- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية
- الحوثيون يحولون البيئة اليمنية إلى ضحية بالألغام والاستنزاف المائي
- الجبايات الحوثية تدفع 20 فندقاً للإغلاق في مدينة الحديدة اليمنية
- «حكومة الوحدة» الليبية تعلن إطلاق هانيبال القذافي
- مجلس حقوق الإنسان يعتزم عقد جلسة طارئة بشأن السودان
- الجيش الأميركي يعتزم تأسيس وجود عسكري في قاعدة جوية بدمشق
- عون: الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان «جريمة مكتملة الأركان»
- صمت غامض من كريم عبدالعزيز ودينا الشربيني حول شائعات عودة علاقتهما
- الحوثيون يهاجمون «الصحة العالمية» و«اليونيسف» بعد تعليق أنشطتهما في اليمن
- الإعلامية الكويتية فجر السعيد تخضع لعملية جراحية عاجلة في ألمانيا
من أين أبدأ ؟
والأديب الجاد النقي كان شمعة في دياجير ظلمة أحاطت بالجميع من كان جانب وفي مدينة تنكرت لها الأقلام النفعية الهزيلة ، ولكنها بقت حية تنبض بالأباء والكبرياء .
المدينة التي أرضعة القاص علي السباعي وبقيت أبنائها البررة ممن يرون بأن الأدب الحق هو إنساني بحت يهدف إلى خدمة الشعوب وصيانة تاريخها بصدق وأمانه ونكران ذات ، هي التي أرضعت أيضاً من تنكر لها وطعنها غدراً وسار على أكتافها وحدد مصيرها وشوه تاريخها خدمة لمن أضطهد أبناء العراق وقتل وعذب وشرد . وإذا ما أردت أن أخوض في هذا السياق فأن المجال لا يسع لكل ما أود قوله أو التذكير به ، ولا أعتقد بأن أحداً منكم خاف عليه تلك الفئة التي باعت أقلامها ووضعت مصلحتها فوق توابيت الشهداء الذين ذهبوا إثر حمق السلطة وطغيانها ومن ساروا داعمين لركابها متملقينها من أجل المال الحرام فتنكروا لهذه المدينة المغدورة ، وها هم اليوم يصولون ويجولون منددين بأسياد الأسم محاولين أستعمال ثقافة الأنفتاح وتلويثها من جديد ، ولكن يبقى القاص الإنسان والأديب الوفي للقيم الإنسانية وبقيت المثقفين الأصلاء وكل من شارك مدينته وأهلها الطيبين آلامهم وأوجاعهم . وقد كانت قصص علي السباعي الفريدة في سياقاتها وطرحها للقواسم المشتركة للظلم الذي كان يخيم على الجميع ، متنفساً له في التعبير عن ذلك القهر وهذا أضعف الأيمان لدية ، أن يوصل كل هذا إلى القاريء النظيف بما تحمله من معاناة والصبر على البلاء ، فقاصنا المبدع قد تجاوز الخطوط الحمر لنظام جائر وتحدى أرادته الغاشمة فنشر وطبع بعض كتاباته في الخارج . كان يكتب بصمت وخوف داخلي من أن يوضع في يوم ما تحت المساءلة والمساومة التي يندر أن يخرج منها إنسان سليماً معافى .
لماذا وضع نفسه في ذلك الموقف الصعب دون غيره ممن كان يتمتع بمكارم السلطة وهباتها السخية؟
هذا هو السؤال العتيد والصعب حقاً ، ولن تجيب عليه سوى ما تختزنه قصصه البديعة والمؤلمة من حجج قوية لا يستطيع تنفيذها من لم يع موقفه المتخاذل تجاه مآسي الآخرين من أهل مدينة المبتلاة بهم ، وقد قيل لو خليت قلبت ، فالسباعي وأمثاله من الأدباء المغيبين والذين ما زالوا مغيبين بفعل عوامل وترسبات عديدة ما زالت تسيطر على الساحة العراقية عموماً ، لم يتركوا مدينتهم تبات دون امل ، لذا بقيت حية لم يهزها ظلم الطاغوت ، فالأوفياء كثيرون وعليهم ستبنى الناصرية الأصيلة رمز المدن وفخرها ، مستقبلها الزاهر ، وتاريخها وأدبها الرصين .
قاص وروائي
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر


