- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- تقرير بحثي يحصر الأضرار الاقتصادية للسيول في اليمن
- المبعوث الأممي يتهم الحوثي بتهديد الملاحة وإعاقة جهود السلام
- مقتل طالبتين وإصابة 14 أخريات في انفجار قاعدة عسكرية حوثية في تعز
- فساد الحوثي.. تغريم مواطن مبلغ باهض والسبب!
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
- سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع مسئولي شركة ميتسوبيشي سبل تعزيز الشراكة التجارية
- مبادرة استعادة ترحب بقرارات محكمة الأموال العامة بإدانة عدد من البنوك اليمنية
- مبادرة استعادة تكشف عن عدد من شركات الصرافة الحوثية ضمن الشبكة المالية الإيرانية
تحل الذكرى السابعة عشرة لرحيل رائي اليمن وشاعرها الأستاذ عبدالله البردوني، ومن غير الجحود والخذلان من قبل الجهات المعنية لهذه القامة التي ستظل سامقة لا تطاولها هامة، لم يتغير شيء، فالبردوني لا يزال يعيش بيننا ويحتل مكانته داخل وجدان كل واحد منا، ويشاطرنا قضايانا الوطنية التي كان هو السباق إلى استشعارها، فشاعر عظيم في مكانته لا بد أن يتكفل شعره ونتاجه الفكري وعبقريته بتخليده في ذاكرة التاريخ، شأنه في ذلك شأن العظماء كهوميروس والمتنبي ولوركا وطاغور وغيرهم، إلا أننا باعتباره واحدا منا، نشأ على هذه الأرض، وحمل كل قضاياها وهمومها على كاهله طيلة حياته، وكتب عن اليمن ولها، عن همومها وآلامها وآمالها وتطلعاتها و.... إلخ. ومن باب اللياقة وإبداء بعض من الامتنان لهذا الشاعر الفرد، كان يجب أن نحفظ له حقه علينا كما هو شأن بقية الأمم في تخليد ذكرى عظمائها.
هاهي الذكرى السابعة عشرة لرحيل الشاعر والفيلسوف عبدالله البردوني تمر دون أن يندى لوزارة الثقافة جبين، وكأن البردوني لا يعنيها من قريب أو بعيد، كما هو حال اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الذي يعد البردوني من مؤسسيه، حيث لم تكلف الوزارة ولا الاتحاد نفسيهما إحياء هذه الذكرى حتى بمجرد فعالية، فضلا عن مهرجان البردوني الثقافي الذي توقف منذ أعوام.
كأني بالبردوني اليوم يقف شامخاً من ضريحه في خزيمة ليتأمل ببصيرته مدى خذلاننا وتنكرنا له، ويرمقنا بسخريته المثقلة بالألم.
الرجل مظلوم من قبلنا ومخذول بكل ما تعنيه الكلمتان وما قابلهما من مرادفات واشتقاقات، فلأكثر من سبعة عشر عاما ونتاجه غير المطبوع الذي يعتبر إرثاً لنا جميعا كيمنيين بل وللأمة والإنسانية، لا يزال تغييبه يشكل لغزاً لم تتضح له إجابة حتى اليوم، بل إنه لا يزال مجهولاً تماماً ولا أحد يستطيع الجزم بكمِّه وماهيته.
لقد تم التعامل مع إرث البردوني ونتاجه المغيب بطريقة أسوأ من تعامل أجهزة المخابرات العالمية مع الوثائق السرية، ففي الوقت الذي تفرج فيه أجهزة المخابرات عما تعتبره وثائق سرية بعد مرور فترة من الزمن، فإننا رغم مرور 17 عاماً على رحيل البردوني، لم نلاحظ أي خطوة تدل على نية جادة لإطلاق سراح كتبه المغيَّبة.
لقد تعددت صور الخذلان التي تعرض لها شاعرنا العظيم، فمنذ سنوات رفعت كثير من المطالبات من قبل أدباء وشعراء وكتاب ونقاد بإطلاق سراح كتبه التي لم تطبع وتحويل بيته إلى متحف خاص بتراثه من مؤلفاته وكتاباته وما أُلِّف وكُتِب عن حياته وإبداعه ومسيرته الثقافية، إلى جانب مكتبته ومقتنياته وحاجياته الخاصة، وبعد حملة ضغط ومطالبات أعلنت الوزارة أنه في القريب سيتم العمل على هذا الموضوع وستقوم بالاتفاق مع ورثة الأستاذ الراحل على إتمام عملية شراء المنزل، وكذا حقوق نشر ديوانيه الأخيرين (ابن من شاب قرناها) و(العشق على مرافئ القمر) اللذين كان من المفترض أن تتم أيضاً طباعتهما بالتزامن مع شراء المنزل وتحويله إلى متحف، غير أن ذلك كله ظل مجرد كلام لا أكثر.
سيظل البردوني قامة سامقة تطاول السماء، بنا أو بدوننا، فنتاجه المتجدد والذي لا زلنا نجده معنا أينما يممنا قد تكفل بذلك، وليس بحاجة –بعد رحيله- لأن نحتفي به ونتعامل معه كما تتعامل بقية الأمم مع عظمائها بقدر حاجتنا نحن إلى ذلك، فبمقدار اعتزاز الأمم برموزها وبالكبار من أبنائها، يكون احترام الآخر لها.. إلا أن ما لحق به من غبن بتغييب إرثه الفكري سيظل وصمة عار في وجوهنا عامة، وفي وجوه من يعتقلون تلك المؤلفات خاصة، حتى يتم الإفراج عنها وطباعتها.
منقول من صحيفة اليمن اليوم...
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر