الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
(مثل كاهنٍ أخذ حفنةً من تراب الغيب) - إبراهيم طلحة
الساعة 14:06 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


وبعدَ التّحيّةِ،
قالَ: سأحكي لأبنائيَ اليومَ أحلى حكاياتِ أوَّلِ جَدٍّ
حكاية (ذِي يَزَنٍ) مُستَعِدٍّ 
لِكُلِّ تَحَدٍّ..
تجاذَبَ أطرافَها كلُّ طاغيَةٍ مُستَبِدٍّ، 
وَمَنْ لم يقِفْ ظُلمُهُ عندَ حدٍّ..
سأحكي حكايةَ أقدَمِ تاريخِ فأْرٍ وسَدٍّ..
بِناءٍ وَهَدٍّ..
وجهدٍ وكَدٍّ،
وخَمْطٍ وأثْلٍ وسدرٍ قَليلٍ على طَلَلٍ من حديقَةِ وَرْدٍ وحُمْرَةِ خَدٍّ،
وما من سبيل،ٍ وما من مرَدٍّ 
إلى جنّتَيْنا اللّتَيْنِ بنَيْنَاهُما بسواعدِنَا ذاتَ يَومٍ ولكنْ ردَمنَاهُما وطَمَرنَاهُما بسُيولٍ من الدَّمعِ والدَّمِ ما بين قِيل وقال وقَيْلٍ عدُوٍّ لِقَيْلٍ وضِدٍّ لضِدٍّ..
وما بينَ مَهْدٍ ولَحدٍ نموتُ مرارًا، ولا بُدَّ للموتِ بالذات مِنْ أيّ بُدٍّ..
كَأنَّ الحياةَ احتمالاتُ موتٍ 
بَنيَّ، احمِلُوا الأمرَ مَحْمَلَ جِدٍّ..
أنا - يا بَنِيَّ - لدَيّ حكايا،
حكايا منايا،
لها يَنحَنِي الظَّهرُ تحنو الحنايا؛
على أيِّ جَنْبٍ سأغرزُ جَنْبِيّتِي 
في بطونِ وأفخَاذِ نَسْلِ بَنِيْ عَمّنَا مِنْ (مَعَدٍّ)؟!..
"تفَرّقْتُ مثلَ أيادِي سَبَا" في النواحي،
سَمِعتُ نُواحي،
ولكِنّني بعدَ أخذٍ ورَدٍّ
وجَزرٍ ومَدٍّ 
وجَذْبٍ وشَدٍّ
وصوتٍ صَدَاهُ بقايا تَصَدٍّ لزحفِ تَعَدٍّ 
"مكرٍّ مفرٍّ"
وَجَدتُ بِنفسِيَ نَفْسي، 
سمعتُ نداءً قريبًا بعيدًا حزينًا سعيدًا 
يقولُ: "قِفَا نَبْكِ" نِدًّا لنِدٍّ..
فكنتُ كما كانَ يا ما وما كانَ..
كنتُ وما زلتُ أحكي حكايتنا من جَدِيدٍ
وما من جَدِيدٍ ولا في الحكايةِ من مستَجدٍّ..
ولكنَّنِي سوفَ أحكي وأحكي، وأبكي عليكم كثيرًا وأبكي..
سأحكي لكم - يا بَنِيَّ - فأنتُم...
وأنتُم وأنتُم وأنتُم وأنتُم......
وأنتُم حكايةُ تلكَ الحكايةِ..
دمتُمْ بخَيرٍ ودمتُمْ بِوُدٍّ.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص