الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
كأنت ..لا شبيه لك!! - محمد القعود
الساعة 11:47 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


*كأنت
كوحدك...كتفردك بك .
تستعصي على الانطواء تحت الشعارات الزائفة ,وتحت الرايات المهترئة ,وتحت بيارق الريح المسترجلة ,وتحت مزاعم الفراغ الفجّة ..
ترفض ارتداء الأقنعة ..
تأبى السير خلف أوهام مريضة داستها طلائع الحقيقة .
تأنف الوقوف خلف أشباح وعقول صدئة وعابرة إلى مهاوي النسيان .
تسخر من السير خلف خرافات خرقاء , خاوية , خامدة , خاسئة المعنى .
تشمخ زهواً بك , وبصلابتك وأصالتك الأصيلة ومنابتك الأنقى ,وتشبثك العنيد بمواقفك وحقائقك, ووقائعك وأرومتك وثوابتك الراسخة ..وبوضوحك الناصع والقاصم لكل محاولات احتوائك أو تدجينك ,أو تمييعك ,أو استلابك ,أو جرّك إلى معتركات وساحات ومواقف , أنت أسمى منها وأجلّ وأعظم ,بضميرك الحرّ ونقائك الأروع وعمق انتمائك وإخلاصك لنبل مبادئك وقيمك الأصيلة وغاياتك الأعلى. 

**********
 

*كأنت ..أنت 
كمثلك ..أنت
تتأفف من جميع المغريات ,وتعلو على جميع الرغبات الآفلة ,وتصطف خلف نفسك ,بعيداً عن جموع الأفك وحشود الرعاع وشذاذ الآفاق وسقط متاع القوافل والأماكن..
تتسامق برفضك وتمردك وتصدّيك لكل أبالسة الشر وسماسرة المبادئ والشعارات البلهاء .
تشهر يقينك صاعقة خارقة ,حارقة ,تبدد خيوط الكهنوت وأساطير الدخان والدجل العاثر الخطى في مختلف الأزمنة .
وتبقى كأنت ,لا شبيه لك..
يتساقط تحت قدميك هيلمان الباطل وأزلامه , وتتناثر في الهباء خرافات وأضاليل ..هواة عروش الحراب واسترفاق الكائنات وتقديس كل جهل وظلام وعسف ..
وتبقى أنت كأنت ..!!

 

*تلمّ المعاني ,وتنثرها في " أنت "
وتبعثر المدى وتجمعه تحت عنوان " أنت ". ترتقّ أزمنة الانتظار بالأمل وبـ "أنت ". تزيح القامات الورقية وترنّ خطاك الواثقة في بلاط الحقيقة معلنة حضورك " أنت ". واندثار كل ظلال فرسان وأبطال وأشباح وأمجاد عصر" "الهفوات" والغلطات المطبعية..!! 

 

*كما أنت أنت..
يذهب جميع حواة السلطة وسحرة الفراعين, وحرّاس القداسة وأدعياء العروش الهلامية وقراصنة التاريخ وتجار الشعارات , ومروجو الأوهام ووسطاء الفردوس ومدمنو النهب والبغايا , وباعة صكوك الغفران , وعبيد المال وصبيان الأحزاب وغلمان القصور , وصناع الفتن وأشياع الضغائن والاحقاد والضلالات, ونجوم المهازل وتجار الأوطان والأديان .
يذهبون كحكاية مهلهلة تلوكها الرياح وتطحنها تحت صفير أضراسها ,وتنثرها في مهب الرماد .
يذهبون نحو الدهاليز المعتمة ,تطاردهم روعه الحياة وروعة إرادة الإنسان في التصدي لكل عبث الطامعين والطامحين في خسفه وعسفه ونهبه واستعباده وتجييره لصالح جبروتهم وكهنوتهم وخرافاتهم البائدة ..! يذهبون إلى عارهم الأبدي ,وتذهب وحدك إلى وحدك المكلل بإنسانية لا حدود لها ,وحياة تتوالى إشراقا وبهجة ومحبه ومجدا وخلودا يذهب جمعهم المشتت إلى حيث يطويهم النسيان تحت أبطه..!!
وتبقى أنت العطر المفضل للضمير .. يا عطر الضمير وضوء القلب النبيل.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص