الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
الشباب والثقافة - انتصار السري
الساعة 15:10 (الرأي برس - أدب وثقافة)


شدني إلى كتابة مقالي هذا بوست أحدى الصديقات تقول فيه وبقلب محروق هل كل متعلم مثقف؟؟
هذا السؤال يفتح الكثير من الردود والعديد من التساؤلات فليس كل متعلم مثقف, والعكس كذلك ليس كل المثقفين متعلمين, بل أن أكثر المتعلمين هم غير مثقفين فالقضية  ليست لها علاقه بتعلم المعارف الخاصة, الثقافة هي  طريقة  تفكير  ورؤية  للعالم أولاً ثم أن المثقف,  له اطلاع واسع  على المعارف, ذلك الاطلاع يصاحبه رؤية نقدية, وقدرة على تفكيك الآراء, كما أن الثقافة هي سلوك نسلكها في حياتنا, ومن هذا المعيار أكيد ليس كل متعلم مثقف وليس كل غير متعلم مثقف, كما أن السلوك الثقافي هو جزء من المعرفة, وأيضاً يوجد هناك من نطلق عليهم مثقفين غير أن سلوكهم  متخلف وهمجي, ورؤيتهم  للأشياء  تنبع من جهل عميق  بتلك الاشياء, قد يكون وباء على مجتمعنا ووقائعنا الثقافي, إذن الثقافة سلوك نتحل ونتصف به سواء المثقف المتعلم أو المثقف الغير متعلم, فالكثير ممن يتعلم يكون تعلمهم من أجل شهادة أو مهارة تكسبه لقمة العيش, أما إذا نظرنا إلى مناهجنا التعلمية فسنجدها شحيحة من المعارف الثقافية, كما أنها متجمدة بتلك المعلومات التي عفا عنها الدهر, وتوصف بأنها تحاكي الاطلال, ونلاحظ ذلك من كون بعض المتعلمين أومن يحملون أعلى الشهادات العلمية لا نجد عندهم أي نوع من أنواع الثقافة, فكم ألمني حديث شخص أنه في نقاش له مع أحد الدكاترة كان عاجز عن معرفة بعض الاعلام المشهورين في عالم الأدب, قد يكون الأدب ليس مقياس نقيس به مستوى الإنسان الثقافي أو غير ذلك, لكن عندما يكون ذلك الشخص تخصصه هو لغة عربية فهي تلك المشكلة, أنا اقول أن العلم الذي نكتسبه من خلال دراستنا في المدارس والجامعة لا نستطيع نقيس به ثقافة الإنسان, وهناك الشخص المحب للثقافة وتطوير ذاته, نجده هو من يسعى إلى البحث واكتساب شتى أنواع المعارف المختزنة في الكتب الغير مقررة ضمن المنهج الدراسي, فهي تكسبه المعلومة الجديدة, كمأ أنه يواكب كل ما هو حديث  بالتفتيش عنها في الأنترنيت, الذي يربطنا بمختلف العلوم والثقافة العربية والعالمية, فالعالم صار قرية صغيرة نستطيع التجوال في مناكبها من خلال الأنترنيت, ومن هنا ندعو شبابنا للاطلاع على كل ما هو جديد, وأن لا يهملوا الكتب الثقافة, وأمهات الكتب التاريخية والتراثية التي ارتشفنا منها ثقافتنا, واصلاتنا, فالقديم هو لبنة الحاضر, وأن لا تسرقهم موجة الموضة المتعارف عليها حالياً, واكتفاهم بما ينشر عبر وسائل التواصل مثل الفيس والوتس آب, فهي مثل الشطيرة, أو الوجبة السريعة, تصيب بالتخمة دون الفائدة, ولا تسمح باكتساب المزيد من المعرفة والثقافة المتواجدة في الانترنيت, وكل ما يصدر من كتب حديثة,  وأخيراً اقول كل إنسان له ثقافته الخاصة به, ولا ننسى أن هناك العديد من الأشخاص يكتسبون ثقافتهم من خلال ما يسمعوا عبر الاذاعة والتلفزيون الذي يدخل إلى المنزل العديد من الثقافات العربية والعالمية عبر شاشته الصغيرة, أو موجاته إلا سلكية, وقد نجدهم لا يستطيعون فك الخط, فالحدد والنجار والعديد من اصاحب الاعمال اليدوية التي لا تحتاج إلى القراءة والكتابة مثقف في مجاله, هي إذن دعوة إلى القراءة. 
                 
 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً