الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
الحارث بن الفضل الشميري.. بردونيُّ البردوني! - إبراهيم طلحة
الساعة 15:12 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


الشاعر العملاق الحارث بن الفضل الشميري، هو البردوني الثاني في نظر الشاعر الراحل عبدالله البردوني نفسه.
 

حين وجّهَتْ مذيعة التليفزيون اليمَنيّ في نهاية برنامج ثقافي كان المستضاف فيه الشاعر الراحل البردوني آنذاك تساؤلاً سريعًا إلى الشاعر الراحل: مَن ترشّح من الشعراء اليمنيين الشباب بالذات (وذلك في التسعينيات طبعًا) ليمثّل الأدب اليمَنيّ وشِعر المرحلة والإبداع الجميل لليمن السعيد؟.. أو ما يشبه هذا التّساؤل؛ كانت إجابة الراحل البردوني: أرشّح الحارث بن الفضل.
 

قال ذلك في وقت كان أول دواوين الحارث بن الفضل وهو (هذيان النجوم) طور التحدي والاشتغال الأوّلي باعتراف الحارث نفسه.. وبصرف النظر عن احتمالٍ لأكثر من تقدير شخصيّ لدى البردوني وقتها، إلا أنها كلمة حقٍّ قالها الشاعر الراحل البردوني بحقّ شاعر تحوَّل فيما بعدُ إلى شاعر تتكامل على يديه لقطات الجمال اللفظي والمعنوي في تفنن يبادل فيه الشاعر يراعَه أوجاعَه، ويتبادل فيه مع نفسه إبداعه.
 

أبيات الحارث بن الفضل في مختلف موضوعات الشعر وأغراضه تثير الجدل والإعجاب في توقيتٍ واحد لا يمكن أن يجيد اختياره إلا الحارث.
حتى الشِّعْرُ المناسباتيّ له نكهة خاصة مع الحارث بن الفضل، الأمر الذي لا يعطي فيه شعراء المناسبات إلا القليل أو الأقل من القليل في العادة.

 

حلقات نقاش نقدية حول شعر الحارث بن الفضل عقدت في مؤسسات ثقافية من أهمها مؤسسة الإبداع للثقافة والفنون، كنت مشاركًا في بعضها في إحدى المرات.. ولا زلت للآن أتذكر (بانتظار المصعد) - أحد دواوين الشاعر - وكيف انتقدت بعض ما فيه من هِنات، وكان الشاعر يتقبل كل الملاحظات بصدرٍ رحْبٍ ويسجل الملاحظات ويتبيَّن الصواب، وهنا يكمن سرّ تطور الشاعر وتفوُّقه وسرّ تمكنه من الثبات والاستمرار بكامل ألقه.. قبول نقد الناقد يعني بالضَّرورة استمرار شاعرية الشاعر.
 

ننقلكم الآن إلى واحدةٍ من عواصفه الشعرية الأخيرة، وهي: عاصفة الحزم، مقتبسين بعضًا منها لطولها:
 

قصفهم ليس جديدًا يا بلادي
والأيادي لم تزل نفس الأيادي

كم عميل باعنا لكننا
لا نعاني مِن عميلٍ كابن هادي

فكَّكَ القُوَّات حتى أنَّها
لم تجدْ كفًّا وفيًّا للزِّنادِ

هيكل الجيشين في جيشٍ ولم
يستفد مِن عُدَّةٍ أو مِن عتادِ

حاربَ الإخوانَ بالحوثي ومِن 
قبلهم تهجيرُ أحزابِ الرَّشادِ

مَن دعا الأعداء للعدوانِ مَن
ساقهم جوّاً علينا كالجرادِ

أرعبوا الأطفالَ في الليلِ الذي
لا يذوقُ النومَ من صوتِ المُضادِ

والضحايا كل روحٍ أُزهقتْ
دَمُها دَيْنٌ إلى وقتِ السَّدادِ

والثكالى واليتامى والأرا...
و دَمُ الجرحى بصنعا والبوادي

كلها دَيْنٌ وشِعري شاهدٌ
ذَكِّرِ الأجيالَ دوماً يا مِدادي
...
دَمِّرونا ضاعفوا مأساتنا
مزِّقونا واستمروا في العنادِ

لا حقوقُ الدِّينِ لا القُربى ولا ...
السياسيون صُمٌّ كالجَمادِ

فَقْرُنا نجلُ الغنى الطاغي الذي
ضم ليلاً عُهْرَهم في كل نادي
...
إنني ياربُّ مظلومٌ ومِن
حقِّهِ المظلومُ ليلاً أن ينادي

يسألُ الإنصافَ مِن رب السما
واتِ وَالأَرْضِ ومِن ربِ المَعادِ

وينادي يا يمانيين يا
إخوتي في الله هبوا للجهادِ

وتناسوا كل شَيْءٍ بينكم
وانهضوا للثأر بالبيضِ الحدادِ

لا تهابوا كثرة الحشدِ الذي
كغُثاءِ السيلِ مِن بين الوِهَادِ

فكثيرُ الحطبِ المجموعِ لن
يصمدوا في وجه نيرانِ اتقادي
العدو الغِرُّ يدري أنني
شامخٌ من عهد شدّادِ بنِ عادِ
...
وبأني رغم مابي قادمٌ
شُربي الأحقادُ والثاراتُ زادي

وسآتي رغمَ تدميري كما
تُبْعَثُ العنقاءُ مِن بين الرمادِ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً