الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
موطني وأنا .. - طارق السكري
الساعة 08:39 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


كلانا لائذانِ بمنفى 
عدتُ من منفى ، رَقيتُ جدارَ منفى 
من رأى المنفى بمنفى ؟! صار لي رتبةُ منفى ! 

*** 
 

مولايْ .. 
        ضيَّقتَ الخناقَ عليَّ 
                          ضيَّقتَ الخناقْ 
                          صار وضعي لا يُطاق
        ( غااااقْ .. غاقْ 
أجْنبيّ ْ 
       أجنبيّْ
وأنا القَيْلُ اليمانيُّ الأبيّ )
الشوارعُ لم تعدْ تسمحُ أن تَمْرُقَ غيمةْ 
العيونُ على النوافذِ والظلال 
والمقاهي والمسارحِ والتلالْ  
صارَ المدى مُتَمترسُ 
الحقدُ أخرجَ نارَهُ مِنْ كُمِّهِ 
وعَوى كما تعوي الذئاب   
صار الزُّقاقُ مكدَّسُ 
صارَ الوِفاقُ مسدَّسُ
مثلُ الحِرابِ تسيلُ من جسدِ الحِرابْ 
صارت نقاطُ الأمنِ والتفتيشِ لي وحدي أنا
           ( غااااقْ .. غاقْ 
أجْنبيّ ْ 
       أجنبيّْ
وأنا القَيْلُ اليمانيُّ الأبيّ )

***
 

مولايْ .. 
        ضيَّقتَ الخناقَ عليَّ 
                          ضيَّقتَ الخناق 
                          صار وضعي لا يطاق 
من معي ؟! لا شيء إلا خيبتي .. 
غافلتني ..
ودفنتُ في جيبي كراتٍ من لهبْ 
ورميتُ كوخي للمحيطِ .. ولم أمتْ   
ونهشتُ أحشاءَ الغبارِ .. ولم أمتْ
أطلقتُ كلَّ حمائمي 
وأَرَقْتُ فوق بحيرتي زيتاً
وأشعلتُ النهارَ ، ولم أمت ْ 
وسمعتُ في الأخبارِ
أني مِتُّ في المشْفى ، لأَشْفى
ها أنا مولايَ دونك .. لم أمتْ
( غااااقْ .. غاقْ )
لو ترى من برجكَ العاجيِّ بحراً
يركبُ الأسوارَ ، يجتاحُ الأُفُقْ  
أو ترى الخيلَ المغيرةَ وهْيَ غضبى في جسد 
إنْ بكى شِعراً تنهَّدتِ البلد
أو تكسَّرتِ الحواجزُ والنوافذُ والطُّرُقْ .

*** 
 

موطني وأنا ..
كلانا لائذانِ بمنفى 
عدتُ من منفى ، رَقيتُ جدارَ منفى 
من رأى المنفى بمنفى ؟!  
صار لي رتبةُ منفى !
صار 
    لي  
      رتبةُ  
         منفى !

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص