الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
سِندبادٌ يمني في مَقعدِ التحقيق - عبدالله البَرَدُّوني
الساعة 22:36 (الرأي برس - أدب وثقافة)



- كَمَا شِئتَ فَـتِّشْ أَينَ أُخْفِي حَقائِبيْ
- أَتَسْأَلُني مَنْ أنتَ؟! 
- أَعرِفُ وَاجِبي
- أَجِبْ.. لا تُحاوِلْ 
عُمرُكَ، الإسمُ كاملًا؟
- ثَلاثُونَ تَقريبًا
(مُثنَّى الشَّواجبي)
نَعَم!

 

- أينَ كُنتَ الأَمس؟ 
- كُنتُ بمَرقَدِي 
وجُمجُمَتي في السِّجنِ 
في السُّوقِ شَاربي
- رَحَلتَ إِذَن
فِيمَ الرَّحيلُ؟ 
- أَظُنّهُ 
جَديدًا 

 

أنا فيهِ طَريقي وصَاحِبي
- إلى أَينَ؟ 
- مِنْ شِعبٍ لِثانٍ بداخِلي 
- متى سَوف تأتي؟ 
- حِينَ تَمضِي رَغائبي
- جَوَازًا سِياحيًا حَمَلتَ؟ 
- جَنَازةً 

 

حَمَلتُ بجلدِي 
فوق أيدِي رَوَاسبي
من الضّفةِ الأُولى رَحَلتُ مُهَدَّمًا
إِلى الضّفةِ الأُخرى حَمَلتُ خَرائبي
- مِرَاءٌ غَريبٌ لا أَعِيْهِ
- و لا أنا
- متى سَوفَ تَدري؟
- حِين أنسَى غرائبي
- تَحدّيتَ بالأَمْسِ الحُكومَةَ !
مُجرمٌ 

 

- رَهَنتُ لَدَى الخبَّازِ أَمس جَواربي
- مَنِ الكاتبُ الأَدنَى إِليكَ؟ 
- ذَكَرْتُهُ 
لدَيهِ كَمَا يَبدُو 
كِتابي و كاتبي
- لَدَى مَنْ؟ 
- لَدَى الخَمَّارِ 
يَكتُبُ عِندَهُ حِسابي 

 

ومَنْهَى الشَّهرِ يَبتزُّ رَاتبي
- قَرأْتَ لَهُ شيئًا؟
- كُؤُوسًا كثيرةً 
وضيّعْتُ أَجفانِي لَدَيهِ
وحَاجبي
- قَرَأتَ _كَمَا يَحْكونَ عَنكَ_ قَصائدًا 
مُهَرّبةً
- بَلْ كُنتُ أَوّلَ هاربِ
- أَمَا كُنتَ يَومًا طالِبًا؟! 
- كُنتُ يا أَخِي 
وقَد كانَ أستاذُ التَّلاميذِ طالِبي
قَرأتُ كِتابًا مرَّةً 
صِرْتُ بَعدَهُ حِمَارًا 
حِمَااااارًا 

 

لا أرَى حَجْمَ رَاكِبي
- أَحَبَّيتَ؟ 
- لا..
بَلْ مُتُّ حُبًّا 
- مَنِ التي..؟ 
- أَحَبَّيْتُ حَتَى لا أَعِيْ مَنْ حَبَائِبي
- وكَم مُتَّ مَرَّاتٍ؟ 
- كثيرًا كَعَادَتي 
- تَمُوتُ و تَحْيَا؟! 

 

- تِلكَ إِحدَى مَصَائِبي
- وماذا عَنِ الثُّوارِ؟ 
حَتْمًا عَرَفتَهُم؟ 
- نَعَم 
حَاسَبُوا عَنِّي..

 

تَغَدَّوا بجَانبي
- وماذا تَحَدَّثتُم؟ 
- طَلَبتُ سِجَارةً 
أَظُنُّ وكِبريتًا 
بَدَوْا مِنْ أَقارِبي
شَكَوْنا غَلاءَ الخُبزِ 
قُلنا سَتَنْجَلِي 
ذَكَرْنَا قليلًا مَوتَ (سَعدانَ مَارِبي)

 

- وماذا؟ 
- وأَنْسَانا الحِكَاياتِ مُنشِدٌ 
(إذا لَمْ يُسَالِمْكَ الزَّمَانُ فَحَارِبِ)
- وحِينَ خَرَجْتُمْ 
أَينَ خَبّأتَهُمْ؟
بِلا مُغَالَطَةٍ 
- خَبَّأتُهُمْ في ذَوَائبي
- لَدَيْنَا مِلَفٌّ عَنْكَ 
- شُكْرًا لأنَّكُم 
تَصُونُونَ ما أهمَلتُهُ مِنْ تَجَارِبي
- لقَد كُنتَ أُمِّيًّا حِمَارًا 

 

وفَجأَةً 
ظَهَرتَ أَدِيبًا 
- مُذْ طَبَختُمْ مَآدِبي
- خُذُوهُ.. 
- خُذُونِي.. 
لَنْ تَزِيدُوا مَرَارَتِي 
- دَعُوهُ..
- دَعُونِي 
لَن تَزِيدُوا مَتَاعِبي 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص