الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ايروتيكات زهير الجبوري - حميد حسن جعفر
الساعة 15:43 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



هل هناك قصدية /اتفاق /مخطط لاستفزاز الجسد؟ لوضع اليد على نقطة شروع حراك الحياة! 
تظل المرأة / الأنثى لدى --زهير الجبوري --كائنا مغامرا، يبحث عمن يفركه لإزالة الغبار من على منحدراته، بحاجة لمن يزيل الصدأ عن معادنه، أنه الفانوس السحري /فانوس علاء الدين، حيث يضع صاعد السلم الخشبي إلى الأنثى يده على القبو /الكهف، حيث كلمة السر /افتتح ياسمسم، وسمسم هذه هي بلاغة اللغة /الإمضاء --الطمغة --التي لا تعني سوى صاحبها، حيث تتفتح ازهار الجسد، ليس فقط أبواب الجغرافيات الغامضة /الكهوف، 

 

لا بد للقاريء من أن يكون قادرا على استخدام كلمة السر هذا الاستخدام الذي حول اللغة على يد الشاعر إلى حركة /فرك ليستفز المضموم داخل الكهف /الجسد ،
نسوة إناث الشاعر كائنات محرضة على صناعة --لا أريد أن أقول اللذة الآنية --بل صناعة التواصل، حيث يتحول الفعل الجنسي إلى حاجة --لا من أجل استهلاك جزئيات الجسد، بل من أجل تجديد كلانية مفاصله، 

 

قصائد --زهير الجبوري --إناث متفوقات على سواهن، ،
في قصيدة المرأة /الأنثى هناك استدراج للرجل /الذكر، فعل امتحاني لقدرات الاثنين، لا في استغفلال الآخرين، و تدمير وساوسهم، بل هي محاولة في استغلال غياب الآخر /الرقيب --حضورا ماديا وآخر ينتمي إلى الوعي --ومن ثم إطلاق فعالية الجسدين سوية وسط هكذا احتراق مضموم، 
قد يجد القاريء أن الشاعر --زهير الجبوري --يتحرك كما لو كأن يشكل فعلا منطفئا، تحاول الأنثى أن تعيد صياغته وان كان للمرة الالف،

 

هل هذا الفعل أعلاه هو فهل ينتمي إلى الحدث الأول، ؟أن فعلا ينتمي إلى المغامرة أو بالأحرى إلى المجازفة لابد
من ان يترك وراءه الكثير من الخوف من السقوط /الوقوع في المحظور، /في الكثير من الاضطرابات، إلا أن القصيدة تقدم ما ينتمي إلى الفعل الواسع /البانورامي،حيث لم يترك للقاريء ما يضيف من عنده إلى ما عند القصيدة، 

 

الشاعر يكتب بصبر و تمهل، و المرأة /الأنثى تخاف الانطفاء /برودة الجسد العاري الذي لا يمكن ان يصبر طويلا ،إنها لحظات الخلق التي لا تعتمد غير المفاجأة، 
إنها الحياة التي تحاول أن تنتج نفسها بشكل آخر، وسط لحظة من الترقب و الاثارة و الكثير من المحجمات،
الهدوء الشديد في الكتابة يمنح الشاعر القدرة على التواصل الكتابي، مع ملاحظة مايريد قوله /يصوره ،فهناك كائن يصور داخل النص و هناك كائن كاتب خارج النص و كلاهما ينتمي إلى الشاعر 
اااااااااااااا 

 

في الستينات من القرن الماضي /العشرين، اجتاحت العالم --بضمه العراق --اهتزازات ثقافية وسياسية و فكرية ،هزات متعاقبة من الدعوات إلى الثورات و الانتفاضات و الانقلابات، هزات ودعوات إلى التجريب و التغريب و المغامرة، 
 

بل حتى الأدباء الخمسينيين كانوا --حينها --يشكلون طليعة المغامرين في البحث عن الأشكال الجديدة مستثمرين غياب القناعات لدى القاريء الذي لا يمكن أن ينسى /يتجاوز تجارب فاضل العزاوي وبيانه الشعري أو جمعة اللامي وكتاباته التجريبية هلى صفحات مجلة الكلمة --العراقية --حيث زاوج مابين الكلمة والصورة الفوتوغرافية. وتجارب حسب الشيخ جعفر في كتابة القصيدة المدورة والاستفادة من السرديات، واستفزازات الشاعر سعدي يوسف مع قصيدة اللصق /الكولاج، ومحاولات الشاعر بلند الحيدري في سينمائية القصيدة،
 

حتى بات القاريء يستقبل كتابات تمثل تجارب مختلفة للشاعر الواحد --مع عدم تخلي الشاعر عن حالة الإبداع --
وسط هكذا أفعال إبداعية كان القاريء والمبدع يبحثان عن المتغيرات لدي الآخرين من الشعراء والأدباء في أقطار وامصار المعمورة وليجد في قصيدة النثر المترجمة أو بعض ما ينتمي إلى التراث العربي و العراقي، ،أكثر من منفذ للخلاص من النمطية التي تهيمن على الفعل الثقافي، 
قصيدة --زهير الجبوري --قد تكون بحاجة آلى المغامرة الشكلانية /-خارجية، على الرغم من توفرها داخل روح النص، بحاجة إلى مغامرة تدمر تراتبية الاستقبالات، 
هدوء الكتابة يقابله هدوء القراءة رغم تمتع القصيدة بحرارة الإرسال، 

 

لو كانت هذه القصيدة وسواها --قبل كذا من العقود --لتحولت الى مجموعة من السيناريوهات، و لتدخل الإخراج والمونتاج السينمائي و التلفزيوني و الإخراج الصحفي و اللقطات القريبة و البعيدة و التعليقات و الهوامش مع بعض الصور التي تنتمي إلى أفعال القصيدة، 
هل يمكن أن يتذكر القاريء تجربة الشاعر --سعدي يوسف --في --ايروتيكا --في واحد من كتبه الشعرية التي من الممكن أن نقول عنه --مهمة --

 

--زهير الجبوري --يكتب قصيدة جمالية الجسد /الجنس و ما ينتجان من أفعال الروح 
إنها التجربة الايروتيكية التي يخوضها من غير أن يعلن عنها. 
وإذا ما كان البعض يكتب قصيدة عن الجنس المكشوف الذي يعلن عن مخبوءاته فقط عن طريق ممارسة المتعة، فإن --زهير الجبوري --يكتب قصيدة تنتمي إلى جماليات المرأة /الجسد، 
وإذا ما كان البعض من الشعراء يكتب الأدب /النص الذي يطلق عليه --الفاحش --فان زهير الجبوري --يكتب أدب / النص المستور، 
هناك ممارسة جنس وهنا ممارسة جمالية، 

 

هناك تمرد معلن عنه /فوضى، و هنا تمرد مستور /مقنن، ،هنا تمرد جسد، وهنا تمرد روح، كلاهما قد يتماثلان في العرض و الإرسال، إلا أن استقبال القاريء يكون مختلفا، 
القاريء الأول لا يحتاج إلى قراءة هادئة، ،القاريء هنا غير معني بما تنتج القراءة هن متغيرات في حياة القاريء، أنه صاحب سلوكيات تعتمد الفعل الحسي حيث يكون انتماؤها إلى ما قبل ظهور المدنيات /التنظيمات الإدارية، 
هل يمكن أن أقول أنه القاريء الشفاهي الذي ينتمي إلى مرحلة البداوة، ؟
القاريء الثاني، قاريء قصيدة -- زهير الجبوري -- قد يتكيء على اجمة عشب لا على سنام بعير بارك، 

 

قاريء قد تتوفر له فرصة القراءة كما تتوفر له فرصة تناول الطعام على الطاولة، مع شيء من الاتيكيت مع استخدام الشوكة و السكين و الملعقة والمقبلات والمناديل الورقية، 
قاريء منفتح، غير محاصر من قبل سلطات دينية و مجتمعية وسياسية وحتى اقتصادية و معرفية، أنه القاريء الإنسان الذي يستقبل القصيدة كضرورة حياتية،
أاااااااااا 

 

قصائد --زهير الجبوري --الايروتيكية، الواقعية جدا، الفنطازية جدا، التي تنتمي إلى الحلم سوف تذكر القاريء حينا بكتابات الأدب العالمي، وحينا آخر بشيء من كتابات /سرديات كتاب الواقعية السحرية، وربما هناك شيئ من واقعية السينما الإيطالية، حيث يتحول الواقع وبكل هدوء إلى لاواقع كأن لم يعايشه القاريء، 
 

القاريء يستقبل قصيدة --زهير الجبوري --بشيء من الاسترخاء، فالشاعر لم يكتب لاشاعة صناعة الحروب /الموت، بل يكتب للحياة للجمال، حيث يمارس المواطن /الإنسان تفاصيل حياته من غير انساق ثقافية شاطبة.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً