الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قصيدة - يحيى الحمادي
الساعة 12:34 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


قَـــوَامُ الــتـي مَـــرَّت صَـبَـاحًـا بِـحَـارَتِي
يَــقِـيـنٌ, وإِنــكَــارِي صَــــلَاةُ اسـتِـخَـارَةِ
.
ومــــا بَــيـنَ عَـيـنَـيها وقَـلـبـي فُــجَـاءَةٌ
تَـصَـادَت كَـكَـسرِ الـرَّعدِ صَـمتَ الـمَغَارَةِ
.
بَـــدَت كـالـتي غـابَـت.. قَـوَامًـا, ونَـظـرَةً
وبـي مِـن خَـيَالِ الـشَّوقِ أَلـفُ اسـتِعَارَةِ
.
وكَــم تَـكـذِبُ الأَشـبَـاهُ إِن غَــابَ أَصـلُها
وكَــم يُـخـطِئُ الـمُشتَاقُ رُغـمَ الـمَهَارَةِ
.
لَـقَد أَرجَـعَت شَـوقِي سِـنِينًا إِلـى التي
سَـرَت فـي عُـرُوقِ الـرِّيحِ يَـومًا, وسَارَتِ
.
وقَـــد أَوقَــدَت مَــا لَـيـسَ يَـخـبُو لَـهِـيبُهُ
ومـــــا خَــلَّــفَـت إِلَّا رَمَـــــادَ انــبِــهَـارَةِ
.
ولَــمَّــا نَــــأَت عــنـي وأَيـقَـنـتُ أَنَّــنِـي
تَـوَهَّـمتُ.. لَـم أَشـعُر بـطُولِ اسـتِدَارَتِي
.
ولَـــم أَسـتَـفِق إِلَّا وقَــد هَــزَّ سَـاعِـدِي
غَـــرِيــبٌ, ووَازَانِــــي عَــمُــودُ الإِنَــــارَةِ
.
ومـــا كُــنـتُ قَــطَّـاعَ الإِشَـــارَاتِ.. إِنَّـمَـا
قَـلِـيلٌ عـلـى الـمُـشتاقِ قَـطعُ الإِشَـارَةِ
.
يَـقُـولُونَ لِـي: "خَـالَفتَ"! يـا لَـيتَ أَنَّـهُم
رَأَوا غَــيـمَـةً سَـــودَاءَ غَــطَّـت قَــرَارَتِـي
.
ولَـــو أَنَّــهُـم ذاقُـــوا عَــذَابـي بـذِكـرِهـا
لَـمَـا اسـتَغرَبُوا قَـولِي وقَـاسُوا حَـرَارَتِي
.
كَـمَـا يَـسـتَعِيدُ الـكَـهْلُ ذِكــرَى طُـفُـولَةٍ
وتَـسـتَـرجِعُ الأَطـــلالُ عِــطـرَ الـحَـضَارَةِ
.
كَـمَا يُـبصِرُ الأَعـمَى عـلى الـمَاءِ وَجـهَهُ
ويَـسـتَنشِقُ الـبَـاكِي قَـمِـيصَ الـبِشَارَةِ
.
كَــمَـا يَـلـمَـحُ الـمَـهـجُورُ طَـيـفًا لِـوَصـلِهِ
تَــذَكَّـرتُ.. والــذِّكـرَى عَــذَابُ الـخَـسَارَةِ
.
عـلى زَهـرَةٍ فـي الـقَلبِ حَـطَّت فَرَاشَةٌ
وطَـــارَت.. ولا أَدري إِلــى أَيــنَ طــارَتِ!
.
يَـمَـانِـيَّةٌ يُـغـنِـي عَـــنِ الـوَصـفِ ذِكـرُهـا
ويُـغـنِي سِـوَاهـا عَــن هُـمُـومِ الـصَّدَارَةِ
.
إِذا مـــا بَـــدَت حَـسـنَـاءُ شَـبَّـهتُها بـهـا
وإِن لَـــم تَــكُـن أَهـــلًا لِـــذَاتِ الـجَـدَارَةِ
.
ولَـــو أَنَّــهـا لَـــم تَــرْقَ حـتـى لِـشَـامَةٍ
عـلـى خَـدِّهـا.. أَو وَردَةٍ فـي "الـسِّتَارَةِ
.
وفـي الأَرضِ مـا فِـيها مِن الحُسنِ دُونَها
ولــكــنَّـهـا كـــالــدُّرِّ بَـــيــنَ الــحِــجَـارَةِ
.
تَــذَكَّــرتُ مَـــن لِـلَّـيـلِ ظِـــلٌّ بِـرمـشِـها
ولِـلـصُّـبـحِ دُرٌّ خَــلــفَ جُــنــحِ الـمَـحَـارَةِ
.
تَـذَكَّـرتُ مَـن لَـم أَنْـسَ يَـومًا.. ولَـم أَكُـن
لِأَنـسَى الـتي فـي القَلبِ كانت وصَارَتِ
.
تَـذَكَّـرتُـهـا حــتــى تَــلَاقَــت خَــوَاطِـرِي
وسَـالَـت عـلى رُوحِـي دُمُـوعِي وفَـارَتِ
.
وقَـد حِـرتُ.. لا أَدرِي إِلـى أَيـنَ وِجـهَتِي
ولا أَيـــنَ تَـمـضِـي بـــي دُرُوبُ الـمَـرَارَةِ

*****
 

 

أَتَـــدرِي الــتـي مَــرَّت بـقُـربي هُـنَـيهَةً
"وإِنْ لَــم تَـكُن مَـرَّت بـقَصدِ اسـتِثَارَتِي"
.
بـأَنـي قَـضَـيتُ الـيَومَ لَـيلًا مِـن الـضُّحَى
وأَدمَــيـتُ أَقــدَامِـي وضَـيَّـعـتُ حــارَتِـي
.
وأَنِّــي دَخَـلـتُ الـحَـيَّ مِـن غَـيرِ حـاجَةٍ
وأَنـــي ظَـنَـنـتُ الــسُّـورَ بــابَ الـعِـمَارَةِ
.
وأَنــي وفي كَفَّــــيْ مَفَاتِـــــيحُ غُرفَـــتِي
بَدَا البـــابُ مِن خَلفِي.. فَأَفزَعتُ جَارَتِي!
.
ولَاقَــيــتُ مـــا لَاقَـيـتُـهُ مِـــن صُـرَاخِـهَـا
وكُـــذِّبــتُ إِثــبَــاتًـا لِـــسُــوءِ الـــزِّيَــارَةِ!
.
وضَـاعَت عـلى قَـدْرِ انـكِسَارِي مَدَارِكِي
وضَـاقَـت عـلـى قَـدرِ اتِّـسَاعِي عِـبَارَتِي
______________________

 

 ٢٩-٧-٢٠١٦

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص