الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
الحُلم والرؤيا في مجموعتين قصصيتين للقاصة أسماء المصري – أحمد علي جابر
الساعة 11:35 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


للأنثى عالمها الخاص , عالم مأهول بالأحلام , تنسحب إليه بعيداً عن ضغوطات الحياة وواقعها المرير, الذي طالما كرس ثقافة الإقصاء ضد هذا الكائن الرقيق ؛ لهذا لا عجب أن نجدها محاصرة بالهموم , مشوشة بالذكريات , قابعة في سجن أحزانها ... ومن ثم كانت الأحلام منفذ الذات المؤنثة للهروب من هذا العالم , والانفلات من سطوته, فالأحلام تحقق للذات إمكانية الحضور وإن في هامش قصي ومتخيل وافتراضي ,يلبي أدنى متطلباتها الروحية والنفسية , ومن خلال استبدال هذا الواقع بكون متخيل ؛ يكون ملاذاً رومانسيا أو بديلاً لتجربة حياتية مليئة بالكبت , في ظل سلطة ذكورية لا تعترف بالأنثى إلا بوصفها جسدا وذاتا تابعة, وقد ذكر أفلاطون أن الأحلام "تمثل صوت الضمير وإنها لذو أهمية كبرى أن نقيم لهذا الصوت وأن نستجيب له "(1).
 

ولأن المرأة بطابعها السيكولوجي , وتركيبتها النفسية لا تتطابق مع الرجل , فعالمها المسيج بعوازل نفسية يجعلها في الغالب انسحابية لا صدامية حيث تتراجع وتنزوي بمعزل عن الآخرين , لمجرد هزة عاطفية أو موقف حياتي صعب يفضي بدوره إلى شرخ علاقتها بمحيطها , ويترك جراحاً غائرة تتراكم في الذاكرة وتظل تقفز كرؤى وأحلام منامية لتغتال حتى ذلك المتنفس الوحيد , وتصبح عقدة لا يمكن مسحها من الذهن . 
 

لقد شكلت الأحلام وسيلة الخلاص من ثقل الحياة بوصفها أي الأحلام تعبيراً رمزياً ناقداً ونافذاً إلى ما وراء حائط الذات الروحي الذي على جداره الخفي ينسل صوت طالما كان مضمراً في الواقع يمكن ترجمته سيميائياً كحالة انقطاع عن سياق الواقع , وقد تمثل الأحلام هروباً من تجربة ما , كما قد تتجلى في هيئة صور ترد من العقل الباطن , ويمكن استخلاص إشاراتها انطلاقاً من فهم وتحليل لمحتواها واستجلاب دلالاتها , ومعرفة مصادرها التي تتصل بمركز التجربة أو من تفاصيل هامشية تتعلق بها .
 

هذه الأفكار وغيرها قفزت إلى ذهني وأنا أطالع مجموعتين قصصيتين هما (مجرور بالحسرة وتقاصي) للأديبة والقاصة اليمنية أسماء المصري التي صاغت بحرفية عالية نصوصا باذخة الجمال ومكتملة التشكيل, بناء وحبكة وتصويراً , وهو مؤشر مهم في ارتقاء أسلوب الخطاب القصصي النسوي في اليمن , وتموضعه مراتب متقدمة تمكنه من مجاراة العديد من الأقلام المبدعة على صعيد الخطاب النسوي في الوطن العربي ...
 

ولا بأس أن نضي جانباً من تجربة القاصة التي خبرتها على امتداد عقد من الزمن , وقد تمخضت عن أربع مجموعات منشورة وما يقارب هذا الحجم موزعاً في المجلات والصحف , والبعض ينتظر أن يرى النور , وحققت خلال هذه المرحلة العديد من الجوائز أهمها وسام الإبداع وجائزة رئيس الجمهورية2010م , ودرع وزارة الثقافة للعام 2008م , وقلادة التميز من اتحاد المبدعين العرب 2009م .
 

وكانت مجموعتها الأخيرة (تقاصي) هي خلاصة وعيها بالقص ومنتهى أدبها و فنها , الذي نعتد به علامة فارقة في الكتابة القصصية , حيث استطاعت في هذه المجموعة أن تخرج عن نمطية الأفكار المحمولة في كثير من القصص , وتتخلص من رتابة الموضوعات التي تطالعنا بها كثير من المنشورات القصصية للمرأة كتجسيد لحالة الهشاشة في جزء من الناتج الأدبي لهذا الجيل , والذي جعل من الكتابة مجرد وعاء لتفريغ العواطف والتعبير عن أنا نرجسية أو مهزومة , وليظل القارئ مجبراً على أن يقرأ عشرات النماذج النسوية في قوالب مستهلكة ومتكررة .
 

وفي مجموعتها (مجرور بالحسرة)يتلقانا نصان يتعلقان بثيمة الحلم فالأول كان نص استهلال خلا من العنوان وتذهب بوصلة القراءة في هذا الحيز لاعتباره تصوراً قبلياً يمارس علاقة إشارية بما سيفضي إليه النص اللاحق , والمحتوى لهذا النص كالتالي :
( لا شيء مثل الخوف يغتال الحلم فينا ) (2).
لقد تمظهرت البنية اللغوية في شكل ومضة اتسمت بكثافة اللفظ , وأشرعت في تشييد مدلولها كتعبير عن حالة شعورية تحيل إلى منشئ النص , وترتبط مع القارئ عند مستوى قرائي دان الدلالة عند درجة الصفر القرائي ليكون ناتج المعنى متحفزاً في صورته المعجمية فنكون بإزاء حدث نفسي نابع من أغوار الذات المتكلمة , هذه العتبة النصية يمكن أن تسعف فرضية القراءة لإثبات ما تدعيه من انشغال الفضاء القصصي للنص اللاحق بالحلم , تمهيداً لتصعيد نفسي يمارس سطوته على المتلقي انطلاقا من عتبة العنوان للنص الذي يليه المؤطر بـ ((مضاف إلي)) لتوقع المتلقي في شرك شائك وهو يحاول جاهداً أن يلاحق الدلالة إذ تنفلت من عقال اللغة وتتعصى على الضابط المعجمي , وهو ما يستدعي المناورة من طرف القارئ والاستعانة بآليات القراءة والتأويل للحفر في طبقات المعنى بحثاً عن إجابة يطرحها سؤال المفتتح وهو : 

 

لماذا لجأت القاصة أسماء المصري في مجموعتيها إلى توظيف الحلم واخضاعه لآليات النص المؤنث ؟ هل هو ما أشارت إليه الدكتورة وجدان الصائغ ( إلى رغبة المؤنث في امتلاك ناصية المتن الثقافي والاجتماعي والقيمي بعد أن تسربت منه في اليقظة وتسربل بالهامش ؟ أم لأن الحلم بآلياته المنطقية وترميزاته المشفرة التي تطيح بقوانين الزمكان يعطي الذات الساردة المتمترسة بالتابو سانحة الانفلات من قبضة الشعور والوعي الجاد بالطبقية والتمايز الجنسي حد الدونية إلى فضاءات اللاشعور المتمردة على التدجين والإرهاب النفسي ) (3).
 

والعنوان الذي تنشغل فضاءاته بالحلم يتشكل بانحراف عن بنيته المعيارية , حيث أسقط الضمير الغائب في مضاف إليه وأثبت مكانه ضمير المتكلم (مضاف إليَ) وهي مفارقة لا تأتي عفو الخاطر , وإنما أجرته القاصة بهذه الصيغة بغية تبئير الرؤية نحو الذات الساردة في القصة ,وهي تتقمص شخصية القصة الرئيسة وتتحدث بلسانها , إذ يرد صوتها محصوراً بعلامة التنصيص :
( كيف أفلت مني | أستيقظ فزعة | ذلك الحلم بات يلازمني... ) (4).

 

لقد عبرت الجملة المفتاحية في القصة عن موقف درامي ؛فرض أسلوبه من خلال السياق الاستفهامي في الجملة , تجسيداً لقلق الذات وصراعها النفسي , عبر مفارقة الذات لكينونتها وتنكر الشخصية لذاتها في سياق الحُلُم , ويتوالى صوتها معبراً عن طبيعة الحُلُم , قولها :
( كل ليلة أراني في المنام , أنحني مسرعة إلى الحافة لأدركني قبل الوقوع |أحاول التشبث بيدي |لكني دائماً ما أفلتني |لأهوي في حفرة سحيقة |فأواصل الصراخ حتى أستيقظ ) (5).
لقد جسدت القاصة في هذه المساحة النصية للحلم مظهرها وبعض أفعالها , لتلتقط كاميرا النص في هذا الحيز السردي صوراً نابضة بالحركة , وهي تراوح ما بين الحسية والذهنية , وشغلت خلالاها عددا من الأفعال المضارعة ( أنحني| أدركني |أحاول |أفلتني| أهوي |أواصل الصراخ) وهي أفعال تؤشر دلالتها وإيقاعاتها المتوالية نحو السقوط , وهذه المشاهد واللقطات المفلمنة المتسربة من الحُلُم تشي بإحباطات متلازمة في الواقع , وتنقل لنا مشاهداً مغيبة , مسكوت عنها لكنها تتجلى في بنية الحُلُم كتعبير عن تراجيديا الذات وعذاباتها النفسية التي كرسها الواقع.

 

 

وتستثمر القاصة تقنية المونولوج الدرامي (الحوار الداخلي) بما يشعل جذوة الصراع وينقلنا إلى آفاق ممسرحة للأحداث :
( أسأل نفسي مراراً | هل غدوت أضعف فلا أستطيع سحبي إلى الأعلى | أم بت أثقل فسرعان ما أسقط إلى الأسفل )(6)
والبناء السردي للأحداث في القصة يفضي إلى حالة من التداعي والتشابك والتعقيد , وثمة منحى نفسي واضح , استدعته القاصة بالإفادة من تقنية( الاسقاط النفسي) (7) فقد انشغلت مساحة الحُلُم في إبراز فعل الشخصية وتناقضاتها , وفي أثناء ذلك يتحول الموقف السردي في الحلم إلى شكل من أشكال التداعي معبراً عن حالة التشظي في موقف الشخصية ما بين فضاءات الحلم واليقظة.
وتلجأ القاصة إلى الهروب من هذين العالمين (الحلم |اليقظة) إلى صياغة فضاء مشترك يدعى بأحلام اليقظة , وفيه تكون الشخصية قادرة على ضبط إيقاعات الحلم وتوجيه مساره , وفقاً للرغبات والميول النفسية , كما عبرت عنه بإضافة دراماتيكية بسيطة على سيناريو الحلم :
( فعندما كنت أهوي ألقيت بما كان يشغل يدي الأخرى |تشبثت بكلتا يدي | وكذلك فعلت في الأعلى حينها ارتقيت حتى وصلت إليَ... ودنوت فاحتضنتني ) (8).

 

لقد أبانت الخاتمة عن تحول في مسارات الحلم , وأخرجت الحدث من الدوران في حلقة مفرغة , في مشهد دراماتيكي يتحرك صعوداً ونزولاً صوب نهاية مغلقة , تمكنت خلاله الشخصية الرئيسة من إعادة اكتشاف ذاتها , وتوجيه قدراتها للتعامل مع الموقف بشكل إيجابي , وليكون الباعث في توظيف اليدين دون أعضاء الجسد رمزيا يؤشر في دلالته على التوظيف الواعي لهما بوصفهما أداتا التمكين والقدرة في تغيير المجرى الحياتي الذي تعيشه الأنثى , فالتشبث باليدين ما هو إلا أيقونة لكل جهد جمعي وتحفيزاً لكل أنثى للقيام بدور حيوي وفاعل في الحياة .
 

ومن نافلة القول التأكيد على أن الأحلام ساهمت في تعرية واقع اجتماعي مارس دوراً باهتاً في حق كل أنثى , فالحلم شخّص مكامن الخلل وأبان عن حضور باهت وضعيف , وإحباط لازم شخصية القصة , وجاء احتشاد الأضداد اللغوية لتكريس هذا التشظي والإيحاء بالهزيمة النفسية , فما بين الوعي بالذات والتنكر لها واليقظة والحلم , والسقوط والارتفاع إشارات لغوية تضافرت دلالتها لتعزز من درامية الموقف, كما نقلت وعي المتلقي إلى آفاق سوريالية مشوشة غير واضحة المعالم , فيكون من أثر الوعي القرائي أن قام بفك شفراتها النصية لتنحسر عن فائض في الدلالة , كتجسيد لثقل أسئلة الوجود المؤنث وصراع الأنثى مع ذاتها ومع الآخر , ومع كل رواسب الزمن وما صاحبه من أعراف , وما جبلت عليه الأنثى من قمع وانغلاق داخل ثقافة عقيمة ؛ فيكون الحلم فضاءً سيميائياً يعبر عن هذا القلق , ويمكّن الخطاب المؤنث من الانفلات من رقابة الواقع , وما بين هذين الفضائين (الحلم – الواقع) يلوح للمتلقي حالة التمزق الذي تعيشه الذات والرغبة في الانعتاق من عباءة الآخر , واستعادة الهوية المسلوبة .
 

وثمة قصة أخرى في مجموعة( تقاصي ) تشكلت فكرتها بالمراوحة بين الحلم والواقع , ففي قصة رؤيا كان الحلم مرتكزاً أساسياً للحدث الوارد في القصة , وقد عدلت القاصة عن اطلاق لفظ (الحلم) لتضع مرادفه (الرؤيا) بكونه توازيا في التخييل والانفصال عن سلطة الواقع ,ذلك أن العلامة التي يمنحها نص الحلم تبقى في أطر سيميائية قائمة على الاعتباطية والانفتاح الدلالي , فيما تتمظهر الرؤيا كدالة لفعل سيمائي وأيقونة للصورة الممنتجة في العقل والمستدعاة في المنام ليكون تحققها وارداً في الواقع .
 

قصة رؤيا بدأت من اللحظة التي يتقمص السارد فيها شخصية القصة الرئيسية حاكياً بلسانها :
( رأيت في المنام ...| أني أخبط مكتب المدير العام بكفي وأصيح (لااااااا...) بأعلى صوتي ) (9).
كانت هذه العبارة هي عمق الحدث القصصي وبؤرته , وعند هذا الخيط السردي المتصل بالحلم أو كما عبرت عنها بالرؤيا المنامية اتجهت مجريات الحدث في الواقع , فقد مارس هذا الحدث الذهني سلطته في تشكيل الواقع , حيث كانت الرؤيا اختزالاً للحدث اللاحق واستباقا لنظام الزمن في القصة , وقد مثلت عبارة الرفض ( لاااااا...) بؤرة دلالية مهمة , فهي تؤشر معناها في سياق تداولي موارب المعني , وإن كانت قصدية المعنى تترشح في سياق الاحتجاج والرفض , لما يجري في واقع الذات ومحيطه من فساد , وهو ما ضمنته القصة في إشاراتها المحكية بصوت السارد قوله:
( ذهبتُ إلى العمل , شعورٌ يتملكني لأول مرة , عازم على تحقيق هذه الرؤيا مهما كلفني الأمر , لقد ضقت ذرعاً بالإهمال بالروتين وبالمدير ذاته , وصلت اخترقت الممرات المكتظّة بالمراجعين متجاهلاً تحايا زملائي , كنت أسمع بين الحين والآخر تمتمات .. فيما الأعين ترقبني خلسة .. ( لن يقبل ... ) ( مطلقاً ) ... ) (10).

 

 

لقد بدت شخصية القصة الرئيسة مفارقة لجنس القاصة , إذ التبست قناع الرجل , وتمثلت بعض قضاياه , فهو موظف قديم , ينفر من الإهمال والفساد المستشري في العمل, وقد تكفل الفضاء الطباعي ومن خلال نقاط الحذف في اختزال أصوات الشخصيات الأخرى , والإيحاء بالحدث , حيث تمنح شخصية القصة الرئيسة منصباً إدارياً كثمن للسكوت عن فسادة الإدارة وعبثها , ويجري الحوار بين هذه الشخصية والمدير كالتالي :
( ـ لقد أمضيت تواً قرار تعيينك نائباً لي ... ــ وتقدم نحوي برأسه وغمز هامساً ــ ومساعدي الخاص. )(11)
وتلجأ القاصة إلى استخدام تقنية الاسترجاع أو ما يطلق عليه بـ (الفلاش باك) إذ يعود خط السرد إلى نقطة زمنية سابقة , يتم فيها استعادة الماضي وأحداثه من خلال صوت الشخصية وحوارها الذاتي , لعرض فساد الإدارة المزمن , وكيف تم تجاهل الموظف من قبل الضالعين في الفساد , هذه المساحة النصية التي اعتمدت تصوير الحدث من عيني الشخصية الساردة أمكنها تجسيد الصراع في الإطار المؤسسي , وتقابل الرؤى ما بين الخير والشر , ويتم استعادة الرؤيا المنامية وفرض منطقها وتحقق إشاراتها حين تشي بذلك شخصية القصة قولها :
( لا بد أن تتحقق الرؤيا كاملة , لابد من طريقة ما | سأتخذ بدوري قراراً ...
هوت يدي وارتطمت بسطح مكتبه بقوة , فيما انبعث من جوفي صرخة : 
ــ لااااااا....| لف السكون المكان ... الساعي .. السكرتيرة .. ) (12) .
وتكون ردة الفعل متمظهرة عبر ملامح المدير الناقمة :
( شعرتُ بانعدام الجاذبية , وأنا أغوص في عينيه الملتهبتين , كان منظره رهيباً , بعد أن خُيّل إليّ قرنان منبثقان من خلف أذنيه : 
ــ ماذا ؟! ــ وكأنما ينفث الكلام في وجهي ــ ماذا تقصد بلا , كانت نبرة التهديد مسننة بين كلماته 
ــ أقصد لاااااا مانع !
حين بدأ قرناه بالتلاشي ... خرجتُ من المكتب راضياً ...
فالرؤيا تحققت ...
آه والقرار.. !
كان لايزال في يده عندما غادرت ! ) (13) .

 

وهكذا تفيأ النص خاتمة مفتوحة تبقي على أسئلة النهاية وإن كانت سياقات السرد ترجح إلغاء قرار التعيين , والوصف لا يخلو من السخرية والتهكم الذي رسم فيه صورة كوميدية للمدير من خلال بروز القرنين من خلف رأسه كعلامه على تهيجه وشدة غضبه .
وعلى الرغم أن المساحة النصية التي عبرت عن رؤيا المنام كانت مكثفة ومحدودة ؛ إلا إنها سيطرت على أحداث القصة ومارست هيمنة على نسقها البنيوي , لقد مثلت الرؤيا نافذة استشرافية وعبرت عن صوت مضمر وأشاحت حاجز المسكوت عنه , إنها نص مضمر يتمثل الأنا وهي تر فض أن تنحاز للفساد والمنتفعين من الأشخاص .

 

كما أنها لا تعدم الأثر التربوي والقيمي الذ ى نتوخاه في سلوك القارئ , فالقصة تهذب فضول المتلقي وتقدم رؤية تنويرية في خطابها الذي تشرح به واقعنا المؤسسي العائم في الفساد , من هنا تمضي الدلالة الرمزية في الرؤى المنامية لتمارس نقداً ضمن مساحة التخييل التي توفرها فنكون بإزاء خطاب يواجه أنساق الهيمنة التي فرضت حالة من الرقابة على كل خطاب يتجها نحوها بالنقد , وهو الأمر الذي جعل التوظيف الواعي للأحلام والرؤى من الداخل النصي ممارسة رمزية في مواجهة الواقع وتعريته , لقد استطاعت القاصة من خلال هذا الأسلوب أن تجرب كل صفات النقد الممكنة , لتحييد كل سلوك خاطئ يمكن أن يتكرر في ثقافة المتلقي أو أن يكون صادراً عنه.
 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

1- نقلاً عن السرد النسوي العربي, د. وجدان الصائغ , مركز عبادي للدراسات والنشر,2006, ص11.
2 - مجرور بالحسرة, مجموعة قصصية ,أسماء المصري, الواحة للطباعة والنشر , ط2, صنعاء , 2014, ص 9 .
3 – السرد النسوي العربي, ص11.
4 - مجرور بالحسرة , ص11 .
5 – نفسه 
7 – يعرف كارل غوستاف يونج الإسقاط بأنه ((العملية النفسية التي يحول الفنان تلك المشاهد الغريبة التي تطلع عليه من أعماقه اللاشعورية يحولها إلى موضوعات خارجية يمكن أن يتأملها الآخرون )) نقلاً عن الأسس النفسية للإبداع , د. مصطفى سويف ,دار المعارف , ط3, القاهرة 1969,ص 203 . 
8 – مجرور بالحسرة , ص12.
9– تقاصي , مجموعة قصصية , أسماء المصري , دار النابغة , 2015م , ص 10.
10 – نفسه , ص10 -11 .
11 – نفسه , ص11.
12 – نفسه , ص13 .
13 – نفسه .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً