الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
هــذا الـسَّـرَابُ - يحيى الحمادي
الساعة 14:46 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

هــذا الـسَّـرَابُ الـقـائِمُ الـقاعِدُ
ثَــلاثَـةٌ يـــا لَــيـلُ؟! أَم واحِـــدُ!
.

 

وهــذهِ الأَصــواتُ.. مـا هـذهِ الـ
أَصواتُ! ما هذا الصَّدَى الفَاسِدُ!
.

 

ومــا لِـهذا البــابِ يَـسطُو عـلى
مَــلامِـحِـي إِنــكـارُهُ الـجَـاحِـدُ!
.

 

تَـخَـشَّبَت كَـفَّـايَ طَـرقًـا.. ومَــا
أَجَـــــابَ إِنـــسِــيٌّ ولا مــــارِدُ
.

 

فَـقَدتُ شَـيئًا مـا.. وأَخشَى إِذا
وَجَـــدْتُــهُ أَن يُــفـقَـدَ الــوَاجِــدُ
.

 

أَخَـافُ فُـقدَانَ اغـتِرَابي.. كما
يَخافُ فُــقـدَانَ ابـنِـهِ الـوَالِـدُ!
.
.
.

 

أَضَـعـتَنِي يــا لَـيـلُ, حـتى بَـدَا
عَـلَـيَّ مِـن نَـفسِي هُـنا طـارِدُ
.

 

أَهـــذِهِ دَارِي؟! أَلَــم تَـعـرِفِ الـ
حِــجَـارَةُ القُربَــى مَــنِ العائِـدُ!
.

 

مَـــنِ الـغَـرِيـمُ الآنَ! أَدرِي بـمـا
تَـقُـولُـهُ فــي الـسِّـرِّ يــا حـاقِـدُ
.

 

أَخَـذتَ مـا لِـلشَّوقِ مـني إِلـى
أَنِ اسـتَـوَى الـمَـفقُودُ والـفـاقِدُ
.

 

وعُــدتَ تَـذرُونِـي سَـرَابًـا وفِـي
يَــدَيـكَ مِــن قـلـبي دَمٌ جـامِـدُ
.

 

خَـدَعتَنِي يـا لَـيلُ.. مـا مِـن دَمٍ
يَـتُـوبُ عَـنـهُ الـمُـخطِئُ الـعامِدُ
.

 

أَلَــم تَـكُـن هــذي سَـبيلِي إِذا
تَـعِبتُ, أَو خـافَ الـيَدَ الـسَّاعِدُ!
.

 

هُـنـا صِـبَـايَ انـدَاحَ عَـذبًا, هُـنا
غَـفَـا عـلـى جَـمرٍ دَمِـي الـبَارِدُ
.

 

هُـنـا غِـوَايَـاتُ الـمَـرَاعِي نَـمَت
ولِـلـمَـجَانِينِ انـتَـمَـى الـشَّـارِدُ
.

 

هُـنـاكَ حَـيـثُ الـغَيمُ كـانت لَـنا
بَــيَـادِرٌ تَــدعُـو: مَـــنِ الـحَـاصِدُ
.

 

ونَـحـنُ لا نَـسعَى لِـغَيرِ الـرَّدَى
جَـمِـيـعُـنا هَــــاوٍ بــــهِ صَــاعِـدُ
.

 

وهـا قَـدِ انزَاحَت.. ولَم يَبقَ مِن
رُعُـــــــــودِهــــــــا وِرْدٌ ولا وَارِدُ
.

 

وهــا أَنـا إِنْ قُـلتُ: أَيـنَ الـتي..
يُقالُ: صَـاحٍ أَنـتَ! أَو راقِـدُ!
.

 

نَـــأَت كَـــآلافِ الـضَّـحَـايا فَــمَـا
قالت (بَـكِيلٌ) "لا" ولا (حاشِدُ)
.

 

لِــكُــلِّ إِنــســانٍ مَـــلاذٌ.. أَمَـــا
لَــنَــا جَـمِـيـعًـا, واحِـــدٌ ذائِـــدُ!
.

 

جَــنَـائِـزٌ غَــبـرَاءُ تَــعـدُو عــلـى
جَــنَــائِـزٍ, والــقــاتِـلُ الــرَّاصِــدُ
.

 

فَــكُــلُّ مَــرغُــوبٍ لــهـا ضَــائِـعٌ
وكُــــلُّ مَــكــرُوهٍ بــهــا ســائِـدُ
.

 

تَـمَوتُ كَـي يَـحيَا زَعِيمًا على
قُــبُـورِهَـا الـمُـسـتَـعبِدٌ الـبـائِـدُ
.

 

ولا تُـريدُ الــعَــيــشَ إِلَّا إِذا
أَرَادَ.. فهــو الـشعبُ والـقـائِدُ
.

 

إِذا ارتَـجَى حَـربًا سَـعَت خَـلفَهُ
وكُــــلُّ نُــقـصَـانٍ بــهــا زائِــــدُ
.

 

وإِنْ يَــشَـأْ حَـشـدًا تَـنَـادَت لَــهُ
وجَـلـجَـلَت: لَـبَّـيكَ يــا حـاشِـدُ
.

 

يَـسُـوقُها لِـلـمَوتِ جَـوْعَى ومَـا
يَـــعُــودُ إِلَّا حِقـــدُهُ الــصَّـامِـدُ
.

 

أَمَـا عـلى مَـن مـاتَ جُـوعًا بأَن
يَـتُوبَ عَـنهُ الـقَتلُ يـا "جاهِدُوا"
.

 

جَـمِيعُنا مَـوتَى.. وإِنْ لَـم نَـمُت
فَــلَـيـسَ إِلَّا الـقَـبـرُ والـشَّـاهِـدُ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص