الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
على هامش العيد - فيصل البريهي
الساعة 12:31 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


العيدُ في كلِّ بيتٍ زارَهُ وأنا
ما زارني غيرُ بؤسٍ مُحبِطٍ وضنى

 

لأنَّني ذو فؤادٍ إن حملتُ بهِ
شيئاً عزيزاً ،حَملتُ الحبَّ واليَمنا

 

فكان حظَّي مِن المأساةِ ما حملَتْ
أرضي...فقدَّمتُ أفراحي لها ثَمنا

 

حسبي مِن العيدِ إن عمَّتْ مسرَّتُهُ
دُنيا الأحبةِ لم تشهد بها حَزَنا

 

أُعيذهُم مِن عناءاتِ الحياةِ فهُم
في العيش أُنسي إذا ليلُ الهمومِ دَنا

 

وجوهُهم كلُّ أعيادِ الحياةِ ربتْ
فيها فكانوا على الدنيا لها وطنا

** *** **
 

 

لكنِّني في بلادٍ لا يطيبُ بها
عيشٌ لحُرٍّ ولم تحفلْ بوجهِ هَنا

 

كم أرضَعتْني المآسي بينَ أذرُعِها
مِن ثديِها العلقمَ المسمومَ لا الَّلبَنا

 

وفوقَها كلُّ مفقودِ الرجولةِ لمْ
يَذُقْ مع النَّاس فيها حسرةً وعَنا

 

يأتونَ كالنملِ مِن كلِّ الثقوبِ بِلا
أدنى حياءٍ... يُحيلونَ الوجودَ فَنا

** *** **
 

 

من عاثَ في الشعبِ فتْكاً كي يظلَّ لَهُ
مُستعبَداً في قيودِ الذُّلِّ مُمتَهنا

 

واليومَ حتَّى سرورَ العيدِ صادرَهُ
منّا الذي نحنُ سمَّيناهُ مُؤتَمنا

 

من كان يُدعىٰ: نزيهاً في الحياةِ ،ومن
كُنَّا نَرىَ كلَّ قُبحٍ جاءَهُ حسَنا

 

عِشْنا نِفاقاً بِلا حدٍّ نؤلِّهُهُ
كَمَنْ يؤلِّهُ في محرابهِ وثَنا

 

فكم كَسَتْنا يداهُ لوعةً وأسىً
وكم كسونا دُجاهُ بهجةً وسنى

 

ما كانَ أجهلنا عنهُ وأجهلَهُ
عنَّا..!!وأعلَمَنا جهلاً بهِ وبِنا!!

 

هذا الذي ما تجاهلْنا العيوبَ بهِ
إلاّ تجاهلَنا عيباً وما فطِنا

 

أَنّ المنايا بلا لونٍ ورائحةٍ
ومالها غيرُ أغبى الأغبياءِ جَنى

** *** **
 

 

هلْ في يدِ الغيب أشواقٌ وأسئلةٌ ؟!!
بلْ للإجاباتِ عنها لهفةٌ ومُنى

 

وللأماني أعاصيرٌ مُهوجِسةٌ
كم أغرقتْ في بحار المُشتهى سُفُنا

 

والعيدُ ...!!ما العيدُ إلاّ نبضُ أُغنيةٍ
«آنَسْتَنا» ثم يغدو أُنْسُهُ شَجَنا

 

كلُّ الأغاني استماتتْ لم تَعُدْ أبداً
فينا تُلامسُ لا روحاً ولا بَدَنا

 

تبخَّرَ الفنُّ مِن أفيائِنا فمضَتْ
آفاقُنا بعدَهُ مَحشوَّةً عَفَنا

 

منها سنطبخُ للتاريخ مأدُبةً 
حمراء ، نُشبِعُ منها الريفَ والمُدُنا

** *** **
 

 

ماذا سيحصلُ بعدَ الآن فيكِ على
هوامشِ العيدِ يا صنعاءُ؟!!،: سلْ عَدَنا

 

سألتُها فأجابتني خواطرُها:
سلْ«صعدةً»،سلْ «تريماً»، سلْ..وسلْ «تُبَنا»

 

ماذا جرى يا بلادي أنتِ شاهدةٌ ؟!،:
لا...لا، إذاً أينَ أنتِ اليومَ ؟، لستُ هُنا

 

ملَلْتُ منها وملَّتْني مُراهَنةً
تساؤلاتٌ بها كم عشتُ مُرتَهَنا

** *** **
 

 

بي منكَ لا بكَ منِّي ألْفُ مُبكِيةٍ
يا موطني...هل سُوى قلبي عليكَ حَنا؟

 

وفيكَ كلُّ اعوجاجٍ...من يُقوّمُهُ
ولم أجِدْ مستقيماً فيكَ مُتَّزِنا؟

 

لكنْ سأحياكَ والآمال تبعثُ في
دنيايَ ما يدْرأُ الآلامَ والمِحَنا

 

لأنَّ حبَّكَ روحٌ للحياةِ فما
لها ولا لكَ عنها في الوجودِ غِنى


وسوفَ تبقى مدى الأيامِ عاصفةً
مجنونةً تُرهِقُ التاريخُ والزَّمَنا

 

والعيدُ يومٌ مِن الأيامِ إنْ طلعتْ
شمسُ الضُّحى فيهِ كانتْ للدِّجُى كَفَنا

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص