك رُكبة ، مالك شي عاد حسك عند الطلي ، ما أنا قد حلفت ما أعيد إلا بديك ، أخنقه بيدي وانتف ريشه نتف لما أخليه يعترف انه طلي .. والله مابه حق الجزار ذي عيذبح الطلي وأنت بتدور أطلا .
- الحاج ناصر : الصلاة على رسول الله ، وربك كريم وعيفرجها الله على هذا الشعب الطيب .
في تمام الساعة أربع وأربعين دقيقة ، يدخل الحاج الجمالي ، وعلى وجهه علامات السخط والإرهاق ، والعرق ظاهر من تحت إبطيه من خلال كوته الرصاصي الشهير والعتيق وفي يده كيسين دعاية أحدهما فيه القات والماء والآخر لا يرى من خلاله شئ .
- الجمالي : إش من كارثة يا خبرة ، والله إنها لعنة مقتل القائد الحمدي عادها تلاحق هذا الشعب ، هذا استهتار بالآدمية ، ولا كأن في مواطن إسمه يمني ، ما بش أمان قلنا عادي ، كهرباء ما بش قلنا طاقة ولا شمع ، غاز معدوم وغالي قلنا عنوقد ، ما بيوصلش مشروع الماء حول الله بمطر - بصوت عالي - والرواتب أخروها قلنا سهل يوم يومين ، يصرفوها مشططة ووسخة قلنا أهم شي زلط ، لكن قلللللللدكم الله يصرفوها أبو عشرين وأفلاس وعادهم بعد مضرابة ، قد وقع اثنين مقاتيل بباب البريد لو ما نشف ريقي أمرهم إلى الله .
- الحاج فاضل : دلا دلا يا جمالي ، عاد الناس يقولوا السلام عليكم ، هيا قوم غسل أرجلك واذكر الله وصلي على النبي واعمل لك عذقين قات وهي عتفرج .
كللهم بصوت واحد"اللهم صل وسلم وبارك عليه".
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر