الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
ذات حلم… !!! - ثابت المرامي
الساعة 19:14 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

إستلقيت على أقرب كرسي وجدته في الكافيه ، ورجلي تعصرني ألما بعد حادث الدراجه الناريه التي كنت عليها ، أغمضت عيناي ، وجرئت على الغوص في أعماق نفسي وتحليل ما يدور فيها من أفكار سلبيه تجاه نفسي مقارنة مع كل شي حولها ..
بدأية طفت على السطح أفكار تدليل نفسي وإطاعتها في الهروب من الأخر وما يدور في رأسه .كل الأفكار التي تثبتت فيني والتي اخترتها قبل ذلك والتي احضرتها لنفسي هاهي الأن لم تعد تعجبني . فكانت اول موجهه مع نفسي ، لقياسها ما بما يدور في رأسي .
فلا شيئاًً يعجبني ، وتذمري من كل ما يخصها يزداد بعدا يوما بعد يوم ، ويتمحور بمن حولي ، كان قريبا او يبعد عني بقليل ، مثلا كتلك الفاتنه التي تبعد عني أمتار وما يدور في رأسها ونظراتها تمطرني ذات الحين ..
أنا لم أتغير شكلا ، وكنت أظن اني كذلك فما سبب ثورتي على من حولي وعلى نفسي ، 
وحالفتني الشجاعة ، وأجبت نفسي بعد تأمل وتعب إعتصرها نفسي 
لست وحدك المسؤل عن عقليات من حولك ، وكيف بنيت افكارهم عن الأخر ، وعن النظرة التي ستأخذ عنك ، ومن سيرضى عنك حتى شكلا وموضوعا ، فلا نظرة فاتنه او مكالمة من جميلة أصبحت عزيزة عليك قد تذكرك بأنك شيء في قارعة أفكارهم سوى اللحظه التي مطروك حينها .
تذكرت من قبل جموحي المبكر نحو يفاع الافكار وان هذا العالم سيغدوه تعاملك الراقي وانت تجوب الذوق ليتفهموه في سلوكك وهدوءك ، وحال عودتك بين ذراعي نفسك ، تتقبلك حين تذهب متفائلا وحين تعود محملا بالخيبات من ذات الواقع الذي احترقت من أجله .
شهقت لتلك النفس التي تعجب بك مبدية إعجابها بك لكونك لها فقط ، وطالما نادتك أنك الاحسن حتى لو لم تكن كذلك .
لا أدري عما أربكني و أنا خجول أمام نفسي ونادم عما سببته لها ، وكم أنا راغب في محو صفحة كل شي أحزنها ، والعودة اليها وما تحبه دون التفكير في احدا سواها .
وبعصبية أخذت علبة السجائر التي بجانبي واشعلت سيجارة متأملاً كل الكراسي التي بجانبي وقد غدت فاضية وقد مال الكافيه ان يكون خاليا من البشر سوى موسيقى معمر العيدروس التي بعثت الحياة لروحي من جديد .
جالت عيناي أرجاء الكافيه ، وتأملت كيف لي ان اضايق نفسي بأشياء الأخرين وهاقد ذهبوا بعيداً، وأن أبعدها عن ما يخصها او يعجبها والذي بدوره قد يكون محط إعجاب الغير ، ليس هذا المهم في ما أتحدث عنه ..
شعور جميل إمتزج في ذاتي لتصبح صديقتي ، وتذكرت كيف كنت أصنع لها ما تريد فنالت إعجابها بها وإعجاب الكثير غيرها ، ولكن وقتها كانت تتفتح عطورا يملأ عبيرها الجو . وعندما أوقفتها عن تلك ممارساتها ، شب العداء بينها وبيني ، وبين الأخرين إيجابا وسلبا ..
واليوم سأدخل فيها ، وسأبقى فيها دوما ممزوجا بموسيقى المبدع معمر العيدروس التي صليناها ، تحتضننا إبتسامة الجميل خالد السياغي .
لن ينتبه أحد لغيابي ، لأني غائبا فعلاً داخلهم وأمامهم ،
إلا عن نفسي ، التي سأطوق عنقها بعقد من الياسمين ، ملأ صدري هوائا نقيا ، كان هذا العقد بمثابة عهد صامت قطعته لها بأني عدت لا أبه أبدا ما يدور في رؤس الأخرين إطلاقا ..
ذات حلم… !!!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص