أعلنت السلطات السعودية قبول 15 ألف حاج يمنيّ، من إجماليّ 19 ألفاً و450 حاجّاً، ووجّهت بوقف 18 وكالة تفويج معتمدة، ومنع 3600 حاجّ من أداء فريضة الحجّ، العام الجاري، معظمهم من صنعاء وعمران وصعدة، للإشتباه بموالاتهم لجماعة "أنصار الله".

الإنتقال إلى "الوديعة"
بعيداً عن أيّ دور لقطاع الحجّ والعمرة في وزارة الأوقاف بصنعاء، بدأت أفواج الحجّاج اليمنيّين، من معظم المحافظات اليمنية، بالإنتقال إلى منفذ الوديعة البرّي الحدودي في محافظة حضرموت، لإنهاء إجراءات الحجّ، والدخول إلى الأراضي المقدّسة، وذلك بعد أيّام فقط من إعلان وزير الأوقاف والإرشاد في حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، فؤاد عمر شيخ أبوبكر، تمكّن وزارته من استكمال ترتيبات الحجّ، وإحباط "محاولة حوثية لتيسيس الحجّ والإساءة للمملكة".

كما أعلن الوزير اعتماد السلطات السعودية منفذ الوديعة لمرور حجّاج اليمن، ووقف تفويج حجّاج بيت الله الحرام عبر مطار صنعاء، إلى الأراضي المقدّسة.

شبهة موالاة "أنصار الله"
بعد قرابة الشهر من إعلان قطاع الحجّ والعمرة في وزارة الأوقاف والإرشاد في صنعاء فتح باب التسجيل أمام الراغبين بأداء فريضة الحجّ، للموسم الحالي 1437هـ، وتحديد أسماء الوكالات المعتمدة، تمكّن وزير الأوقاف في حكومة الرئيس هادي من سحب شيفرة الـ"يوزر" (المستخدم) الخاصّ بعمل الحجّ، وتشكيل لجنة طوارئ تابعة للوزارة لاستقبال الجوازات بمنفذ الوديعة، برئاسة وكيل الوزارة لشؤون الإرشاد، مختار الرباش، ونائب القنصل اليمني في جدّة، أحمد السعدي، وعضوية أعضاء أصحاب وكالات تفويج الحجّاج، بالإضافة إلى لجان أخرى لتوفير السكن في مكة ومنى، وتقديم خدمات نقل الحجّاج إلى مخيّماتهم.

المعلومات، التي حصل عليها "العربي"، أكّدت أن السلطات السعودية طالبت السلطات اليمنية بمنع دخول 3500 حاجّ إلى الأراضي المقدّسة، للإشتباه بموالاتهم لـ"أنصار الله"، معظمهم من صنعاء وعمران وذمار وصعدة وحجّة. كما أوقفت التعامل مع وكالات الحجّ التي سجّلت أسماء الممنوعين من السفر، واتّهمتها بـ"التعاون مع أنصار الله". إلّا أن تلك الوكالات رفعت قضية ضدّ وزارة الأوقاف الموالية للرئيس هادي، وطالبت بتعويضها مادّيّاً ومعنويّاً عن الأضرار التي لحقت بها.

سحب شيفرة المعلومات 
عقب الإعلان عن سحب شيفرة الحجّ من صنعاء إلى منفذ الوديعة، أقدم وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد لقطاع الحجّ والعمرة في صنعاء، عبد الله ناصر عامر، الثلاثاء الماضي، على اقتحام مكتب مساعد وكيل قطاع الحجّ والعمرة، منير دبوان، يرافقه عدد من المسلّحين، إلّا أن سحب الشيفرة لم يكن من صنعاء، على ما يبدو، بل من الرياض، ليتّهم الوكيل، بعد ذلك، السلطات الموالية للرئيس هادي بـ"ممارسة الإبتراز ضدّ الحجّاج اليمنيّين في منفذ الوديعة، واستغلال شوقهم لأداء مناسك الحجّ".

وحذّر عامر من "التعامل مع أيّ جهة لا تمثّل الوزارة في تفويج الحجّاج إلى المشاعر المقدّسة"، كما اتّهم "السعودية وعملاءها في الوزارة بحرمان الوزارة من رعاية حجّاج بيت الله الحرام، ومن موارد مالية كبيرة".

وأوضح مصدر في وزارة الأوقاف في صنعاء، لـ"العربي"، أن "وكيل قطاع الحجّ، عبدالله بن عامر، اتّهم العشرات من الموظّفين في القطاع بالعمالة للسعودية، ووجّه بحجز جوازات سفرهم وحرمانهم من الإنتقال إلى السعودية لخدمة الحجّاج، وهو ما تسبّب بموجة احتجاجات عارمة داخل الوزارة، من قبل الموظّفين المحرومين من السفر، والذين رفعوا شعارات تطالب بإقالة عامر".
وأضاف المصدر أن المحتجّين "طالبوا، كذلك، سلطات الأمر الواقع في صنعاء بتشكيل لجنة تحقيق محايدة، لبحث الأسباب المتعلّقة بنقل شيفرة نظام مركز المعلومات التابع لقطاع الحجّ والعمرة إلى منفذ الوديعة (شرورة)، ومحاسبة المقصّرين والمتسبّبين في حرمان الوزارة من ملايين الريالات، وإعادة اعتبارهم من التهم، التي وجّهها الوكيل لهم".

بدء التفويج
وفيما أكّدت وزارة الشؤون الإسلامية السعودية، مطلع الأسبوع الجاري، إنهاء استعداداتها لاستقبال حجّاج اليمن، القادمين عبر منفذ الوديعة الحدودي، وتسهيل دخولهم إلى أراضي المملكة، أعلن رئيس لجنة الطوارئ لتسيير أعمال الحجّ، المعيّن من قبل حكومة هادي، مختار الرباش، الإثنين، استقبال أوّل فوج لحجّاج اليمن القادمين لأداء فريضة حجّ هذا العام (1437)، في منفذ الوديعة الحدودي.
وأشار الرباش إلى أن وزارة الأوقاف استكملت إدخال 15 ألف جواز سفر ومسحها وقراءتها، وتعمل بشكل مستمرّ، من خلال لجانها المشكّلة، وكافّة قطاعات البعثة، لاستكمال جميع الإجراءات وتوفيرالخدمات للحجّاج.