الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
اليمنُ الحبيب - الحارث بن الفضل الشميري
الساعة 15:24 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


ملكُ الملوكِ الخالقُ الوهَّابُ
الواحدُ المُتكبرُ التَّوابُ
أدعوكَ بالإسمِ الذي عَظَّمْتَهُ
وبسِرِّ هَيْبتِهِ الدعاءُ يُجابُ
أن توقفَ العُدوانَ والحربَ التي
بجحيمها اليمنُ الحبيبُ مُصابُ

*****
 

ياربُ طالَ مدى الصراعِ وزادةِ الـ
بلوى وعمَّ الخوفُ والإرهابُ
والفقرُ يشربُ مِن مياهِ وجوهنا
خجلاً تضيقُ بحزنهِ الأهدابُ
وجعٌ يضمُ جهاتِنا ومصائبٌ
ومكائدٌ ودسائسٌ وخرابُ
والموتُ يسكبُ ماتيسرَ من لظى
أوجاعِهِ وقلوبُنا الأكوابُ

*****
 

أين الدعاةُ إلى السلامِ بأرضنا
أين أختفى العلماءُ والكُتَّابُ
أيُدمرُ اليمنُ الحبيبُ ولا نرى
قلماً ، ولم يَستنكرِ المحرابُ

*****
 

مِن أين أطلقُ آهتي وأنا على
أرضٍ بها يتقاتلُ الأحبابُ
يكفيكمُ قتلاً فقد شبع المدى
من لحمكم وتبسمَ الأغرابُ
قتلٌ متى فتشتُ عن أحزانِه
تبكي الجراحُ وتضحكُ الأسبابُ
وتموتُ أسئلةٌ بغُصَّتها على
صدرِ الخرابِ ومالهن جوابُ
لا تُسرفوا في القتلِ والتدميرِ والـ..
فالسرفُ في كُلِّ الأمورِ مُعابُ

*****
 

والحربُ لا تأتي بحَلٍ فاجنحوا
للسلمِ يؤجرُ سعيكم ويُثابُ
وتحاوروا إنَّ الحوارَ وسيلةٌ
ببهائها ظلماتنا تنجابُ
لا تنصتوا لمُفرقٍ متشدَّقٍ
بالدِّينِ . دينُ المجرمين ترابُ
لا سُنَّةٌ لا شيعةٌ إسلامُنا
دِينُ الجميعِ وللجميعِ كِتَابُ

*****
 

والحربُ مهما أنشَبَتْ أظفارها
سَتُقصُ راياتٌ لها وحِرَابُ
وستندمون على دماءٍ أزهقتْ
قُطِعَتْ بها الأرحامُ والأنسابُ
للحربِ ويلاتٌ ولكن جهلنا
غطى ولم يُضربْ لذاكَ حسابُ
حتى إذا وضَعَتْ لنا أوزارَها
وانجابَ عن حقد الجفون ضبابُ
ندم الجميعُ على الجميعِ وضمنا
وطنٌ و زادٌ واحدٌ وشرابُ

*****
 

ولكم بما في الشامِ أعظمُ عِبرةٍ
من نِصفِ عِقدٍ ناعِقٌ و غرابُ
والحربُ دمرت العراقَ وليبيا
وبمصرَ يوشكُ أن يُكَشَّرَ نابُ
وبتونسَ الخضراءَ مهدِ ربيعنا الـ
عربي زيتٌ نائمٌ وثِقَابُ
همُ يُضعفون سيوفَنا بسيوفِنا
وجِمَلُنا في حقدها ترتابُ
وعلى الجميع الدَّورُ سوف يمر يا
دُولاً يُديرُ شؤونها الأذنابُ

*****
 

يا أُمَّةً غبني على شهدائها
والحربُ حاطبُ ليلها القصابُ
أهدتْ إليه صغارَها وكبارَها
وإلى مقابرها يُزَفُ شبابُ
الحربُ مزقت البلادَ وأهلَها
منها تنوحُ منازلٌ وقبابُ
وإلى المآسي في قلوب نسائنا
وصغارنا تتفتحُ الأبوابُ
وكأن طعم الموتِ عذبٌ سائغٌ
والعيشُ في ظلِ الأمانِ عَذابُ

*****
 

وكبارُنا والمالُ حول شفاههم
وعلى نجاسته يسيلُ لُعابُ
ويخططون كما تخططُ مومسٌ
لزبونها ، ويُخَطِطُ النصابُ
وريالهم ثمنٌ لكل منفذٍ 
لجريمةٍ بدمائنا تنسابُ
ويؤججون على منابر دِينِهم
لغةَ الصراعِ. وهم لها الأقطابُ
ويُسَخرون الدين باسم سياسةٍ
ملعونةٍ جاءت بها الأحزابُ
وجميعهم لا هَمَّ يسكُنُهم سوى
كرسِيِّ حكمٍ بالثراءِ يُشابُ
وَ مِنَ الذي يجري على أوطاننا
مُتَبَرِّؤون الآلُ والأصحابُ

*****
 

وأنا أخاطبُ مَن ؟ أيوجدُ سامعٌ ؟
في وضعنا تتعطلُ الألبابُ
ويموتُ صوت العقلِ قبل ولادةِ الـ
معنى ويُسْمعُ للرصاصِ خطابُ
غضبٌ طوى أفعالنا فمضتْ على
خطأٍ قذائفها وضاعَ صوابُ

*****
 

يا أمتي لو أنني ... لأمرتُ أن
تسبى الذكورُ وتحلقُ الأشنابُ
هذا لأنَّ ذكورَنا بذقونهم
يتصرفون كأنَّهن قحابُ

*****
 

مِن أجلِ مَن تتقاتلون بأمةٍ
مطحونةٍ يلهو بها الحُجَّابُ
والجوعُ مِن كل الجهاتِ يضمها
وكبيرُها لضروعها حَلَّابُ
وتُبَاعُ ثروتُها ويُنهبُ خيرُها
وبمالها يتقاتلُ الأعرابُ
يتحالفون يحركون جيوشَهم
وهمُ غثاءٌ تافهٌ وعُبَابُ
كالأسْدِ فيما بينهم و أمام مَن
يحتلُ مسرانا العظيم كلابُ
لا فالكلابُ وفيَّةٌ لترابها
ورجالنا في النَّائباتِ ذبابُ
عربٌ وليس لدي أكبرُ لعنة
منها تجودُ بحمْلِها الألقابُ
عربٌ على أبوابِ كل رذيلةٍ
وقفوا وعن كل المواقفِ غابُوا
كل المراقص تحتفي بعطائهم
وبعهرهم تتزاحم الأعتابُ
لو أنهم كانوا .... لما كنّا على الـ
حالِ الذي انهارت له الأعصابُ
والحربُ يوشكُ أنْ يطولَ سعيرُها
حتى يأوب لرشدِه الكذابُ

******

٦-٩-٢٠١٦م

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص