الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
الشاعر عبدالله البردوني ..الوطن الذي نريد ويخشاه العمى السياسي - عبدالرقيب الوصابي
الساعة 07:48 (الرأي برس - أدب وثقافة)


عبد الله البردوني، الشاعر المبصر والعارف الحكيم والتجربة الأرقى واليماني الأصيل ؛جميع قصائده الشعرية، تؤكد بما لا يدع مجالا للزحاف، أو اضطراب للمعنى، أننا أمام شاعر أسطوري مجدد، اصطفته العناية الإلهية، ليعيد للحرف مجده، وللمعنى توهجه وألقه، وللوطن كرامته وتوهجه فكان يرى أكثر من اللازم وأعمق من اللازم ...... يرصد بدقةٍ الأخطار ويتنبأ – باقتدار مغيبات الأقدار وكان وكان .. البردوني الشاعر، شاعر فوق الاحتلال والتأثير، وفوق التجاهل والتهميش والإقصاء لا تحتهما، أخلص لتجربته الشعرية، خطط جيدا لتحقيق المعجزة، فأعطى الشعر كل ما يملك من صحة ووقت واهتمام، فاختصه الشعر في المقابل بالمعنى المختلف العميق والبعيد والغامض/ حد الاستبصار والتنبؤ الصادق والمدهش، لم يكن الشعر بالنسبة إليه، رغبة ثانوية، بل كان بمثابة الشهيق والزفير، الألم ديدنه، وبه ومنه شقّ للقصيدة دروبا كثيرة في أرواحنا، كأجيال لاحقة تعتز بنتاجه الشعري والنقدي والفكري ، فقد وجدناه وجدناه مثقفا حقيقيا ويمنياً أصيلاً، يحمل الحقيقة، في وجه العنف والقوة والإلغاء ، يختار كلماته بدقة عالية وإحساس رفيع قصائده ورؤاه تنمو كشجرة لا تدفع نفسها دفعا، بل تشرئب بأغصانها وثمارها عالية فوق الرؤوس ، مسلمة زمام نبضها إلى رياح الربيع القوية..


الشاعر العملاق / عبد الله البردوني، شاعر استثنائي هضم جيدا الموروث الروحي والفكري والمعرفي والشعري، وعايش اليمن قديما وحديثا، واستبصر واقع أيامه القادمة ومستقبله الغائب على جميع المستويات المحلي والعربي والعالمي ، كتب القصيدة لغريب ما، سيولد في بلد غريب بعد مئات السنين، أسئلته الوجودية التي بقيت بدون جواب - حتى اللحظة - هي التي أشارت بدورها إلى هالة الإمكانات الإنسانية، وهي التي رسمت وجودنا، لم يكن ألمه الذاتي وتشظيه اللامحدود، بأثقل من الألم الذي عاناه مع الآخر، ومن أجل الآخر، وفي مكان الآخر، وهو ما جعله يحمل الوطن على عاتقه، في حله وترحاله حد التماهي، فكان هو الوطن، وكان الوطن هو.. يحضر في الغياب ليرمم جراحنا ويشير بضوء روحه صوب غياهب أرواحنا وتراكم أخطائنا عبد الله البردوني الشاعر والعارف، الذي اعتصر المتنبي ولوركا، وجوته والمعري، وسارتر والحلاج، وآخرون فكان الأصالة والمعاصرة في آن، ولم يكتف بذلك، بل وزّع أسلوب وطرائقه الكتابية في أجساد شعراء كثر، كما سعى إلى إعادة ترتيب العالم بالشعر، وإذذاك يتحول العالم في قصائده الخالدة إلى حلم عذب، والحلم يتحول إلى عالم راق وآمن، لم يتفنن في ابتداع أسلوب حياته، بل عاش الحياة بالأسلوب الذي كان يبدع به، ترى كم سيتعلم الفلاسفة لو ساقتهم الأقدار لقراءة قصائد هذا الشاعر العملاق

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً