الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
هــذا الـسَّـرَابُ - يحيى الحمادي
الساعة 14:46 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

هــذا الـسَّـرَابُ الـقـائِمُ الـقاعِدُ
ثَــلاثَـةٌ يـــا لَــيـلُ؟! أَم واحِـــدُ!
.

 

وهــذهِ الأَصــواتُ.. مـا هـذهِ الـ
أَصواتُ! ما هذا الصَّدَى الفَاسِدُ!
.

 

ومــا لِـهذا البــابِ يَـسطُو عـلى
مَــلامِـحِـي إِنــكـارُهُ الـجَـاحِـدُ!
.

 

تَـخَـشَّبَت كَـفَّـايَ طَـرقًـا.. ومَــا
أَجَـــــابَ إِنـــسِــيٌّ ولا مــــارِدُ
.

 

فَـقَدتُ شَـيئًا مـا.. وأَخشَى إِذا
وَجَـــدْتُــهُ أَن يُــفـقَـدَ الــوَاجِــدُ
.

 

أَخَـافُ فُـقدَانَ اغـتِرَابي.. كما
يَخافُ فُــقـدَانَ ابـنِـهِ الـوَالِـدُ!
.
.
.

 

أَضَـعـتَنِي يــا لَـيـلُ, حـتى بَـدَا
عَـلَـيَّ مِـن نَـفسِي هُـنا طـارِدُ
.

 

أَهـــذِهِ دَارِي؟! أَلَــم تَـعـرِفِ الـ
حِــجَـارَةُ القُربَــى مَــنِ العائِـدُ!
.

 

مَـــنِ الـغَـرِيـمُ الآنَ! أَدرِي بـمـا
تَـقُـولُـهُ فــي الـسِّـرِّ يــا حـاقِـدُ
.

 

أَخَـذتَ مـا لِـلشَّوقِ مـني إِلـى
أَنِ اسـتَـوَى الـمَـفقُودُ والـفـاقِدُ
.

 

وعُــدتَ تَـذرُونِـي سَـرَابًـا وفِـي
يَــدَيـكَ مِــن قـلـبي دَمٌ جـامِـدُ
.

 

خَـدَعتَنِي يـا لَـيلُ.. مـا مِـن دَمٍ
يَـتُـوبُ عَـنـهُ الـمُـخطِئُ الـعامِدُ
.

 

أَلَــم تَـكُـن هــذي سَـبيلِي إِذا
تَـعِبتُ, أَو خـافَ الـيَدَ الـسَّاعِدُ!
.

 

هُـنـا صِـبَـايَ انـدَاحَ عَـذبًا, هُـنا
غَـفَـا عـلـى جَـمرٍ دَمِـي الـبَارِدُ
.

 

هُـنـا غِـوَايَـاتُ الـمَـرَاعِي نَـمَت
ولِـلـمَـجَانِينِ انـتَـمَـى الـشَّـارِدُ
.

 

هُـنـاكَ حَـيـثُ الـغَيمُ كـانت لَـنا
بَــيَـادِرٌ تَــدعُـو: مَـــنِ الـحَـاصِدُ
.

 

ونَـحـنُ لا نَـسعَى لِـغَيرِ الـرَّدَى
جَـمِـيـعُـنا هَــــاوٍ بــــهِ صَــاعِـدُ
.

 

وهـا قَـدِ انزَاحَت.. ولَم يَبقَ مِن
رُعُـــــــــودِهــــــــا وِرْدٌ ولا وَارِدُ
.

 

وهــا أَنـا إِنْ قُـلتُ: أَيـنَ الـتي..
يُقالُ: صَـاحٍ أَنـتَ! أَو راقِـدُ!
.

 

نَـــأَت كَـــآلافِ الـضَّـحَـايا فَــمَـا
قالت (بَـكِيلٌ) "لا" ولا (حاشِدُ)
.

 

لِــكُــلِّ إِنــســانٍ مَـــلاذٌ.. أَمَـــا
لَــنَــا جَـمِـيـعًـا, واحِـــدٌ ذائِـــدُ!
.

 

جَــنَـائِـزٌ غَــبـرَاءُ تَــعـدُو عــلـى
جَــنَــائِـزٍ, والــقــاتِـلُ الــرَّاصِــدُ
.

 

فَــكُــلُّ مَــرغُــوبٍ لــهـا ضَــائِـعٌ
وكُــــلُّ مَــكــرُوهٍ بــهــا ســائِـدُ
.

 

تَـمَوتُ كَـي يَـحيَا زَعِيمًا على
قُــبُـورِهَـا الـمُـسـتَـعبِدٌ الـبـائِـدُ
.

 

ولا تُـريدُ الــعَــيــشَ إِلَّا إِذا
أَرَادَ.. فهــو الـشعبُ والـقـائِدُ
.

 

إِذا ارتَـجَى حَـربًا سَـعَت خَـلفَهُ
وكُــــلُّ نُــقـصَـانٍ بــهــا زائِــــدُ
.

 

وإِنْ يَــشَـأْ حَـشـدًا تَـنَـادَت لَــهُ
وجَـلـجَـلَت: لَـبَّـيكَ يــا حـاشِـدُ
.

 

يَـسُـوقُها لِـلـمَوتِ جَـوْعَى ومَـا
يَـــعُــودُ إِلَّا حِقـــدُهُ الــصَّـامِـدُ
.

 

أَمَـا عـلى مَـن مـاتَ جُـوعًا بأَن
يَـتُوبَ عَـنهُ الـقَتلُ يـا "جاهِدُوا"
.

 

جَـمِيعُنا مَـوتَى.. وإِنْ لَـم نَـمُت
فَــلَـيـسَ إِلَّا الـقَـبـرُ والـشَّـاهِـدُ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً