الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
بينَ يَدَيْ قِيَامِ السَّاحَة - يحيى الحمادي
الساعة 20:38 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


وَطَــــنٌ يَــمُــوتُ رِجــالُـهُ بـرِجـالِـهِ
لا تَـسـألُوا عَـنـهُ , ولا عَــن حـالِهِ

 

لا تَـسـألُوهُ عَــنِ الـهُمُومِ .. فَـكُلُّنا
مُــــتَـــوَرِّطٌ بــهُــمُـومِـهِ ومَـــآلِـــهِ

 

نَـحـنُ انْـسَلَخنا عـنهُ فـي غَـيبُوبَةٍ
أبَــدِيَّــةٍ تَــعـتـاشُ مِــــن أَهــوالِـهِ

 

لم نَنفَجِر غَضَبًا على مَن أَغطَشُوا
عَـيـنَيهِ , أَو عـاشُـوا عـلـى إِذْلالِـهِ

 

ثُـرْنـا وثُـرتُـمْ .. غَـيـرَ أَنَّــا لـم نَـكُن
يَـومـًا بـحَـجمِ الــدَّاءِ واسـتِـفحالِهِ

 

تُـقْنا إِلى اليَمَنِ الجَدِيدِ, ولم نَكُن
نَـــدري بـــأنَّ الـتَّـوْقَ لاسـتِـئصالِهِ

 

أََوَمَـا حَـلَفنا الأَمـسَ أَنْ نَرْقَى بِهِ 
وبِـحُـبِّهِ نَـسـمُو عـلـى أوحـالِـهِ؟!

 

أََوَمَـــا تَـقَـاسَمْنا الـرَّصـاصَ لأَجـلِـهِ
حـتـى أََثَـرْنـا الـعِطرَ في أَطلالِهِ؟!

 

كـيفَ اخـتَلَفنا الـيَومَ حِينَ تَعَاظَمَت
أهـــوالُــهُ وتَــكَـالَـبَـت لِـنَـكـالِـهِ !

 

هُـــوَ ذا يَـغِـيبُ الآنَ عَــن أَبـصـارِنا
ويَــصُـبُّ قَـهـوَتَـهُ عــلـى أَغـلالِـهِ

 

حَــيـرانَ .. لا يَـــدري لـمـاذا كُـلَّـما
شَــــبَّ الـصِّـغـارُ تـأَهَّـبُـوا لِـقِـتـالِهِ

 

ظَـمـآنَ .. يَـعتَصِرُ الـشَّهيدَ لِـشَرْبَةٍ
يَـخـبُو بـهـا, فَـتَـزيدُ فــي إِشـعالِهِ

 

جَـوعانَ .. أَنْـحَلَهُ الـفَسادُ بشؤمِهِ
وتَــكَـفَّـلَ الإِرهــــابُ بـاسـتِـكمالِهِ

*****
 

وطـنـي عَـزيـزٌ ذَلَّ يـا قَـومي فَـهَل
لِـعَـزيـزِ قَــومٍ طـاعِـنٍ مِــن وَالِــهِ

 

وطــنـي فـــؤادٌ شـاحِـبٌ .. لَـكَـأَنَّهُ
عَــبـْـدٌ أُنِــيْــلَ كِــتـابَـهُ بـشِـمـالِـهِ

 

وطـنـي جَـنـينٌ كـاهِلٌ فـي خَـيمَةٍ
أعْــيَـا الــدُّهُـورَ بـحَـمْلِهِ وفِـصـالِهِ

 

يُمسي ويُصبِحُ في الرَّصيفِ كأنَّما
ضــاقَ الـمَـدى بـسُـهُولِهِ وجِـبالِهِ

 

يــا قَـومَـنا فـبـأَيِّ وَجــهٍ نَـحتَفي 
أَيَـهُونُ عِرْضُ اللَّيثِ في أَشبالِهِ ؟!

*****
 

يـا مَـن شَـنَقتُم ذا الـسَّعيدَ تَرَفَّقُوا
فَـكَـرامَـةُ الـمَـشنُوقِ فــي إِنـزالِـهِ

 

يـا مَـن هَـرَبتُم لـلشِّقاقِ أَلَـم يَـكُن
أوْلَـــى بـكُـم أنْ تُـهـرَعُوا لِـوِصـالِهِ

 

يــا مَــن خَـرَجتُم لـلنِّظامِ أَلَـم يَـعُد
بــفُـلُـولِـه ِوحَــمـيـرِهِ وبِــغـالِـهِ؟!

 

حُــزنـي عــلـى وَطَـنـي إذا ثُــوَّارُهُ
زادُوهُ أحـــمــالاً عــلــى أحــمـالِـهِ

*****
 

وَطَني .. أتَـعـرِفُنِي؟ و لا تَـتَعَجَّبُوا
إِنْ كـــانَ مِـثـلـي لا يَــمُـرُّ بـبـالِهِ !

 

كــم عـاشِـقٍ ذَرَفَ الـسِّنينَ بـكَفِّهِ
قَـبـلـي.. وفـــازَ بـصَـادِهِ وبِـدالِـهِ

 

ومُــتَـيَّـمٍ نَــــذَرَ الــحـيـاةَ لأَجــلِــهِ
فَـتَـسَـرَّبَت كـالـضَّوءِ فــي غِـربـالِهِ

 

ولَـكَـم زَنـيـمٍ عَـقـلُهُ فــي سـاقِهِ
وفُـــؤادُهُ لـلـحُـبِّ فـــي سِـروالِـهِ

 

عـــاشَ الـحـيـاةَ مُـنَـعَّـمًا ومُـنَـعِّمًا
مِـن مـالِ هذا الشعبِ لا مِن مالِهِ

 

لـكـنَّهُ وطـنـي .. وأُقـسِـمُ أَنـنـي
يَــومـًا سـأخـرُجُ مِـنـهُ لاسـتِـقبالِهِ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص