الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
سِندبادٌ يمني في مَقعدِ التحقيق - عبدالله البَرَدُّوني
الساعة 22:36 (الرأي برس - أدب وثقافة)



- كَمَا شِئتَ فَـتِّشْ أَينَ أُخْفِي حَقائِبيْ
- أَتَسْأَلُني مَنْ أنتَ؟! 
- أَعرِفُ وَاجِبي
- أَجِبْ.. لا تُحاوِلْ 
عُمرُكَ، الإسمُ كاملًا؟
- ثَلاثُونَ تَقريبًا
(مُثنَّى الشَّواجبي)
نَعَم!

 

- أينَ كُنتَ الأَمس؟ 
- كُنتُ بمَرقَدِي 
وجُمجُمَتي في السِّجنِ 
في السُّوقِ شَاربي
- رَحَلتَ إِذَن
فِيمَ الرَّحيلُ؟ 
- أَظُنّهُ 
جَديدًا 

 

أنا فيهِ طَريقي وصَاحِبي
- إلى أَينَ؟ 
- مِنْ شِعبٍ لِثانٍ بداخِلي 
- متى سَوف تأتي؟ 
- حِينَ تَمضِي رَغائبي
- جَوَازًا سِياحيًا حَمَلتَ؟ 
- جَنَازةً 

 

حَمَلتُ بجلدِي 
فوق أيدِي رَوَاسبي
من الضّفةِ الأُولى رَحَلتُ مُهَدَّمًا
إِلى الضّفةِ الأُخرى حَمَلتُ خَرائبي
- مِرَاءٌ غَريبٌ لا أَعِيْهِ
- و لا أنا
- متى سَوفَ تَدري؟
- حِين أنسَى غرائبي
- تَحدّيتَ بالأَمْسِ الحُكومَةَ !
مُجرمٌ 

 

- رَهَنتُ لَدَى الخبَّازِ أَمس جَواربي
- مَنِ الكاتبُ الأَدنَى إِليكَ؟ 
- ذَكَرْتُهُ 
لدَيهِ كَمَا يَبدُو 
كِتابي و كاتبي
- لَدَى مَنْ؟ 
- لَدَى الخَمَّارِ 
يَكتُبُ عِندَهُ حِسابي 

 

ومَنْهَى الشَّهرِ يَبتزُّ رَاتبي
- قَرأْتَ لَهُ شيئًا؟
- كُؤُوسًا كثيرةً 
وضيّعْتُ أَجفانِي لَدَيهِ
وحَاجبي
- قَرَأتَ _كَمَا يَحْكونَ عَنكَ_ قَصائدًا 
مُهَرّبةً
- بَلْ كُنتُ أَوّلَ هاربِ
- أَمَا كُنتَ يَومًا طالِبًا؟! 
- كُنتُ يا أَخِي 
وقَد كانَ أستاذُ التَّلاميذِ طالِبي
قَرأتُ كِتابًا مرَّةً 
صِرْتُ بَعدَهُ حِمَارًا 
حِمَااااارًا 

 

لا أرَى حَجْمَ رَاكِبي
- أَحَبَّيتَ؟ 
- لا..
بَلْ مُتُّ حُبًّا 
- مَنِ التي..؟ 
- أَحَبَّيْتُ حَتَى لا أَعِيْ مَنْ حَبَائِبي
- وكَم مُتَّ مَرَّاتٍ؟ 
- كثيرًا كَعَادَتي 
- تَمُوتُ و تَحْيَا؟! 

 

- تِلكَ إِحدَى مَصَائِبي
- وماذا عَنِ الثُّوارِ؟ 
حَتْمًا عَرَفتَهُم؟ 
- نَعَم 
حَاسَبُوا عَنِّي..

 

تَغَدَّوا بجَانبي
- وماذا تَحَدَّثتُم؟ 
- طَلَبتُ سِجَارةً 
أَظُنُّ وكِبريتًا 
بَدَوْا مِنْ أَقارِبي
شَكَوْنا غَلاءَ الخُبزِ 
قُلنا سَتَنْجَلِي 
ذَكَرْنَا قليلًا مَوتَ (سَعدانَ مَارِبي)

 

- وماذا؟ 
- وأَنْسَانا الحِكَاياتِ مُنشِدٌ 
(إذا لَمْ يُسَالِمْكَ الزَّمَانُ فَحَارِبِ)
- وحِينَ خَرَجْتُمْ 
أَينَ خَبّأتَهُمْ؟
بِلا مُغَالَطَةٍ 
- خَبَّأتُهُمْ في ذَوَائبي
- لَدَيْنَا مِلَفٌّ عَنْكَ 
- شُكْرًا لأنَّكُم 
تَصُونُونَ ما أهمَلتُهُ مِنْ تَجَارِبي
- لقَد كُنتَ أُمِّيًّا حِمَارًا 

 

وفَجأَةً 
ظَهَرتَ أَدِيبًا 
- مُذْ طَبَختُمْ مَآدِبي
- خُذُوهُ.. 
- خُذُونِي.. 
لَنْ تَزِيدُوا مَرَارَتِي 
- دَعُوهُ..
- دَعُونِي 
لَن تَزِيدُوا مَتَاعِبي 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً