الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
مصطفى لغتيري وأنسنة الأسطورة في رواية:عائشة القديسة - عبد القادر لحميني
الساعة 10:34 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


            
عادة ما ينحني المرء لقامته إكبارا وإجلالا ،وهم الفئة الغالبة ..وأنا أجتاز المتاريس وأبحث عن خلاص لنفسي من قبضة الشوارع الضاجة بالحياة والناس للقاء "العاشرة" ،كنت في الأصل كمن يترجى غسق الصحراء لرؤية الأفق ، وفي دوامة التيه والأسئلة الجارفة ، كان يتبدى لي بأن تاريخ الثقافة العربية ،هو تاريخ غزوات وإشهار لأسلحة قديمة ،عفا عنها الزمن واتكأ راعيا على المِنْسَأَة ، و الأكباش تناطح بعضها من أجل زعامة مفتعلة وابتسامة نعاج مراوغة ،وإن كنت ممتنا لكتاب عبروا هذا الجسر وتركوا خلفهم بعضا من الأثر ، فإن ما لا يغفر لهم أنهم نصبوا المشانق ، من تلقاء أنفسهم ، وقتلوا الأسماء والنصوص.. .

 

مع المتاريس ذهب لقاء "العاشرة" ،ليلا ، وأنا قبالة مكتبة فرنسا ، شدني شعار "القراءة للجميع " أو ما شابه ، صنعت ابتسامة وأنا ألج مع الباب متنكرا في هيئة كاتب ، وفي نفسي شعار آخر " الكتابة للجميع" ، أسندت محفظتي السوداء إلى قائمة الكرسي وجلست ، كان توقيع رواية عائشة القديسة ، الطبعة الثانية ، جزء من الهم الذي تحفل به المكتبة ،والتي يسعى من خلالها ، الكاتب مصطفى لغتيري إلى أنسنة أسطورة " عَيْشَة قُنْدِيشة " بالكتابة ، عيشة قنديشة ، هذه ، التي ارتبطت في أذهان المغاربة بشبح مخيف يلاحق أطياف الرجال والنساء على حد سواء لتتحول من امرأة تاريخية ،حقيقية، كانت تقاوم الاستعمار البرتغالي حسب بعض المؤرخين على الشواطئ المغربية الأطلسية في القرن السادس عشر الميلادي.. . 
 

 
وحسب ـ لغتيري ـ (تدور الرواية حول أربعة أصدقاء يعيشون في قرية هادئة ...يجمعهم حديث عابر ذات يوم في مقهى ويعتبرون وجود عيشة قنديشة شرا مفروغا منه ، فيحاول البطل سعد وهو رجل تعليم ،أن الأمر لا يعدو أن يكون خرافة ، لكن في ممارسته ذات يوم لهواية الصيد يسقط من دراجته فيفقد الوعي )، مرد ذلك "عيشة قنديشة" أو ما شابه ، ليصبح تداول الخرافة هالة يتقاسمها ، الكل ، متعلمون وغير متعلمين ،وتدخل الأسطورة في صلب تكوين هوية الشخصية العربية التي تتغذى على الميتافيزيقا والماورائيات ... 

 

بعيدا عن نصب المشانق ومحاكمة النوايا وقتل النصوص والأسماء وإرضاء للنرجسيات ، يعد مصطفى لغتيري ، اتفقنا معه أم لم نتفق ، واحدا من الكتاب الأكثر حضورا ومقروئية داخل المشهد الثقافي ، وهذا ما شهد به أساتذة نقاد ومبدعين ، وزكته أرقام المبيعات حسب ، مديرة مكتبة فرنسا الأستاذة : خديجة البصري .
ـ هواجس امرأة ،طبعة ثانية
ـ مظلة في قبر..،طبعة ثانية
ـ على ضفاف البحيرة ،طبعة ثانية 
ـ عائشة القديسة طبعة ثانية 
ـ أحلام النوارس طبعة ثانية
ـ شيء من الوجل ،طبعة ثانية
أسلاك شائكة ،طبعة ثانية

 

ويرى بعض من هؤلاء النقاد أن لغتيري يكتب من الأسطورة في جل كتاباته الروائية ،سواء أنتصر لهذه الأخيرة أم لم ينتصر، أعلن عنها أم لم يعلن ، كما أن كتاباته ليست حفرا في الذات ، وكتابتها وإعادة كتابتها بطرق مختلفة ، أقصد السيرة ، وإنما هي حفرا لما يحيط بالذات مما هو سيكولوجي( نفسي ) و سوسيولوجي (اجتماعي) وأسطوري ...لتتضاءل الذات أمام الأسئلة المُغَلِّفة لكينونتها وتعدم أمام السؤال الكبير ،هل تأثيث الهوية للذات العربية بالأسطورة شر لابد منه ؟..

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً