يــا قـلـبها الـمـخضوبُ كـالمنسدِ
ظــهـرتَ حــنـاءاً بـظَـهـرِ الـيـدِ
 

ظـهـرتَ تـاريـخاً عـريـقَ الأسـى
وأمـــةً مــاتـت بـــلا مــولـدِ
 

وطـعنةً فـي الـظهرِ والـصدرِ مـن
طـفـلين شـبّـا مــن حـليبٍ ردي
 

شـقـقـتَ بــدراً بـيـن أضـلاعـنا
يـا عـينَ فـي ديـنِ الـردى شهِّدي
 

عـرَّيـتَ هــذا الـعـيدَ مـن روحِـهِ
مـن عُـريهُ فـي الـروحِ مـا يرتدي ؟
 

((أسـمعتَ لـو نـاديتَ ..)) يا واقفٌ
ظـــامٍ يــدُّل الـسـربَ لـلـموردِ
 

يــا مــأرب الـتـاريخ كـانـت لـنـا
شـمـسٌ تـغـني داخــلَ الـمـعبدِ
 

وجــنـةٌ مـــن جـنـبـها جــنـةٌ
وغـيـمةٌ فــي حـرّ رمـل شـديـ..
 

وكــانـت الأيـــام مــن حـولـنا
حــوراً تـغـني بـالـرخاء الـمدي..
 

حتى ((تنادوا)) (( .. أصبحت كالصريـ
مِ)) الـيوم حـتى الـيوم ما من جدي..
 

بـلـقـيسُ مــا عـدنـا ذوي قــوةٍ
ورأيُــنـا مـــا عــادَ ذا ســؤددِ
 

وكــامـلٌ فـــي حـزنـهِ كـامـلٌ
تـيـمّـنـاً أســمــوه بـالأسـعـدِ
 

وصـبـحـنُا أعـمـى إلــى حــدّ أن
لــم يــدرِ بـالـكعبة والأســودِ *
 

الـفـأرُ هــدّ الـسـدّ مــن سـالفٍ
والـفأرُ هـذا الـيومَ فـي الـمسجدِ
 

وكـلُّـهـم فـــي جـيـشهِ هـدهـدٌ
وشـعـبُنا مــن (( رنّـةٍ )) يـهتدي
 

إن شـئت فامضي في سبات الرضى
ونـــددي فـــي وجـهـهم نــددي
 

((إنّ الـملو...)) هـا قـد أتـوا قريتي
ولـــم يــعـد شـــيءٌ بـمـستبعدِ
 

قــد أفـرغـوا مـا فـيك مـن حِـميَرٍ
يـا رايـةً فـي الـرمل لـن تـصمدي
 

هـــم طـلـقـةّ أو خـنـجـرٌ قـاتـلٌ
بـأيـهـم مــن عـيـشك اسـتـنجدي
 

ولـتصرخي مـن حـسرةٍ فـي الحشا
إن شـئـت أو مــن حـسـرةٍ غـردي
 

وغــيـري حـجـشاً عـلـى رأسـهـم
أو لــلـذي مـــن قـبـلـه مــددي
 

يــا أمــةً فــي بــارِ أوهـامها
تــريـدُ أن تـحـظـى بـدنـيا وديـ..
 

أبـكـيـكِ ، لا أبـكـي هـنـا أمــةً
مــن لـحيةِ الـمفتي إلـى الـملحدِ
 

لا تـفـهـمي لـعـنـي لأشـكـالهم
أرجـــوك ألا تـفـهمي مـقـصدي
 

يــا دمـعـةً تـمشي عـلى وجـنتي
كــمـا تـمـشّـى فــي دمٍ مـعـتدِ
 

سـيـري كـمـا تـرجـينه لـم أعـد
أهـتمُّ أن صـاحَ الـمدى ((رددي))**
 

عـظـمي يــذوبُ الآنَ فــي قِـدرِهِ
فـكـيف أرنــو خــارج الـمـوقدِ ؟
 

شـعـبي يـذوبُ الـيوم َمـن غـيظهِ
يـــا لـيـتـها تــنـزاحُ بـالأبـجـدِ
 

فـضـائـحُ الـبـلـوى بـــلا آخــرٍ
حـدث بـما شئتَ (( البساط احمدي ))
 

مـعـلـمومةٌ مـجـهـولةٌ أنّــتــي
مـقـابـرٌ شــتّـى بــلا مـشـهدِ
 

مـقـابـرٌ شـتّـى عـلـى وجـهِـها
بـمـثـلها تـحـت الـثـرى تـقـتدي
 

مــقـابـرٌ تــزنــي بـأعـراسـها
لـيـنجبوا قـبـراً لـنـا فــي الـغدِ
...
 

*الاســود العنسي
** مــطـلـع النشيد اليمني .