الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
يا مَخرَجَ اللهِ - يحيى الحمادي
الساعة 13:40 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

يا مَخرَجَ اللهِ.. رُوحِي آخِرُ المُدُنِ
أَحْتاجُ أَلْفَيْ قَتِيلٍ كَي أُحَرِّرَنِي
.

 

أَحتاجُ عِشرينَ عامًا كَي أَعُودَ إِلى
أَمسِي, وعِشرينَ أُخرَى كَي أَرَى وَطَنِي
.

 

أَحتاجُ أَعوامَ نُوحٍ كَي أَقُولَ لكم:
إِنَّ الحَمَاقاتِ تَنفِي حِكمَةَ السُّفُنِ
.
.
.

 

كَم أَصبَحَ الآنَ عُمرِي؟! لَو سَأَلتُ غَدِي
لَقَالَ لِي: صارَ عُمرًا بَعدُ لَم يَحِنِ
.

 

الطَّلْقَةُ الأَلْفُ نامَت في الرَّصِيفِ مَعِي
ولَم تَقُلْ لِانتِظاري: جِئتُ, فَاستَعِنِ!
.

 

عَن أَيِّ سِرٍّ بقلبي سَوفَ أُخبِرُها!
هَل باتَ فِي القلبِ سِرٌّ بَعدُ لَم يَبِنِ
.

 

جُرحٌ على السَّطرِ.. ما مِن دَمعَةٍ سَقَطَت
بَينَ الزِّنَادَينِ إِلَّا سَالَ بالحَزَنِ
.

 

هَل أُكمِلُ السَّطرَ خَوفًا مِنكِ! أَم شَجَنًا!
ما أَهْوَنَ العُمرَ بَينَ الخَوفِ والشَّجَنِ
.
.
.

 

هذا هُوَ البَابُ قالَت وهيَ شَارِدَةٌ
فادْفَعْ بِكَفَّيكَ.. لا بالعَينِ والأُذُنِ
.

 

هذا هُوَ البابُ؟! لكنْ كَيفَ أَدفَعُهُ
وخَلْفَ ضِلعَيهِ بابٌ مِن دَمِ الفِتَنِ!
.

 

لِلبابِ بابَانِ.. بابٌ لا وَرَاءَ لَهُ
إِلَّا الوُقُوعُ, وبابٌ خارِجَ الزَّمَنِ
.

 

لا أَسمَعُ الآنَ.. إِلَّا صَوتَ نائِحَةٍ
فِي آخِرِ الحَيِّ, تَشكُو مِن بَنِي.. وبَنِي..
.

 

يا مَخْرَجَ اللهِ.. مُوسَى دُونَ مُرضِعَةٍ
والخِضْرُ في اليَمِّ تابُوتٌ بلا كَفَنِ
.

 

والنَّملُ يَبنِي بيوتًا مِن رَمَادِ أَبي
والعِجلُ يَرمِي جدَارًا بالغُبَارِ بُنِي
.

 

والعَلْقَمِيُّ استَدَارَت عَينُهُ.. فَرَأَى
خَلفَ الضَّحايا غُزَاةً مِن بَنِي حَسَنِ
.

 

والهُدهُدُ اليَومَ مَرَّت أَلفُ طائِرةٍ
وطائِرٍ, وهوَ يُحصِي خَيلَ ذِي يَزَنِ
.

 

والكَلبُ فِي الكَهفِ ما زالَت مَخَالِبُهُ
تَزدادُ طُولًا, وأَهلُ الكَهفِ فِي جُبَنِ
.

 

والعَمُّ يَأجُوجُ كَم قامَت قِيامَتُهُ
ولَم يَقُم بَعدُ إِلَّا نِصفَ مُقتَرِنِ
.

 

مِن أَيِّ بابٍ سَأَمضِي والدِّيارُ بلا
أَهلٍ, ودَربِي صِرَاطٌ غَيرُ مُتَّزِنِ!
.

 

قالُوا: هِيَ الحَربُ.. قُلتُ الحَربُ أَشرَفُ مِن
أَصحابِها, فَهْيَ لَولا النَّاسُ لَم تَكُنِ
.

 

والأَرضُ لَولا بَنُوهَا ما جَرَى دَمُهَا
لا تَقتُلُ الرُّوحَ إِلَّا عِلَّةُ البَدَنِ!
.

 

يا مَخرَجَ اللهِ.. إِنِّي غَيرُ مُكتَرِثٍ
بالمَوتِ, ما دَامَ عَيشِي باهِظَ الثَّمَنِ
.


نِصفِي على (بابِ مُوسَى) واقِفٌ قَلِقٌ
والنِّصفُ فِي (دَارِ سَعدٍ).. إِيهِ وا عَدَنِي
.

 

عَيشِي ومِلحِي تُرابٌ لَا يُفارِقُنِي
ما غابَ إِلَّا حَنِينُ الشَّايِ لِلَّبَنِ
.

 

يا هذِهِ الأَرضُ نامِي ما استَطَعتِ على
صَدرِي, فَكَم صِرتِ مِنِّي حِينَ لَم أَخُنِ
.

 

لَن أَستَطِيعَ ورَأسِي تَحتَ قَبضَتِهِم
أَن أَشرَحَ الفَرقَ بَينَ اللهِ والوَثَنِ
.

 

لكنني لَستُ مِنهُم.. لَن أَكونَ على
غَيرِ الذي قُلتُ فِي سِرِّي وفِي عَلَنِي
.

 

قُولِي لِمَن لَستُ فَردًا مِن جَمَاعَتِهِ:
إِنَّ اليَمَانِيَّ مَن لَم يَهْوِ باليَمَنِ

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص