السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
تجارب ثلاثة روائيين يمنيين تسلط الضوء على السمات والثنائيات السردية لنماذج من أعمالهم الروائية في السفارة اليمنية في لندن
الساعة 11:18 (الرأي برس (خاص) - همدان دماج - لندن - أدب وثقافة)

 

أقيمت مساء أمس الثلاثاء بلندن ندوة ثقافية تحت عنوان "المشهدية اليمنية في النصوص السردية المعاصرة". وقد ناقشت الندوة، التي حضرها عدد كبير من المهتمين والنقاد العرب واليمنيين، والتي نظمتها مؤسسة تمدن البريطانية، تجارب ثلاثة روائيين يمنيين من خلال تسليط الضوء على السمات والثنائيات السردية لنماذج من أعمالهم الروائية. 
 

بدأت الندوة، التي أقيمت في مبنى السفارة اليمنية، والتي أدارها الدكتور محمود العزاني، باستعراض أهمية الأدب في الانتصار إلى الحلم بواقع أفضل، حيث أكد العزاني على أن الاحتفاء بالمشهد السردي اليمني في هذه الأيام "ليس ترفاً خارج سياق الواقع الصاخب كما يعتقد البعض، وليس هروباً من تجاذبات الأحداث الراهنة، بل هو دعوة عميقة لاستمرار الحلم بوطن حر خال من العنف والاستبداد". 
 

1-    "جمعة": مكاشفة تراجيدية للمجتمع الأبوي 
بدأت الندوة برواية "جمعة ذات الأسماء الخمسة" للدكتور ياسين سعيد نعمان، وفي مداخلته حول الرواية، أوضح الدكتور عمر عبد العزيز أن الرواية "اعتمدت الدراما الدائرية القائمة على الاسترجاع والفلاش باك من خلال لحظة اللقاء بين السارد العليم وبطلة الرواية، حيث اختصرت تلك اللحظة معنى الحضور والغياب باعتبار أن البطلة "جمعة" كانت حاضرة في السياق العام للرواية، بينما توارى السارد العليم وكأنه يعد نفسه لحضور قادم بوصفه شاهداً على سيرتها"، منوهاً إلى دائرية اللغة الرشيقة للرواية وإلى كون تعددية اسماء "جمعة" المقرون بتعددية أزواجها هو نوع من "المكاشفة التراجيدية للمجتمع الأبوي الذي يفرض مزاج الزوج على زوجته حتى في التسمية"، وإلى رصد التحولات في الزمان والمكان. 

 

2-    "جوهرة التعكر": احتشاد ملحمي لثنائيات متعددة 
في محورها الثاني، سلطت الندوة الضوء على ثنائيات الماضي والحاضر، الواقعي والأسطوري في رواية "جبل التعكر"، الفائزة بجائزة الشارقة للابداع العربي 2014، للأديب الروائي الدكتور همدان زيد دماج، الذي أشار في مداخلته إلى البعد الجغرافي، المتمثل في جبل التعكر، "كمحور أساس دارت حوله الحبكة الروائية بما تضمنته من أبعاد تاريخية وشخصيات أسطورية وواقعية متعددة"، مشيراً إلى ما تزخر به الجغرافيا اليمنية "من جواهر ملحمية واسطورية يستطيع السارد اليمني أن ينافس بها الأعمال السردية العالمية". مشيراً إلى أن الحاضر في الرواية بدأ بالحادثة الغامضة لمقتل، أو انتحار، أحد أبطال الرواية في نهاية الألفية الثانية، ليمتد عبر عقود قليلة قبل هذه الحادثة، أما الماضي فيمتد منذ ما قبل 1500 عام بحادثة التقاء الكاهن السبئي سطيح التعكر بـ"هند بنت عتبه" التي جاءته لينصفها من اتهام زوجها لها بالزنا، مروراً بالشخصيات والحكايات والوقائع التاريخية اللاحقة في عصور الدويلات اليمنية، والتي ارتبط تاريخها بجبل التعكر، أو تقاطع معه، مثل الملكة أروى وقائد جيوشها المفضل ابن أبي البركات، مروراً بعالم النبات السويدي ورائد الحريات المدنية بيتر فورسكال، والانتهاء بالطبيبة الأمريكية مارتا، متوقفاً عند منعطفات مهمة من تاريخ اليمن القديم والمعاصر. 

 

وأشار دماج إلى أن التحدي الذي واجهه خلال كتابته للرواية كان في وضع كل ذلك الاحتشاد من الشخصيات والأزمنة المتعددة في قوالب سردية حديثة تمكن القارئ من الإمساك بزمام الترابط الدرامي المتصاعد بينها جميعاً وتقديم كل ذلك بأسلوب شيق وماتع، وهو الأمر الذي حتم عليه اعتماد تقنية تعتمد على التدوير المستمر بين المتن والهامش، وهي التقنية التي ساعدته أيضاً على ابراز ثنائية رئيسية أخرى هدف إليها، ألا وهي "اثبات التماهي الكبير بين الواقعي والأسطوري، بحيث يصعب التفريق بينهما سواء في الماضي البعيد أم في وقائع الحاضر" حسب قوله. 
 

3-    "الحمودي": دائرية الوجود المقرون بالرحيل والغربة. 
أما عن رواية "الحمودي" للدكتور عمر عبد العزيز ، فقد أوضح المؤلف في مداخلته إلى تعمده عدم تجنيسها، والاكتفاء بالإشارة التي عكسها عنوانها الفرعي، والتي تشي بكونها "قصة مهاجر على درب الأنين والحنين"، وهو ما جعل عدد كبير من النقاد العرب يجمعون على كونها نمطاً  جديداًَ من الأدب (السيرذاتي)، وأنها تنويع لغوي يجمع بين الشعرية النصية الغنائية والمقاربات الوجودية المتطيّرة في كشف المعقول واللامعقول في الواقع . كما أوضح أن في سيرة الحمودي متوالية أماكن تبدأ بـ"تعز" فـ"عدن"، ثم "مقديشو" والعودة الى عدن مرة أخرى، وكأن سيرة الحمودي تعيد تأكيد دائرية الوجود المقرون بالرحيل والغربة والاغتراب النفسي. 

 

هذا وقد اختتمت الندوة بعدد من المداخلات النقدية لبعض الحضور من القراء والنقاد الذين استعرضوا أيضاً نماذج من الفن التشكيلي اليمني للدكتور عمر عبد العزيز والاستاذ مصطفى خالد..

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً