الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
قراءة انطباعية في كتاب محاورة النص الأدبي دراسة في البنية والدلالة - خالد الضبيبي
الساعة 15:43 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


علي أحمد عبده قاسم للوهلة الأولى وأنت تقترب من هذه الشخصية سوف تجد أن هذا الرجل قصير القامة أسمر البشره نحيل البنيه لا دلالة واضحة تدل على ارتباطه بالأدب إلا ما يحمل في يده من أوراق أو كتب !!
 

ولكن و كفاجعة يليوس قيصر بخيانة بروتس له في مسرحية شكسبير الشهيرة..تنفجر الحقيقة في وجهك لتبين لك مدى سطحية النظرة الأولى الخالية من المعرفة والمتجردة من الوضوح والتوضيح، فأنت تعرفه حق المعرفة ما إن تقترب وتقرأ له وتحاوره. 
 

علي أحمد عبدة قاسم أديب من طراز فريد ربما ارتباطه بالتربية على مدار سنوات واختلاطه بالأدب والأدباء هو ما كوّن لديه هذه القيمة التي سوف تتفاجأ بها عند اطلاعك على عمله الأدبي الفريد "محاورة النص الأدبي— دراسة في البنية والدلالة " 
علي أحمد عبده قاسم يكشر عن أنيابه في حواره المدهش
والعميق مع " الاصدقاء" في شعر الدكتور عبد العزيز المقالح، يصفع القارئ البسيط بمعلوماته المتبحره وبحواره الإنطباعي اللغوي وبقراءته النقدية والنظرية وهو يفكك النص ويسبح في الدلالة ويبحر في اغوار الكاتب عندما يتحدث بلغة سهلة لها دلالات تعليمية، وكقارب يبحر في النهر نحو مبلغة الذي يرنوا اليه يوجه رسالته من خلال قراءته وهو يعبر من بوابة الصداقة الى عمق النص الادبي ..
واذا كان الخطاب يعكس الوجه الملهم للشاعر والذي كان له تاثير بالعواطف والمشاعر فان القيمة التي يرتكز عليها الناقد هي تشريح النص أو تفكيكه وفتح آفاقه المعتمة للقارئ .
ومن كتاب الأصدقاء و بعد رحلة طويلة مع النص واصل هذا الأديب المعلم تأصيل فكرته بحوار أكثر جرأة وهو يتحدث عن ال "صوتيم " وهو أصغر وحدات السياق العام للخطاب، وكحائك ماهر يبدأ بشرح التحول والميلاد في قصيدة " ذات يوم" للشاعر عبد الله البردوني، وبتركيزه على قدرات الشاعر الفريدة يشرح لنا مقصدية الرسالة الموائمة وهو يفك عتبة النص من العنوان "ذات يوم " ليشرح لنا الغموض والرمزية في النص وهكذا يتحدث عن إعمال الفكر كسبب وكدعامة اساسية لقراءة واعية ناضجة للنص الأدبي.. 
ويمكن القول عن هذا الناقد انه يمشي الهوينى مسترسلا وغير آبه بالوقت أو بالزمن وهو يقوم بتفكيك النص من حيث الدلالة والبنية من خلال شرح المضمر والظاهر وبلغة سلسة سهله يستخدم فيها أسلوب السرد والتتالي متبحرا بالحديث عن الصوتيم وتناسق الجمل وتركيبها الدلالي والبلاغي حتى يصل بك كقارئ الى كشف السر واكتشاف الجوهرة من عمق البحر ..
يستهل علي أحمد عبدة قاسم في قراءته انه اذا كان النص الأدبي يعتمد على المعنى والبناء لينتج قراءة تعكسها ثقافة القارئ وتربيته ونطاق معرفته ووعيه، فان الصورة جزء اساسي من المعنى والمبنى.
وأشعر كقارئ ان علي احمد عبده رسام ماهر يحاول رسم لوحة من أجل حوار جديد للصورة .. فهو يقنعك بالرحيل معه في الزمن من حيث تطورها التاريخي وتاثيرها العام على الخطاب الشعري دافعا بها نحو الحداثه والتاثير والمعاصره شارحا اسباب تطورها مع مرور الزمن حتى يصل الى بيت القصيد وهو الصورة الحديثة التي يقول: "انها اصبحت فنا يعكس القدرات الإبداعية التي يمتلكها المبدع" وصولا الى الوردة بلا قبيلة، شارحاً أسباب اختياره النص بأنه ثابت الإيقاع وغير مضطرب وهو يتحدث عن الصورة التجريدية في اللاوعي وانتقال الادراك فيها من الظاهر المادي الى العالم الميتافيزيقي وهو عالم الروح، متنقلا في حديقة الورد عابرا كل الصور ببطء السلحفاة وبعين الصقر. 
وأجد أنه كان يحاول نقل الصورة بالمجهر لحداثة الصورة وروعة الإبتكارا ومعاصرتها في ما يخدم التطور والانزياح الزمني الحداثي ...

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً