الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
الشارع البارد - حميد عقبي
الساعة 14:38 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


يخرج هائما يتجه إلى وسط المدينة يلتحف الصمت، قليلون هم من يتجول في هذه الساعة، يجد نفسه في الشارع البارد هكذا يسمونه يشبه أزقة مدينة صنعاء القديمة لحد كبير، أزقة ضيقة ملتوية فارغة، في زاوية هناك حانه مفتوحة، ينبعث منها بعض الضوء، تكلل الحانة كتلة من الضباب كأنها كونا آخر، ينوي قصدها، يتجه إلى السلالم المودية إليها.
 

 هنا يتذكر وجه حبيبته، لعلها سبب خروجه، يبحث عن شيء منها... بالصدفة يعثر على دبوس شعر يلتقطه، في هذه اللحظة ينتبه لشخبطات على جدار مهترئ، يظهر هرما بفعل عوامل الطقس، تظهر على صدره بعض الرسوم كلوحات سوريالية يتأملها بدقة.
يرى قلب يخترقه سهم ووجه فتاة حزينة منكوشة الشعر والسيد المسيح يحمل صليبا ضخما على ظهره، يتأمل أكثر الفتاة تشبهها! هو يشبه حامل الصليب! أو هكذا يحلو له رؤيتها، فجأة، تسقط قطرة ندى تتدحرج لتستقر بشفته السفلى، ىتذوقها يشعر بلذة غريبه كأنها قبلة كتلك القبلات من زمن الليالي الغابرة المتخمة بالغرائز.
يتذكر العشيقة تغوص في ظله، هو يهز جذع النخلة فيتساقط الرُطب المسكر ..تأتي هذه الصور متدفقة،  يريد الهروب منها، لا مفر إلا هذه الحانة، كأس من النبيذ الساخن المعطر بالقرفه قد يبعث بجسدها الحرارة لفك بعض قيود هذه الليلة البارده.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص