الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
قصيدة - يحيى الحمادي
الساعة 12:34 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


قَـــوَامُ الــتـي مَـــرَّت صَـبَـاحًـا بِـحَـارَتِي
يَــقِـيـنٌ, وإِنــكَــارِي صَــــلَاةُ اسـتِـخَـارَةِ
.
ومــــا بَــيـنَ عَـيـنَـيها وقَـلـبـي فُــجَـاءَةٌ
تَـصَـادَت كَـكَـسرِ الـرَّعدِ صَـمتَ الـمَغَارَةِ
.
بَـــدَت كـالـتي غـابَـت.. قَـوَامًـا, ونَـظـرَةً
وبـي مِـن خَـيَالِ الـشَّوقِ أَلـفُ اسـتِعَارَةِ
.
وكَــم تَـكـذِبُ الأَشـبَـاهُ إِن غَــابَ أَصـلُها
وكَــم يُـخـطِئُ الـمُشتَاقُ رُغـمَ الـمَهَارَةِ
.
لَـقَد أَرجَـعَت شَـوقِي سِـنِينًا إِلـى التي
سَـرَت فـي عُـرُوقِ الـرِّيحِ يَـومًا, وسَارَتِ
.
وقَـــد أَوقَــدَت مَــا لَـيـسَ يَـخـبُو لَـهِـيبُهُ
ومـــــا خَــلَّــفَـت إِلَّا رَمَـــــادَ انــبِــهَـارَةِ
.
ولَــمَّــا نَــــأَت عــنـي وأَيـقَـنـتُ أَنَّــنِـي
تَـوَهَّـمتُ.. لَـم أَشـعُر بـطُولِ اسـتِدَارَتِي
.
ولَـــم أَسـتَـفِق إِلَّا وقَــد هَــزَّ سَـاعِـدِي
غَـــرِيــبٌ, ووَازَانِــــي عَــمُــودُ الإِنَــــارَةِ
.
ومـــا كُــنـتُ قَــطَّـاعَ الإِشَـــارَاتِ.. إِنَّـمَـا
قَـلِـيلٌ عـلـى الـمُـشتاقِ قَـطعُ الإِشَـارَةِ
.
يَـقُـولُونَ لِـي: "خَـالَفتَ"! يـا لَـيتَ أَنَّـهُم
رَأَوا غَــيـمَـةً سَـــودَاءَ غَــطَّـت قَــرَارَتِـي
.
ولَـــو أَنَّــهُـم ذاقُـــوا عَــذَابـي بـذِكـرِهـا
لَـمَـا اسـتَغرَبُوا قَـولِي وقَـاسُوا حَـرَارَتِي
.
كَـمَـا يَـسـتَعِيدُ الـكَـهْلُ ذِكــرَى طُـفُـولَةٍ
وتَـسـتَـرجِعُ الأَطـــلالُ عِــطـرَ الـحَـضَارَةِ
.
كَـمَا يُـبصِرُ الأَعـمَى عـلى الـمَاءِ وَجـهَهُ
ويَـسـتَنشِقُ الـبَـاكِي قَـمِـيصَ الـبِشَارَةِ
.
كَــمَـا يَـلـمَـحُ الـمَـهـجُورُ طَـيـفًا لِـوَصـلِهِ
تَــذَكَّـرتُ.. والــذِّكـرَى عَــذَابُ الـخَـسَارَةِ
.
عـلى زَهـرَةٍ فـي الـقَلبِ حَـطَّت فَرَاشَةٌ
وطَـــارَت.. ولا أَدري إِلــى أَيــنَ طــارَتِ!
.
يَـمَـانِـيَّةٌ يُـغـنِـي عَـــنِ الـوَصـفِ ذِكـرُهـا
ويُـغـنِي سِـوَاهـا عَــن هُـمُـومِ الـصَّدَارَةِ
.
إِذا مـــا بَـــدَت حَـسـنَـاءُ شَـبَّـهتُها بـهـا
وإِن لَـــم تَــكُـن أَهـــلًا لِـــذَاتِ الـجَـدَارَةِ
.
ولَـــو أَنَّــهـا لَـــم تَــرْقَ حـتـى لِـشَـامَةٍ
عـلـى خَـدِّهـا.. أَو وَردَةٍ فـي "الـسِّتَارَةِ
.
وفـي الأَرضِ مـا فِـيها مِن الحُسنِ دُونَها
ولــكــنَّـهـا كـــالــدُّرِّ بَـــيــنَ الــحِــجَـارَةِ
.
تَــذَكَّــرتُ مَـــن لِـلَّـيـلِ ظِـــلٌّ بِـرمـشِـها
ولِـلـصُّـبـحِ دُرٌّ خَــلــفَ جُــنــحِ الـمَـحَـارَةِ
.
تَـذَكَّـرتُ مَـن لَـم أَنْـسَ يَـومًا.. ولَـم أَكُـن
لِأَنـسَى الـتي فـي القَلبِ كانت وصَارَتِ
.
تَـذَكَّـرتُـهـا حــتــى تَــلَاقَــت خَــوَاطِـرِي
وسَـالَـت عـلى رُوحِـي دُمُـوعِي وفَـارَتِ
.
وقَـد حِـرتُ.. لا أَدرِي إِلـى أَيـنَ وِجـهَتِي
ولا أَيـــنَ تَـمـضِـي بـــي دُرُوبُ الـمَـرَارَةِ

*****
 

 

أَتَـــدرِي الــتـي مَــرَّت بـقُـربي هُـنَـيهَةً
"وإِنْ لَــم تَـكُن مَـرَّت بـقَصدِ اسـتِثَارَتِي"
.
بـأَنـي قَـضَـيتُ الـيَومَ لَـيلًا مِـن الـضُّحَى
وأَدمَــيـتُ أَقــدَامِـي وضَـيَّـعـتُ حــارَتِـي
.
وأَنِّــي دَخَـلـتُ الـحَـيَّ مِـن غَـيرِ حـاجَةٍ
وأَنـــي ظَـنَـنـتُ الــسُّـورَ بــابَ الـعِـمَارَةِ
.
وأَنــي وفي كَفَّــــيْ مَفَاتِـــــيحُ غُرفَـــتِي
بَدَا البـــابُ مِن خَلفِي.. فَأَفزَعتُ جَارَتِي!
.
ولَاقَــيــتُ مـــا لَاقَـيـتُـهُ مِـــن صُـرَاخِـهَـا
وكُـــذِّبــتُ إِثــبَــاتًـا لِـــسُــوءِ الـــزِّيَــارَةِ!
.
وضَـاعَت عـلى قَـدْرِ انـكِسَارِي مَدَارِكِي
وضَـاقَـت عـلـى قَـدرِ اتِّـسَاعِي عِـبَارَتِي
______________________

 

 ٢٩-٧-٢٠١٦

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً