الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
تَـواجُدِيَّةُ المُكاشَفَةِ الثانية - عبدالله البردوني
الساعة 13:07 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


وَحـــدِي أَشُــقُّ مَـسـرَبيْ
مِــن هَـجـسَةٍ إِلــى نَـبيْ
.

 

مِــن بــذرةٍ عَـطشى إِلـى
أَعــلـى الـنَّـخيلِ الـيَـثرِبي
.

 

مِــن قَـطـرَةٍ حُـبـلى إِلــى
تَـــــدَفُّــــقٍ تَــشَــعُّــبــي
.

 

أَرقَــــى عــلـى حـرائِـقـي
وأَحـــتَــسِــي مُـــذَوِّبـــي
.

 

لــكـي أَكـــونَ غَــيـرَ مَــن
كـــنـــتُ, أُرى مُــهَــذِّبــي
.

 

أَعـــلُــو عــلــى ذاتِــيَّـتـي
وأَيـــــنَ بـــــابُ مَـــأرَبــي
.

 

أَعُــــودُ مِـــن هَـشـائِـمي
إِلـــــى بَـــــراءَةِ الــصَّـبـي
.

 

هُــنـاكَ أَصــبُـو, هـــا هُـنـا
إِلـــــى جِـــــدارٍ أَحــتَـبـي
.

 

لا يَــنــطَــفِـي تَــحَــوُّلــي
لا يَــنــقَــضـي تَــقَــلُّــبـي
.

 

أَدعُــــو تَــجَـوُّفـي: أَمِـــت
ذِكـرى طَـعامي, مَـشرَبي
.

 

أَجـــتــازُ طِـيـنَـتِـي إِلــــى
بَــــرقٍ يَــفِــي ويَـخـتَـبـي
.

 

سُــحْـبٌ يَـقُـلنَ: يــا ثَــرَى
ثُــــرْ إِنْ وَهَــــى تَـصَـبُّـبي
.

 

يَــقُــولُ نَــجـمٌ: مَـــن أَنـــا
ونَــجـمَـةٌ: مــــا مَـطـلَـبي
.

 

إِشــراقَــةٌ: مــــا أَبــتَـغـي
ضَــبـابَـةٌ: مَــــن أَجــتَـبـي
.

 

هـــذي تُــوَشِّـي هـامَـتي
وذا يَــــشُـــدُّ مَــنــكــبـي
.

 

أَلُـــــوحُ كَـــرْمَــةً عـــلــى
شَــظِــيَّــتَـيـنِ تَـــرتَــبــي
.

 

:مِــن أَيـنَ؟!: مِـن غَـرابَتي
إِلـــــى ضَــنــى تَــغَـرُّبـي
.

 

مِــن أَســوَدِي عــادٍ إِلــى
إِصـــبَــاحِ دَيْـــــرٍ تَـغـلِـبـي
.

 

أُريــــــدُ مَــأمَــنًــا هُـــنـــا
مِــثـلـي بــــدُونِ مـخـلَـبِ

*****
 

 

هُــنــاكَ بــــاتَ مَـهـلـكـي
وكـــــانَ يَــومًــا مَـلـعَـبـي
.

 

تَـــــرُدُّنــــي دارُ أَبــــــــي
فــأَبــتَــنِــي مُـــخَـــرِّبــي
.

 

يَـقُولُ لـي: مَـن أَنـتَ يـا؟!
: تَــكَــلُّــمِــي مُــكَـــذِّبــي
.

 

أَمــــا أَنــــا مِـــن سَــبَـإٍ؟!
: مَن ذا سَبى؟ وكَم سُبِي؟

*****
 

 

إِلَـــيــكَ رَســــمُ إِمــرَتــي
أَمــيــرُ بَــيـتِ "الـزَّوقَـبـي"
.

 

:مــا "الـزَّوقَـبي"؟: مُـعَـسكَرٌ
مِـــن الـحَـريـرِ (الإِذرِبـــي)
.

 

تَـــرى الـحِـمـى كَـسـائِـحٍ
يَــحـتَـلُّـنـي كــالأَجــنَـبـي
.

 

فَــمــا سَـقـيـتَ حُـرقَـتـي
ولا حَـــــــدَوتَ مَــوكِــبــي
.

 

لا مَـــشــرقــيْ حَــنَّــيـتَـهُ
ولا اصــــفِـــرارَ مَــغــرِبــي
.

 

ولا نَــعَــشـتَ مَــوسِـمـي
ولا دَفَـــعـــتَ مــجــدبــي
.

 

: أَلَـسـتِ داريْ؟! : قَـبـلَ أَن
تَـــقــولَ لـــــي تَــأَورَبــي
.

 

أَصــبَـحـتُ لا أَشُـــمُّ بـــي
طِـــيــبــي ولا تَــطَــيُّـبـي
.

 

فـــلا أَنـــا مِــن مـغـرسي
ولا أَنــــا مِــــن مَـجـلَـبـي
.

 

مَــــن يَـنـتـقـي تَــطَــوُّري
و"بــــاقِـــلٌ" مـــؤدِّبـــي؟!
.

 

تَــحــتـي زَفـــيــرُ غـــابَــةٍ
فَــوقــي جِــــدارٌ ثَـعـلَـبـي
.

 

أَهــلُــوكَ خَــلَّـفُـوكَ لــــي
كـــمــا أَضــاعَـنـي أَبــــي
.

 

نِـصـفي بـنِـصفي نـاهِـشٌ
ورُبـــعُ نِـصـفـي مُـعـطِـبي
.

 

يــــا ريــــحُ مَـــن يَـدُلُّـنـي
إِلــــى أَمــــانِ مَــهـرَبـي؟
.

 

دلــيــلُـكِ الــثــانـي أَنـــــا
: كَــيـفَ تَـــرى تـأَهُّـبـي؟!
.

 

إِلـــيــكَ عُــنــوانُ ابــنَـتـي
خُــذْ رَقْــمَ بـيتي, مَـكتَبي
.

 

هُــنـالِـكَ اســـمُ مِـهـنـتي
هُـــنــا مَـــمَــرُّ مَــركِــبـي
.

 

دَلِـيـلُـكَ الـمَـعـنِيْ شَــرَى
سَـفـيـنةً مِـــن مَـحـطَـبي
.

 

وقــــــالَ عـــنِّـــي: إِنـــــهُ
مُــنَــقِّــضـي, مُـــرَكِّــبــي
.

 

وإِنَّـــــــــــهُ عَـــلَّـــمَــنــي
كــيـفَ أَسُـــوسُ غَـيـهَبي
.

 

وصـــاغَ لــي قَـرنَـينِ مِــن
ظَـهـرِي, ووَجـهًـا يَـحصُبي
.

 

:وفــي انـتـظارِ مَـن هُـنا؟!
:مَــن مِــن هُـنـا يَـمُرُّ بـي
.

 

فــــإِنْ نَـــأَى أَطَـــلَّ مِـــن
غَـيـبـي حُــضُـورُ كَـوكَـبـي
.

 

مِـــن " كَـوكَـبانَ" جِـئـتَني!
وأَنــتَ شَــيـخٌ "قَـعـطَبي"!

*****
 

الآنَ مَــطــلَــعــي أَنــــــــا
أُخـفِـي, يَـشِـي تَـحَـجُّبي
.

 

إِلــى إِلـى.. مَـن غَـيرُ مَـن
نَـبـعِي رَسُــولُ مَـكـسَبي
.

 

الـمُـنـتَأَى طَـــوى الــنَّـوى
قُــربــي نَــفــى تَــقَـرُّبـي
.

 

أُمُّ الــــرِّيـــاحِ هَـــودَجـــي
بُــعـدُ الــذَّهَـابِ مَـذهَـبـي
.

 

إِلـــيـــهِ مِـــنــهُ أَنــتَــحِـي
عَــكـسَ الـزَّمـانِ الـلَّـولَبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 1994م

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص